• ×

قطبي المهدي :كارثة انفصال الجنوب والمشكلات الاقتصادية والسياسية تتحملها قيادات الصف الأول في الحزب

المؤتمر الوطني دواء فقد صلاحيته

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية حمل القيادي بحزب المؤتمر الوطني دكتور قطبي المهدي انفصال الجنوب والمشكلات الاقتصادية ومشكلات التعليم والصحة وعدم الاستقرار السياسي إلى قيادات الصف الأول بالمؤتمر الوطني التي كانت تعمل مع البشير طيلة الفترة الماضية. وأكد قطبي في حوار مع (التيار) ينشر بالداخل صدق تنبؤاته السابقة بأن المؤتمر الوطني سيصبح علاجاً فاقد الصلاحية إن لم ينتج قيادة ورؤى جديدة استعداداً للمرحلة المقبلة فيما شيع قطبي الحوار الوطني وقال إنه أصبح حلبة تنافس بين القوى السياسية وتحول من مبادرة ممتازة إلى نقاش بين الأحزاب حول كيفية تشكيل الحكومة الانتقالية وحظوظها في الوزارات.

ترشيح البشير لدورة جديدة ناتج من تسويات داخل الوطني بين تيارات مختلفة ؟

هي لم تكن تسويات، ترشيح البشير جاء تقديراً صحيحاً ..هنالك قيادات كانت تطرح نفسها كبديل ولكن لم يكن هنالك إجماع عليها كما توفر للرئيس البشير لأسباب ولظروف تمر بها البلد ويمكنني أن أقول إن من أبرز الأشياء ـ غير القبول العام ـ الظرف الأمني جعل من القوات المسلحة والقوات النظامية أن يكون لها دور محدد فالبشير يتمتع بقبول كبير جداً داخل القوات المسلحة فهذه الميزة قد لا تتوفر لقيادي آخر مدرك لمزاج القوات المسلحة ويتخذ من القرارات التي قد لا تتوافق مع استراتيجية القوات المسلحة هذا جانب والجانب الآخر البشير معروف جداً لكل السودانيين بمختلف فئاتهم قبائلهم وأحزابهم وطرقهم الصوفية والبلد الآن في مرحلة دقيقة جداً وهنالك مشكلات في التعليم، في الخدمات، والصحة والاقتصاد والعلاقات الخارجية هذه المشكلات لا تحتمل المغامرة والدفع برئيس جديد يبدأ في تكوين علاقاته مع الآخرين ، ، شخصياً بحمل المؤتمر الوطني كل هذا الفشل وأن الحزب لم يقدر هذه الظروف وعمل على تلافي موضوع القيادة واعتمد على كاريزما الرئيس فالمخرج الوحيد في مثل هكذا حالة كان ينبغي أن تكون هنالك قيادة بديلة بشكل مؤسسي وبالتالي وجود أي شخص في الرئاسة لا يسبب مشكلة كالتي حادثت الآن .
تحدثت عن الاعتماد على كاريزما الرئيس ألا تعتقد أن حزب المؤتمر الوطني أصبح ضمن زمرة الأحزاب التقليدية التي تعتمد على كاريزما قيادات ظلت تقودها سنين عدداً مثل الأمة والاتحادي ؟
بالطبع لا.. الأحزاب الأخرى تتوارث القيادة "عائلات"، وهذا غير موجودعلى الاطلاق في المؤتمر الوطني وبالنسبة لإعادة انتخاب الرئيس فهذه المسألة حكمها الظرف الآني.
كأنك تبرر لإعادة ترشيح البشير كما تفعل الأحزاب الأخرى هي أيضاً تبرر لقادتها ورؤسائها فحزب الأمه انتخب الصادق المهدي في آخر مؤتمراته وبرر لذلك بنفس مبرراتكم فما الفرق إذن بين الوطني والأمة والاتحادي ؟
هذا غير صحيح لأن في حزب الأمة ابن العائلة هو الذي يأتي فإذا ذهب الصادق سيأتي أحد أبنائه وهذا سر الانشقاقات في حزب الأمة فالتيارات التي انشقت كانت كلها تنتقد الصادق وترفض قيادته.
ظاهرة الانشقاقات لم يسلم منها المؤتمر الوطني ورأينا فصائل عديدة خرجت من الحزب الجديد لذات الأسباب التي ذكرتها في حزب الأمة فهنالك قابضين على دفة القيادة ونافذين يرفضون إفساح الطريق لآخرين ليتقدموا إلى الصفوف الأمامية وهنالك من لازالوا يتملمون داخل الوطني يطالبون بالإصلاح والتغيير من الداخل؟
