• ×

سلفا ومشار.. اشتعال حرب الشائعة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية / تقرير/ خالد فرح 

زكريا أتيم يفتح النار على مشار وإدورد لينو

رسالة الحاجة هدية تصل الرئيس سلفاكير

حكومة مشار الموازية تحرك غضبة جوبا

د. مشار: ما نُسب حول ضم أبيي للجنوب ليس صحيحًا

السكرتير أتينج يصطاد في الحكومة الجديدة

حكمة بنجامين في دبلوماسية الأزواج



بالطبع فإن الحكومة الموازية والتي أعلن عنها د. رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارض قبل أيام تطايرت أحجارها لتقع في كثير من البرك الساكنة جنوبا وشمالاً.

بالنسبة لجنوب السودان هاجت عاصمته جوبا وماجت عقب تلاوة القرارات التي تلاها مشار من العاصمة أديس كتوصية لمقررات مؤتمر فقاك للمعارضة.

(1)

وبما أن مشار أعلن تعيين (12)، واليًا جديدًا بعدد ولايات جنوب السودان الفدرالية إلا أن خارطته ضمت منطقة أبيي إلى تلك الولايات زُج بها في صفحة د. رياك مشار الرسمية على موقع(الفيس بوك)، فطار الخبر إلى عدد من الصحف وطار حينها جنون الخرطوم وتقاطرت وفود أهالي أبيي بالخرطوم إلى مقر صحيفة (الصيحة) غاضبة مستنكرة ما وصفته بخطأ فادح وقع فيه د. رياك مشار.

وقبل أن يصل وفد قبائل دينكا نوك إلى مقر الجريدة تقاطرت المكالمات الهاتفية من أديس أبابا والخرطوم، نافية صحة مزاعم ضم أبيي من قبل د. رياك مشار نفسه، وقال د. مشار للصيحة إن ضم أبيي لولايات الجنوب (كلام فارغ) ووصف الحديث بالمغرض وأن ولاياته التي أعلنها ليست فيها أبيي مشيرًا إلى أن أبيي قضية سيتم حلها وفقًا لبرتكولات السلام الموقعة بين جوبا والخرطوم.

ولفت مشار في حديثه للصيحة بأن حركته ستؤكد وتمضي قدماً في حل هذه القضية وفقاً لمسارها الطبيعي الذي أقرته نيفاشا مشيرًا إلى أن الحركة ملتزمة بسياسيات حسن الجوار وختم مشار بالقول: أنا في طريقي لاجتماعات بهذا الخصوص وأرجو أن يطمئن الجميع على ان الحركة ستعمل كل ما من شأنه ان يحقق الاستقرار في المنطقة.

(2)

أما سبت مقوك نائب رئيس تطوير الحكم الفدرالي بحركة رياك مشار فقد وصل باكرًا إلى مقر الصحيفة ليقول إن مؤتمر فقاك لم يقرر ضم أبيي لولايات الجنوب، وأضاف سبت بأن حركتهم تقدر موقف الخرطوم التي تقف في مسافة متساوية من أطراف النزاع ولم تدخل في ما من شأنه ان يهدم علاقات حسن الجوار كما تفعل حكومة جوبا بدعمها لقطاع الشمال على حد قوله.

(3)

زكريا أتيم أحد أكبر زعماء دينكا نوك يقيم هذه الأيام في ضاحية الحاج يوسف، زكريا يشغل منصب عضو المجلس التشريعي لغرب كردفان وعضو مجلس شورى النوك والمسيرية.

الرجل الذي بلغ التسعين قدم يتوكأ على عصاه إلى الصيحة مع وفد كبير من قبائل النوك كانوا استفزتهم الغيرة على أبيي وقالوا إن أبيي لن تكون جنوبية وإن تبعيتها لن يحددها مشار. وبما أن (الصيحة) أبلغت وفد زكريا بأن مشار نفسه اتصل ونفى هذه التصريحات، وقال إنه لم يذكر أو يضم أبيي إلى خارطته. إلا أن العجوز زكريا رفض القول ومضى يكيل بالشتائم لإدورد لينو والذي قال إن إدورد لينو هو من حرق أبيي ويتحمل مسؤولية أي فتنة تقع بين قبائل المنطقة، للمعلومية ادورد لينو هو قائد استخبارات الجيش الشعبي إبان التمرد. وكان قد رشحته الحركة الشعبية والياً للخرطوم إبان الانتخابات الماضية ودشنت حركة تحرير السودان على ما أذكر حملتها الانتخابية في العباسية بأم درمان حينما اختارت فناني الجماهير الأوائل والراحلين محمد وردي ومحمود عبد العزيز حينها قبل أن يخذل ياسر عرمان الجنوبيين ويعلن الانسحاب من مرشح رئاسة الجمهورية وهي تلك الفترة التي شهدت توقيع صفقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بانسحاب الأخيرة من الانتخابات ليضمن المؤتمر الوطني عبور استفتاء الجنوب دون معوقات. وتعود الذاكرة إلى ان انسحاب عرمان من رئاسة الجمهورية أعلنه د. رياك مشار نفسه.

