• ×

الجرائم الالكترونية في السودان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم / سراج النعيم / أصبحت الشبكة العنكبوتية آفة تقضي على الصورة الزاهية للعادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي الذي يسعي الغرب إلي تشويه صورته بالتقنية الحديثة التي يستخدم في إطارها المنتهكين برنامج الفوتوشوب الذي يلعب دوراً رئيسياً في الفبركة ومن ثم التشهير وتشويه السمعة تضليلاً للرأي العام الذي قد لا يعلم كله أن الصور مفبركة ومصحوبة بالمعلومات المغلوطة لذلك تنتشر سريعاً ومثل هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع أصبحت يشكل معضلة حقيقية للضحايا الذين يضطرون إلى الدفاع عن أنفسهم رغماً عن أنهم أبرياء مما نشر وبالتالي يجدون أنفسهم أمام انتهاك خطير جداً في إطار جرائم ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ووسائطها المختلفة التي يتم استخدامها بصورة سالبة لا تفيد المجتمع بقدر ما تهدم نسيجه نسبة للهوس ﺑﺎﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. ومن وراء ما تطرقت له لابد من التأكيد بأن العيب ليس في التقنية الحديثة أو التطور الذي تشهده يوماً تلو الأخر إنما العيب في المستخدم الذي لم يستوعب الطفرة التكنولوجية فأصبح يوظفها في الاتجاه السالب للانتقام من البعض الذين يجدون أنفسهم مواجهين بسلاح ربما لا يجيدون التعامل معه خاصة وأن محوره يدور في هتك القيم والأخلاق دون مراعاة إلي نظرة الأسرة والمجتمع الذين قد لا يكونان ملمان بما أفرزته التقنية الحديثة من تطور كبرنامج الفوتوشوب المساعد علي الانتهاك الذي يكشر في ظله أنيابه الاسفيرية بشكل مخيف ومرعب يندرج في إطار الابتزاز الرخيص في ظل غياب محاسبة الجاني الذي يبتكر أساليب غير مسبوقة كإنشاء حسابات وهمية بمواقع التواصل الاجتماعي لجذب النشء والشباب للإعجاب والتعليق بما ينشر من صور ومقاطع فيديوهات فاضحة. ويتفاوت الانتهاك فالمنتهك يستخدم درجة عالية من الحرفية والدقة والإتقان في ارتكابه الجريمة الإلكترونية أي أنه يعمل جاهداً على أن لا يترك ثغرة لكشفه في حال حركت ضده إجراءات قانونية خاصة وأن جرائم المعلوماتية تستوجب توفير بينة للجرم المرتكب ولكن يصعب توفيرها ما يستلزم تشريعات تضع حداً للانتهاكات الخطيرة عبر الفيس بوك و الواتساب الذين أضحيا سريعان في إيصال الرسائل والصور ومقاطع الفيديوهات المدمرة للسمعة. ومن أخطر المتعاملين مع الشبكة العنكبوتية من يطلق عليهم مجازاً الهكرز الذين يستخدمون أجهزة الحاسوب الآلي في اتجاهات غير قانونية بحرفيه ومهارة عالية ولكنها تصب في الاتجاه السالب باختراق أنظمة التشغيل. وفي السياق أكد خبراء أن الهكرز يكون هدفهم من وراء ذلك التنافس مع هكرز في بلدان أخرى وإبراز التفوق والمهارات والبحث عن الشهرة وبما أن الفضاء شاسع بلا رقيب وبلا حسيب يجدون مبتغاهم في شبكة الإنترنت. تبقى الجرائم الإلكترونية من الجرائم التي نحن فيها حديثي عهد بالإضافة إلى أننا لم نستوعب التطور الذي أفرزته ما نتج عنها المهدد الأكبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي تركت أثرها السالب في المجتمع الذي دخل شبابه في ذلك العالم الافتراضي العالم الجديد الملئ بالحريات المدمرة للقيم والأخلاق. وتشير الإحصائيات إلى أن الفيس بوك تجاوز عدد مستخدميه المليار ناشط حول العالم ولا يدخلون جميعاً بأسمائهم إنما يكتب بعضهم أسماء مستعارة يشكل البعض منها خطراً على المجتمع نسبة إلى أن هنالك من يسعي إلي تصفية الحسابات بالانتقام من الخصوم بالنشر الضار الذي لا توجد في إطاره رقابة تحفظ للضحايا حقوقهم فيما هم مطالبين بإثبات بينة لفتح البلاغ ضد المتهم لدى نيابة التحقيقات الجنائية وجرائم المعلوماتية. وبما أن جرائم المعلوماتية تدور اغلبها في الجانب القيمي الأخلاقي فأنها تحتاج إلي بذل المزيد من الجهود للوصول إلى الجاني الذي يعمل بذكاء لإخفاء شخصيته الحقيقية حتى لا يترك أثراً للجريمة التي يرتكبها وبالتالي أصبحت مثل هذه الجرائم في تزايد كبير خاصة وأن النشر يتم إعادته وتناقله بين النشطاء ومرتادي الشبكة العنكبوتية التي تتضرر منها المرأة لاستخدام صورها في ارتكاب بعض الجرائم الالكترونية. وأكثر ما سهل من مهمة مرتكبي الجرائم الإلكترونية انتشار الهواتف الذكية المتطورة تقنياً ما جعل الاستخدام سهلاً الأمر الذي يضع المجتمع السوداني المحافظ أمام تحد كبير.


بواسطة : admin
 0  0  1574
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:09 صباحًا الأحد 19 مايو 2024.