• ×

كاشا :كل مسؤول في الحكومة متهم بالفساد حتى يُثبِت العكس

سبدرات كان شيوعياً وأنا لست كذلك

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية 



أتحدى أي شخص يقول إن قبيلتي جاءت لتزكيتي أو طالبت لي بمنصب

لست مسؤولاً عن تدهور شركة الصمغ العربي

لن أكون ذراعاً لأحد ولا طرفاً في صراع فهذه ليست أخلاقي

قبلت التكليف على مضض خاصة بعد أن جاء الوالي المعين محمولاً على نقالة للمستشفى

أنا من أسرة أنصارية لكن لم أنتمِ لحزب الأمة بتاتاً

دخولي للحركة الإسلامية متأخر لكنني لست من المؤلفة قلوبهم

زواجي من الأنصار لم يكن صفقة سياسية وكنت وزيراً قبل ذلك.

حاورته: أمينة الفضل

أينما حل الرجل يثير غباراً كثيفاً وجدلاً لا ينتهي فالرجل الذي دخل الحركة الإسلامية بداية التسعينات وخدمها بإخلاص، مؤكداً أن الطريق لمن صدق وليس لمن سبق، ينفي أن يكون من المؤلفة قلوبهم أو الباحثين عن الجاه والمنصب عبر هذا الانتماء، الدكتور عبد الحميد موسى كاشا ابن قبيلة الرزيقات الذي تسيد المناصب المختلفة في حكومة الإنقاذ كان آخرها والياً على شرق دارفور التي تركها مستقيلاً، يؤكد أنه جاء عبر كفاءته وجهده ولم يأتِ ممتطياً صهوة القبيلة مفضلاً العمل في مركزه الذي أسسه لفض النزاعات ونشر ثقافة السلام في كل بقاع الدنيا، جلسنا إليه نستنطقه في حوار لا يخلو من اعترافات فماذا قال:

*أنت من أسرة أنصارية فكيف انتميت للحركة الإسلامية؟

نعم أعترف أنا من أسرة أنصارية لكنني لم أنتمِ لحزب الأمة بتاتاً ولا لأية جهة، فأنا مسلم بالفطرة قبل انتمائي للحركة الإسلامية، لكن أعتقد أن الطرق الصوفية والحركة الإسلامية وغيرها من الاتجاهات الإسلامية كلها تؤدي الى التقرب لله سبحانه وتعالى وإنتمائي للحركة الإسلامية لن يدخلني الجنة لأنني مسلم قبل أن أنتمي إليها.

*متى انتميت للحركة الإسلامية؟

بداية التسعينات..

*من فترة قريبة هذا يعني أنك من المؤلفة قلوبهم؟

أعترف بانتمائي المتأخر لكني لست من المؤلفة قلوبهم والطريق لمن صدق وليس لمن سبق.

*هذا ما قاله سبدرات يوماً؟

لكني لست شيوعياً وسبدرات كان شيوعياً.

*من الذي جندك؟

دكتور عبد الرحمن الخضر في الضعين إبان تكليفه هناك.

*قصة زواجك من بيت آل المهدي هل عودة للجذور أم صفقة سياسية؟

أبداً.. الزواج قسمة ونصيب وأنا أحترم بيت المهدي جداً وأقدرهم وزواجي لم يكن صفقة لأن آل المهدي لم يكونوا في السلطة ولم أكن أحتاج إليهم في تعيين سياسي أو غيره.

*لكنك قفزت بسرعة من وزير ولائي لوزير اتحادي بعد هذا الزواج؟

بالعكس، حينما تزوجت كنت وزيراً للتجارة الخارجية وقبلها وزيراً للزراعة وليس لزواجي دخل في تعييني أو تدرجي في المناصب.