وبالعودة لغضب زكريا أتيم من الرجلين مشار ومن شدة غضبه لم يكمل كوب الشاي الذي التهبه البرد بالنسيان لحرارة الموضوع. وبدأ زكريا يحكي(يا ولدي كلام بتاع أبيي ده كلام قديم انت زول صغير ما حضرتو كلام ده بدا قبل مية سنة نوير ديل ياهم ذاتهم تسببوا في أزمة أبيي نوير ديل قبل ده في دينكاوي مشى خطب بنت من النوير جاب بقر بتاعو نوير مسك البقر وأبى يعرس البت دينكا غاروا نوير... ونوير طردو الدينكا إلى منطقة أبيي وجوا هم نفسهم قعدو فيها وياهم قاعدين لي هسي).

(4)

زكريا يبدو أنه متألم أشد الألم من قصص ظلم طويلة كانت تحكى في جنوب السودان ومعظم القصص في الجنوب كان بطلها الزواج والأبقار والثأر، ولكن يبدو أن هذه القصص لم تتركها التحالفات السياسية ودائمًا ما تجدد بتجدد الخلافات، كما يقول زكريا.

ويصف زكريا انضمام أدورد لينو لدكتور رياك مشار فيه نوع من الخبث على منطقة أبيي ونحن نشعر بقلق في ذلك وأضاف قائلاً (أنت يا ولدي استفتاء بتاع أبيي ده عملوا منو ما ياهو عملوا رياك مشار في أبيي وكان نائب رئيس الجمهورية وأدورد لينو كان مشرفاً على الاستفتاء معاهم دينق ألور وجابوا قروش بتاعت الانتخابات من دولة(.....).

(5)

قصص طويلة رواها العم زكريا حول أبيي مع مداخلات من بعض قيادات وفده يمدونه بالمعلومات حينما يرفع رأسه إلى السماء.

وختم زكريا حديثه عن أبيي بأنهم والمسيرة قبيلة واحدة، وقال نحن أقرب ناس للمسيرية، وقال كان (حصل دشمان للدينكا في الخرطوم أقرب لينا ناس ياهم المسيرية واسي كان جاءت نقعة للمسيرية نحن ياهو بنموت معاهم).

زكريا رافقه للصيحة العمدة مجور حماد والعمدة لوكا ملوك دود، وابنه زكريا الذي يساعده في الرد على جوالاته ذهبوا من الصيحة تاركين لنا الابلاغ بأن أبيي شمالية ولا يجرؤ أحد على جعلها جنوبية (والمغالطنا) في ذلك على حد قولهم يسأل في ذلك حدود 1/1/1956.

(6)

أما الحجارة التي طارت إلى جوبا من حكومة مشار الموازية فسارع في الوقت نفسه سكرتير الرئيس الصحافي اتينج ويك بتسديد تصريحات قاتلة على جدار حكومة سلفا.

وتوقع المراقبون ان تنتقد حكومة جوبا الحكومة التي أعلنها مشار من ناحية مبدأ السيادة وأن حكومة الرئيس سلفاكير حكومة شرعية وجاءت بانتخابات حرة نزيهة خاضها د. رياك مشار نفسه كما جاءت انتخابات تقرير مصير جنوب السودان.

ولكن تصريحات تينج ويك ركزت على ان حكومة مشار الجديدة جاءت قبلية أكثر من اللازم.

وبدأ تينج يعدد عدد القبائل التي شاركت مشار النضال فقال كان لمشار ان يعطيها من الحصص كما أعطى كل المناصب لقيادات النوير.

وجاءت التصريحات في شكل انتقادات حادة لقرارات قائد متمردي جنوب السودان الأخيرة والتي قضت بإنشاء (21) ولاية بجنوب السودان وتم فيها إنشاء هيئة أركان للجيش الشعبي. وأوضح ويك في تصريحات تحصلت (الصيحة) عليها من مصادرها بالعاصمة جوبا، أن المتمردين خرجوا عن القانون والدستور واعتبر أن كل ذلك غير شرعي، وأشار إلى أن مناصب رئيس هيئة الأركان ونوابه جاء على أساس قبلي بالإشارة إلي قبيلة (النوير) بالرغم من وجود إستوائيين مثل مارتن كينجي وآخرين وهم أقدم من الجنرال داو تور جونق الذي تم تعيينه قائداً لقوات شمال بحر الغزال، وانتقد ويك قرار تقسيم جنوب السودان إلى (12) ولاية بشدة، وأضاف بأن ذلك يؤكد نية المتمردين للحرب.

إلى جانب ذلك زعم ويك بأن حكومة جوبا متمسكة بالحلول السلمية للأزمة بجنوب السودان، وبخصوص موعد استئناف المحادثات ترك ذلك لوسطاء الإيقاد ونفى وجود ترتيبات للقاء مرتقب بين كير ومشار.

انتهى حديث مستشار ويك ولكن ترك استفهامات عديدة في كونه لم ينتقد عدم شرعية الحكومة نفسها بحكم ان الانتخابات هي التي تعزل سلفاكير وليس تمرداً تقوده قبيلة أو مشار.

