• ×

طالبات يعدن للدراسة بعد غياب دام لاربع سنوات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية بعد أربع سنوات من الغياب عن قاعات الدراسة عادت رفيدة رضوان وشقيقتها فاطمة من منطقة كرنقو عبد الله غرب مدينة كادقلى إلى فصول المدرسة بحاضرة جنوب كردفان وتركت أيديهما الامساك بآلات الزراعة التي حبستهما فيها ظروف الحرب لتمسك بالأقلام والكراسات والكتب من جديد طوعاً بعد أن يسرت لهما الظروف العودة إلى المدينة.
مدرسة القرية التي أتت منها رفيدة أصبحت مقراً للجيش وفقًا لحديثها لـ" الصيحة" وأغلقت كمرفق للدراسة منذ اندلاع الأحداث في السادس من مايو 2011م شأنها شأن 222 مدرسة تم اقفالها بمحليات الولاية خاصة البرام وأم دورين وهيبان وذلك بحسب مستشار وزارة التربية لأنشطة اليونسيف بجنوب كردفان الأستاذ الزبير مالك الزبير الذي تحدث عن واقع التعليم بالولاية.
شأن رفيدة وأختها هو شأن المئات من الطلاب والطالبات بجنوب الكردفان الذين تسبب تجدد النزاع في هجرهم للتعليم، وما إن سنحت الفرصة للعودة حتى اكتظت فصول المدارس بكادقلي بالعائدين ليصل العدد في بعض الفصول الى مائة طالب أو طالبة وبينهم من لم يجد غرفة ليدرس فيها فاستضافته مدارس المدينة في ظل ندرة القاعات الأمر الذي دفع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الأمومة والطفولة للتدخل وإنشاء مرافق دراسية لاستيعاب القادمين.
مدرسة اليرموك أساس التي شيدت في العام 1928م كان لها نصيبها من الحرب الدائرة بخلاف تسرب التلاميذ قذيفة صاروخية في منتصفها أدت الى مقتل عاملة وجرح معلمة في عام 2012م ورغم فداحة الواقعة إلا أن إدارة المؤسسة آثرت مواصلة التعليم فقصدها العشرات من الطلاب بعضهم لم يجد ظلاً يحتمي به فكان أن احتوتهم ظلال الأشجار حتى تدخلت اليونسيف وبدعم من الحكومة اليابانية فشيدت لهم أربعة فصول دراسية.
سجلات الولاية قدرت عدد الأطفال الذين لم تتمكن الحصول عليهم في المدارس بـ 40 ألف تلميذ بعضهم نزح مع أهله ومنهم من بقي في مناطق تواجد الحركة الشعبية شمال السودان، لتضع ارهاصات السلام تحديات جديدة للسلطات المحلية تتمثل في توفير فصول لاستقبال الطلاب الذين قد يعودون تحت أي لحظة حال التوصل الى اتفاق سلام بين الحكومة والحركة الشعبية بأديس أبابا.
الأطفال المعاقون كان لهم نصيب في أجندة المنظمة الدولية المعنية بالأمومة والطفولة فأنشأت لهم مركزاً حديثاً لتأهيلهم نفسيًا قبل إلحاقهم بالمدارس وضم المركز في جنباته فصلين ومكتباً واختير له منطقة أم بطاح التي تقع قبالة أكثر المحليات تأثرًا بالحرب فيما تم تدريب 46 معلمًا للعمل في هذا المرفق بواسطة خبراء قدموا من الخرطوم.
معلم بإحدى المدارس استفسرته الصحيفة عن الدعم الحكومي المقدم للبنى التحتية واحتياجات المدارس فقال ان التعليم في الولاية يقوم على دعم اليونسيف وان الحكومة ليس لها سوى المعلم والمرتبات مردفًا ان المعدات الرياضية والإذاعة المدرسية بجانب المراحيض توفرها المنظمة فضلاً عن ما قامت به من تشييد لفصول وإكمال لأخرى بالتعاون مع حكومة اليابان.
ظروف الحرب والضائقة المعيشية لم تمنع المواطنين في كادقلى من دعم مؤسسات التعليم لتبقى مدرسة المجتمع النموذجية بحي البان جديد خير شاهد على الجهد الذاتي لأهالي المدينة والحي خاصة، فالمدرسة التي اكتملت فصولها وسورها أنشأت معملا للحاسوب يستفيد منه طالباتها وطالبات المدارس في الأحياء المجاورة وبقيت عقبة وحيدة قالت مديرة المدرسة الأستاذة مدينة ضلمان انها تكلف طالباتها أموالا كثيرة وهي ماكينة تصوير لتصوير الامتحانات التي درجت على اقامتها المدرسة المجتهدة بشكل شهري.
الاشراقات التي تميزت بها مدارس عاصمة ولاية جنوب كردفان مثل اعانة العائدين وتكاتف أبناء المدينة المخلصين لدعم مسيرة التعليم لم تقض على النقص في الإجلاس الذي يبلغ ما يزيد عن 30 % والكتاب المدرسي المفقود بنسبة 53 % بالإضافة الى التغذية المدرسية الغائبة منذ سنين والتي تحتاج لها نسبة 60% من الطالبات.
الصيحة


بواسطة : admin
 0  0  1399
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:06 مساءً الإثنين 13 مايو 2024.