ليس هنالك عائلة تسيطر على الحزب ولا أتفق معك أن هناك تصدعات في صفوف المؤتمر الوطني فالوطني ظل طيلة الخمس وعشرين عاماً متماسكاً لكن جزءاً مما ذكرته من حديثك صحيح فأتذكر أنني قبل عامين ذكرت فيما يتعلق بالإصلاح أن المؤتمر الوطني إذا لم يستطع أن ياتي برؤى جديدة فسيصبح أنه كان علاجاً جيداً جداً ثم فقد صلاحيته وتلاحظ أن نبؤاتي السيئة تحققت إلى حد كبير والآن نحن أمام مشكلات كبيرة جداً لم نعمل على علاجها في الفترة الماضية والآن نحن غارقين فيها .سواء كان مشكلات في الاقتصاد أو الأمن أو التعليم أو النظام الفيدرالي أوغيرها من المشكلات ذكرها الرئيس في خطابه ولو تابعت خطاب الرئيس بشكل جيد ذكر منها أربع أساسية قال إنها تحديات تواجه الحزب ولكن السؤال لماذا وجدنا أنفسنا أمام هذه الإشكالات فالإجابة أن الحديث حول هذه المشكلات كان مستنفراً من البعض وكان هؤلاء يقفون في موقف الدفاع عن أنفسهم أكثر من أن يواجهوا هذه المشكلات ، وبالمقابل هنالك مجموعة لم تكن ترغب في تقديم قيادة جديدة ولم يكونوا متحمسين لذلك ، فالتصدي للتحديات الجديدة تحتاج إلى إنتاج رؤى وأفكار بالإضافة إلى تجديد هياكل الحزب والدفع بقيادات جديدة لكن هنالك مجموعة قابضة ظلت تتصدى لأي حديث حول إمكانية إيجاد قيادة جديدة إلا أن وجدنا أنفسنا في هذا الموقف عاجزين عن الدفع بقيادات جديدة ولو لاحظت فإن مجلس الشورى والمكتب القيادي لم يُدفع لهما بقيادات جديدة بل احتفظت بنفس الوجوه القديمة بالإضافة إلى بعض الشخصيات .
ظللتم تتباهون في وسائل الإعلام أنكم حزب حداثوي يسعى إلى الإصلاح والتغيير وتوطين المؤسسية وتدعون الأحزاب الأخرى أن تحذو حذو المؤتمر الوطني لكن نتائج المؤتمر العام خيبت آمال الإصلاحيين ودفعت بنفس الحرس القديم فنافع وعلي عثمان ومصطفى عثمان وغيرهم ظلوا يحتفظون بنفس مواقعهم إذن ما الجديد ؟
هذا صحيح لأنه لم يحدث أي شيء في الفترة الماضية واضطررنا إلى القبول بالقديم مرة أخرى فالتحديات الآن أمام الوطني كما قال بها الرئيس لكن بالمقابل فإن نفس الإخفاقات لازالت مستمرة فمثلاً ما يحدث بالنسبة للحوار الوطني كان فكرة ممتازة ومبادرة طرحها رئيس الجمهورية لفتح صفحة جديدة مع القوى السياسية وللحوار مع كافة فئات الشعب السوداني لكن للأسف الشديد تقزم الحوار وأصبح حواراً بين القوى السياسية في شكل الحكومة وحول كيفية تقسيم السلطة والحكومة الانتقالية بالإضافة إلى أن فكرة الحوار المجتمعي تحولت إلى تظاهرة ثقافية أكثر من كونها حواراً وفشلت القوى السياسية في طرح أجندة حيه تهم الشعب السوداني وبالمقابل سادت ما يسمى بعقلية (الكنكشة ) فالتحدي الآن هو ما طرحه الرئيس وعليه أن يتأكد بنفسه أن الأمور تسير في مسارها الصحيح وألا ينتكس الأمر بسبب هذه القيادات مرة أخرى وألا تحدث عملية تعويق تقود إلى نفس ما كان يحدث في الماضي .
نتائج المؤتمر العام يرى كثير من المراقبين أنها جاءت مخيبة للآمال لاسيما شباب الحزب الذين أصيبوا بالصدمة هذا يقود إلى التنبؤ بحدوث اشقاق وشيك داخل المؤتمر الوطني ؟