(7)

الأزمة في جنوب السودان ألقت بظلال سالبة على الأمن والاستقرار ويبدو أن المتمرد رياك مشار مشغول بحكومته وكيفية إنزالها على ارض الواقع وأن الرئيس سلفاكير مهموم بصد هذه الحكومة عن جوبا فوجدت الجريمة ضالتها في ظل الفراغ الأمني العريض الذي شهده الجنوب عقب الخامس عشر من ديسمبر.

فقد لقي ثلاثة مدنيين مصرعهم وأصيب آخر ليلة أمس، جراء هجوم مسلح على منطقة جودة الحدودية بمقاطعة الرنك بولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان. وأوضح مدير شرطة منطقة جودة الجنوبية الملازم شرطة جميس بول ادور في تصريحاته له امس بثها راديو تمازج، أن هنالك حادثة إطلاق نار بمنطقة جودة ليلة أمس تسبب في مقتل (3 ) اشخاص أحدهم تاجر سوداني يدعى مجدي يعقوب آدم ، إلى جانب إصابة مواطن آخر، مشيراً إلى أن المجموعة المسلحة أطلقت أعيرة نارية كثيفة على مركز الشرطة بجودة وأضاف أدور بأن الهجوم تسبب في هلع وخوف وسط الأهالي والنازحين الذين فروا إلى منطقة جودة الحدودية.

وهذا الخوف والتوتر امتد إلى مساحات أخرى من منطقة جودة إلى العاصمة جوبا ودخل الناس هناك في حالة هلع شهدها سوق (كاستم) الذي تعرض لحريق هائل قبل يومين.

وذكرت المصادر أن الحريق الذي اندلع أمس الأول بسوق كاستم بمدينة جوبا، قضى على أكثر من (15 ) من المحال التجارية وخلف خسائر في الممتلكات، وأكدت مصادر محلية بالقرب من سوق كاستم بأن سبب الحريق يعود إلى التماس كهربائي وسرعان ما اتسعت رقعتها لتشمل عدداً من المتاجر وسط انتظار من أصحاب المحال التجارية وسكان المنطقة عربة المطافئ إلا أن تأخرها فاقم انتشار الحرائق.

(8)

أما منطقة البحيرات فقد شهدت هي الأخرى أحداث عنف قبلي كشف عنها المتحدث باسم شرطة جنوب السودان العقيد جميس ماندي وقال ان العنف أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين في اشتباكات عشائرية بولاية البحيرات، وسارعت جوبا بإرسال قوات إضافية للسيطرة على الأوضاع الأمنية بالبحيرات، وعزت السلطات في جوبا الأحداث إلى إطلاق النار العشوائي داخل الأحياء والذي أدى إلى إصابة ستة مواطنين، مثمناً دور الشرطة والجيش في استتباب الأمن خلال احتفالات رأس السنة.

(9)

صورة وزير الخارجية إلى جانب والدة الرئيس عمر البشير الحاجة (هدية) وجدت حظها من القبول في مواقع ومنتديات التواصل الخاصة بالجنوبيين في جوبا وسارع المتواصلون إلى الإشادة بدور الحاجة هدية والدة الرئيس والتي بعثت برسالة إلى سلفاكير عبر وزير الخارجية وطالبت الرئيس فيها بإيقاف الحرب وتحسين أوضاع الجنوبيين وامتدت تعليقات المدح بالحاجة (هدية) بقولهم إنها أجمل هدية في العام الجديد من أم الشماليين إلى شعب الجنوب وتمنى المتواصلون أن تجد الرسالة حظها من الاعتبار في شخص سلفاكير ونائبه السابق مشار.

أما تصريحات وزير الخارجية برنابا بنجامين حول وصفه لحالة التشاكش بين جوبا والخرطوم بأنها أشبه بعلاقات الزوجين في المنزل. فقوبل بالمدح من قبل المراقبين حيث وصفوا الرجل بالذكي ولم يقع في فخ أسئلة الصحافيين الذين حاولوا الإيقاع بالرجل، ويبدو أن جوبا ليست لديها الرغبة في تصعيد أي عداء مع الخرطوم في هذا التوقيت ويكفيها ما فيها كما يقول المثل. لذا سارع وزير الخارجية عقب وصوله جوبا قبل يومين بإطلاق تصريحات إيجابية في حق العلاقة مع الخرطوم وقال برنابا إن جهات ما تسعى للإيقاع بين الخرطوم وجوبا. ونفى وزير الخارجية في تصريحات وجود أي توتر في العلاقة بين الخرطوم وجوبا. واتهم جهات -لم يسمها- بمحاولة زرع الفتن بين البلدين، مشدداً على أنه ليست هناك مصلحة للبلدين في دعم وإيواء المتمردين من الجانبين. وقال الوزير إن هذه الشكوك والاتهامات المتبادلة بين الجانبين ستتلاشى وستحل عبر مختلف الأجهزة واللجان المختصة.


بواسطة : admin
 0  0  1174
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:33 صباحًا الثلاثاء 7 مايو 2024.