*في عهدك تم توقيع الاتفاقية الحصرية مع الوليد بن طلال وأثارت جدلاً كثيفاً؟

الاتفاقية الحصرية لم تكن فكرتي لوحدي وليس عملاً فردياً لكنها نتاج لاجتماعات ومشاورات ولجان عكفت على هذا الأمر وتمت الموافقة عليه وليست لي معرفة شخصية بالوليد بن طلال حتى تنسب لي من دون الآخرين.

*ما هي الفائدة التي كانت مرجوة منها آنذاك؟

كنا نريد أن نضمن تسويقاً لثروتنا الحيوانية في ظل المنافسة العالمية الشرسة وكنت حينها قد زرت عدداً من الدول الأوروبية ووقفت على تجربتهم في مجال الثروة الحيوانية وحقيقة دُهشت فليست هنالك مقارنة بيننا وبينهم وفي ظل هذا التطور ستظل ثروتنا محصورة علينا ولن نستطيع تصديرها للخارج، فالسعودية لم تتوقف علينا فهي تستورد من دول أوروبية وعربية أخرى وحتى مصر التي أردنا احتكار السوق فيها تأتي بالصادر من أستراليا وغيرها، رغم أننا تبرعنا بأطنان من اللحوم للسوق المصري لترغيبهم في ثروتنا.

*لماذا لم تستمر طويلاً؟

انتهت في أقل من شهرين ونصف ولم تؤتِ أُكلها بعد، ربما بسبب ما أُشيع حولها وما كُتب في الإعلام حولها وزهد الوليد بن طلال وربما لأسباب أخرى لا أدري.

*وماذا عن التدهور في شركة الصمغ العربي في عهدك؟

حينما عُينت وزيراً للتجارة كانت شركة الصمغ الغربي متدهورة حتى قبل مجيئي، ولست السبب في تدهورها، أنا كنت رئيس مجلس إدارتها، ولم يكن لدي وقت لمراقبتها فلديها مجلس إدارة وإدارة تنفيذية تسير العمل، لكن ربما عدم وجود رؤية واضحة تجاه هذه السلعة والتهريب والاحتكار لجهة واحدة والمنافسة العالمية ودخول دول جديدة للسوق العالمي كنيجيريا وغيرها أثر على سلعة الصمغ العربي رغم الجودة التي يتميز بها صمغنا.

*هل تعرضت لمحاسبة بسبب اتهامك بفساد؟

كل مسوؤل بالدولة متهم بالفساد إلى أن يثبت العكس، والاتهامات لم تستثنِ أحداً.

*كيف؟

أي شخص يعتقد أن المسوؤل فاسد دون أن يتم التحري والتأكد من هذه الاتهامات التي تلقى جزافاً فالجميع في نظر البعض هم فاسدون، ولا يمكن أن نطلق الاتهامات دون التأكد منها ولا أن يشمل الاتهام الجميع لأن شخصاً ما قد أخطأ.

*أسست مركزاً لفض النزاعات، وأنت لم تستطع ذلك وأنت داخل السلطة فكيف وأنت خارجها؟

أولاً، ليست هنالك علاقة بوجودي داخل وخارج السلطة لأن مركز فض النزاعات يعمل على فض النزاعات في كل الأماكن والاتجاهات حتى خارج البلاد فهو يعمل إقليمياً ودولياً أينما كان نزاع فنحن موجودون لفضه وبسط ثقافة السلام في منطقة النزاع.

*لكنه مركز حكومي كما يشاع؟

ضحك بصوت عالٍ وأجابني يا أختي فليقولوا ما يشاءون لأني أعلم تماماً أن هذا المركز مستقل ولا يتبع لجهة حكومية أو أمنية وهو يخدم قضايا مختلفة، فض النزاعات، التفاوض، السلام والتنمية، وغير ذلك من القضايا التي تهم البلاد وليس للحكومة يد فيه بل ولم تدفع لي مليماً واحداً وكل ما ترينه الآن هو جهد الإخوة والأصدقاء الذين أسهموا حتى في تأثيثه (الأثاث)، وما أعلمه جيداً عن مركزي أنه مستقل ولا يتبع أو ينتمي لأية جهة.