نعم المؤتمر الوطني يمر بمرحلة دقيقة وحرجة ولم يبقَ الحال على ما هو عليه الآن إن لم يلتفت الرئيس ويحسم كثيراً من القضايا وبشكل سريع وإن لم يحدث ذلك فستحدث كثير من التفلتات داخل الحزب فاستمرار الحزب يعتمد على الثقة بين القاعدة والقيادة خاصة بين القيادة وفئات الشباب وكافة القطاعات الحية وإذا فقدت الثقة فسيقود ذلك إلى نهاية الحزب كما حدث للاتحاد الاشتراكي وإذا نظرت إلى تصور الاتحاد الاشتراكي في عهد مايو كان تصوراً ممتازاً فتصور تحالف قوى الشعب العاملة كان يمكن أن يمثل بديلاً حقيقياً للأحزاب السياسية ، فلا يقر الناس ضخامة الحزب المهم في الحزب ما يقدمه من برامج وكفاءة قياداته وقدرتها في استيعاب ما تحتاجه المرحلة أما هذا أو حتماً سينتهي الحزب مهما كانت ضخامته .
كمراقب ومحلل سياسي كيف تقرأ صعود نافع وتدحرج علي عثمان في ما حصل عليه كليهما من أصوات داخل المؤتمر الأخير كيف تحلل هذه الظاهرة ؟
لو لاحظت في انتخابات مجلس الشورى فإن ثلاثين شخصاً فقط لم يصوتوا للرئيس.. الثلاثين صوتاً تقاسمها (4) مرشحين منافسين للبشير منهم النائب الأول بكري حسن صالح وإبراهيم غندور ونافع وعلي عثمان فلو قارنت هذه الأصوات بما حصل عليه الرئيس كلهم تدهوروا أامام البشير تدهوراً كبيراً لكن المجموعة التي ذكرتها كان نافع وفي كل مرة يتقدمها وهذه مردها إلى أن نافع وإلى وقت قريب كان نائباً لرئيس الحزب وهذه نتيجة طبيعية وصحيح أن بعض الذين عملوا مع نافع في الفترة الماضية كانوا يريدون عودته إلى الصفوف الأمامية ولكنهم فشلوا والمهم أن الجميع تدهور أمام البشير .
الأصوات التي حصل عليها البشير في مواجهة منافسيه أليست غريبة وظاهرة تستحق الوقوف عندها ؟
هي ظاهرة تكشف عن مدى إشفاق عضوية الحزب عندما أعلن البشير عدم ترشحه مرة أخرى وكانت العضوية تتابع ..البعض يجهز لأن يدفع بمرشحين للرئاسة فكان رجوع البشير وتأكيد قيادته لهذه الفترة رأياً كاسحاً وسط العضوية فهذا هو السبب لاكتساح البشير لمنافسيه بهذه الأصوات الكبيرة لكن إذا جرت الانتخابات في ظروف عادية فكان بالإمكان أن يجد البشير منافسة قوية من الشخصيات التي رُشحت فبكري عضو مجلس قيادة الثورة وأخيراً نائب أول للرئيس وعلي عثمان ظل ولفترة طويلة يشغل نائب رئيس الجمهورية وهو بمثابة رئيس وزراء فهذه شخصيات كبيرة ولها وزنها وكان يمكن أن تنافس إن جرت الانتخابات في ظروف عادية .
نقلت المواقع الإسفيرية هجوماً على دكتور نافع من بعض أعضاء مجلس الشورى وحملوه كل إخفاقات الوطني في الفترة الماضية ما مدى صحة هذه التسريبات؟
لم أسمع بذلك اللهم إلا إذا جرى في نقاشات جانبية لكن داخل الجلسة وأنا كنت موجودًا لم يحدث ذلك وليس من بين الأجندة ما يستدعي في مناقشتها الهجوم على أحد لأن الجلسات كانت إجرائية ، لكن حقيقة أحب أن أقول إن الناس وخلال مراجعتها للفترة الماضية وجدت إخفاقات كثيرة حملتها القيادات التي كانت تعمل مع الرئيس سواءً كانت في الجهاز التنفيذي للدولة أو الحزب وهذه القيادات حُملت إخفاقات كبيرة ولو تحدثنا مثلاً عن انفصال الجنوب كارثة كبيرة جداً والوضع الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي إلى حد ما كل الناس حملت هذه القيادات المسؤولية .


التيار




بواسطة : admin
 0  0  3049
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:13 مساءً الإثنين 29 أبريل 2024.