*ولماذا كاشا؟

ولماذا كارتر، ولماذا كل المراكز المسماة باسم أشخاص، هذا مركز أسسته باسمي ليخدم قضايا مختلفة ولا أرى غضاضة في الاسم، وليس في ذلك ما يضير.

*الدراسة المقدمة من جانبكم حول ما أُثير من أمر تعيين الولاة؟

نحن قدمنا دراسة من خلال خبراتنا وتجاربنا وقد تعمل بها الجهات المسؤولة أو لا تعمل. وقد تكون أخذت برؤية غيرنا أو برؤيتنا وليس في هذا ما يعيب، نحن وضعنا رؤيتنا بعد مراجعات للدساتير والقوانين وخاصة دستور 2005م وأطلعنا على تجارب ودراسات كان نتاجها هذه الرؤية والدراسة.

*إذن أنت ضد الانتخابات؟

لست ضد الانتخابات على إطلاقها لكن أنا مع تعيين الولاة وليس انتخابهم في هذا الظرف الاستثنائي لأن الحوار الجاري الآن في الساحة ربما يخرج بشركاء في الحكم وهذا له استحقاقاته وثمنه فكيف تُجري انتخابات ومعك شركاء قد يطالبونك بنصيبهم في التعيينات على كل المستويات ولاة، سفراء، وزراء وقد يرفض الوالي المنتخب الانصياع لأوامر المركز بالاستقالة أو التنحي ويحتكم للجماهير التي حملته للكرسي عبر صناديق الاقتراع فتدخل الحكومة في صراع آخر ويضطروا للتعامل معها كحالة كاشا أو كرم الله عباس أو جعفر عبد الحكم.

*تأييدك للتعيين لجهة تعيينك مرة أخرى؟

بالعكس فالتعيين أو غيره يتم الاختيار عبر الرئيس وليس غيره.

*هنالك اتهام بدعمك لأهلك الرزيقات على حساب القبائل الأخرى خاصة المعاليا؟

صدقيني هذا اتهام عارٍ من الصحة ولن أرضى أن أمارس عملاً بهذه القذارة، ولعلمك فإن أصدقائي وإخواني من قبيلة المعاليا أكثر من الرزيقات وحتى هذا المركز يعمل المعاليا فيه بنسبة أكبر من الرزيقات، فلن أكون ذراعاً لأحد أو مع أحد ضد الآخر ولن أكون طرفاً في صراع فهذه ليست أخلاقي.

*دور المركز في رأب الصدع لهذه القبائل المتقاتلة؟

المركز لعب دوراً كبيراً في رأب الصدع ونشر ثقافة السلام وفض النزاعات بين القبائل وعقدنا من خلال المركز عدداً من ورش العمل في الضعين ونيالا وكارنكا ومركز مأمون بحيري وفي مقر المركز الذي لعب دوراً كبيراً في حقن الدماء ونزع فتيل القتال.

*استقالتك من ولاية شرق دارفور كانت بسبب اتهامك بالانحياز لأهلك الرزيقات؟

في البداية رفضت التكليف لمعرفتي بمجريات الأمور هناك، لكن بعد أن جاء الوالي المعين حينها محمولاً على نقالة للمستشفى بعد الضغوط التي تعرض لها هناك، قبلت التكليف على مضض احتراماً لرغبة الرئيس، وما عجل باستقالتي هو الضغوط النفسية التي تعرضت لها ولم أستطع مواصلة العمل فاعتذرت للرئيس الذي احترم رغبتي وعدت بعد أربعة اشهر فقط لأنني مهما حاولت وبذلت جهداً وابتعدت عن ما يحدث من أحداث وصدام بين القبائل فإنني سأُتهم بالانحياز لأهلي الرزيقات، ولذا نأيت بنفسي، وقدمت استقالتي.

*لكنك تحتمي بالقبيلة في التعيينات؟

أتحدى أي شخص أن تكون قبيلتي قد جاءت لتزكيتي أو المطالبة بتعييني لأي منصب أو موقع، الرئيس هو من يملك أمر التعيين وليس قبيلة أو مجموعة، ومن يعتقد بأن قبيلتي هي التي جاءت بي لموقع فهو يكذب.

*لماذا تظاهر أهل جنوب دارفور ضد الوالي الذي جاء بعدك مما أدى لسقوط ضحايا من المدنيين؟

هذا السؤال يتم توجيهه للمتظاهرين الذين خرجوا آنذاك، وهم يكنون لي كل حب وتقدير وأبادلهم ذات الشعور.

*هل يمكن أن تعود إليهم مرة أخرى إذا تم تكليفك بالولاية.

أترك الإجابة بعد صدور القرار.

*يقال إنك ابن الإنقاذ المدلل، ومن أهل الحظوة لدى القيادة؟

الإجابة عند أهل القيادة، الرئيس أو شيخ علي أو دكتور نافع، وأنا أشكر لهم ذلك التقدير إن كنت بالفعل ابن الإنقاذ المدلل أو من أهل الحظوة كما تقولين.

*ترجُّل القيادات في هذا الوقت الحرج؟

هذه القيادات التي ترجلت طوعاً لديها خبرات تراكمية وتجارب اكتسبتها بالعمل والجهد وهي قيادات تفقدها دوائر العمل الآن وليس السن هو سبب لأن الإنسان مهما تجاوز في السن يمكن أن يقدم ثمرة تجاربه وخبراته المتراكمة، ويمكن أن يقدموا الكثير ولا زالوا في قمة عطائهم، وأُصدقك القول نحن نحتاجهم بشدة لكن كيف ومتى وأين هذا متروك للقيادة.

*يقال إنها صفقة سياسية بعد التقارب الواضح الآن بين الشعبي والوطني؟

لا أعتقد ذلك، وليست هناك صفقة سياسية في هذا الأمر.

*هل كانوا يشكلون منافسة على الرئاسة؟

لا أعتقد ذلك، وأدب التنظيم ملزم للجميع ولا يمكن أن يفكروا في ذلك بدليل أنهم لم يبتعدوا أو يغيبوا عن العمل السياسي وهم موجودون سواء في المكتب القيادي أو غيره

*أزمة دارفور متى تنتهي؟

العلم عند الله، لكن من الأسباب التي تؤخر حل الأزمة في دارفور عدم تعاون المجتمع الدولي وتكاثر الأجندة الخارجية وتعدد أماكن الحوار هي التي فاقمت الأزمة ولم تساعد على حلها كما أن الحركات المسلحة غير جادة في الحوار والسلام رغم أن الحرب مرهقة ومجهدة ومكلفة فمن أين لهذه الحركات بكل هذا العتاد إن لم تكن هنالك أيادٍ خارجية تحرك هذا القتال والنزاع والصراع ولا تريد له أن يتوقف.

*الحكومة ساعدت على تفريخ الحركات بدارفور؟

قد يكون عدم اتفاق هذه الحركات مع بعضها البعض وتفاوض الحكومة مع عدد منها دون الآخر ومن ثم التعيينات والمناصب هو ما جعل الأزمة تستمر ربما طمعاً من الحركات في المناصب أو الثروة.

*أبناء دارفور هم سبب الأزمة؟

لا يمكن أن نطلق الاتهام على إطلاقه هكذا لكن بعض أبناء دارفور تهمهم مصالحهم الشخصية وليس دارفور وهم سبب الأزمة.
الصيحة


بواسطة : admin
 1  0  2778
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    01-08-2015 07:36 صباحًا كاشا كشاها :
    حرامي كبير
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:55 مساءً الإثنين 29 أبريل 2024.