• ×

ماذا أحدث عن صنعاء ..والخرطوم ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم 


كأنه كان ينقص صنعاء اليمن أن تصبح مثلا يضرب للفوضى والضياع، ومن أين؟ عاصمة أخرى تترنح في ضباب الفوضى وغشاوة التيه.
قبل أيام لم يفوّت رئيس السودان الجنرال عمر البشير الفرصة لتذكير خصومه بأنه لن يسمح لهم بتكرار سيناريو اجتياح صنعاء من قبل الحوثيين وانتهاك حرمة الدولة، أو ما بقي منها بالأحرى.
البشير، وهو عادة يفضل التصعيد الخطابي والتحديات المجازية، قال في تجمع حزبي إنه لن يسمح أن يحدث في الخرطوم ما حدث في صنعاء، حيث سيطر المسلحون الحوثيون. جاء ذلك في سياق مقارنة البشير فكرة الحوار السياسي في السودان، وخطر إخفاق هذا الحوار، كما جرى في اليمن، ثم الاستعاضة عنه من قبل خصومه بالهجوم على الخرطوم، وهو أمر جرى على كل حال تجريبه من قبل، ولكنه لم ينجح.

قال عمر البشير واعظا وشارحا ومتوعدا: «سنواصل الحوار الوطني، ولكن الحرية لا تعني الفوضى التي وصل إليها إخوتنا في اليمن. لن نسمح أن يحدث في الخرطوم ما حدث في صنعاء».
وهكذا صارت صنعاء موضع عبرة، ومثال قنوط من نجاح الحوار، والمعنى العملي لهذا الكلام هو انسداد الأفق السياسي في السودان، وهو بالفعل مسدود على يد سلطة تقسّم السودان في عهدها إلى سودانين، ومهدد بالمزيد من الانقسامات، وبلد يعاني من سمعة أمنية سيئة، والاتهامات تتوالى على سلطته من ليبيا ومصر وغزة.

سلطة البشير وحزبه المنضوي في شبكة جماعات الإسلام السياسي متشبثة بالسلطة، بقوة الأمن والعناد. بل وترفض حتى فكرة المشاركة والتحول حماية لما بقي من تراب السودان، وتآلف شعبه. فحزب البشير رفض مؤخرا مقترح دول «الترويكا»، التي تضم أميركا وبريطانيا والنرويج، بتشكيل حكومة انتقالية يرأسها الرئيس البشير نفسه، ويشن النظام هذه الأيام حملة اعتقالات ضد خصومه. غريب أمر هذه الجماعات التي هيمنت على الحكم، تارة يتحججون بالشرعية الديمقراطية للبقاء، وإذا طعنوا منها، تسربلوا بحجة الوطنية والصمود، وإذا تخرق هذا السربال، تدثروا بالهوية الدينية ومقاومة الغزو الصهيوصليبي.. يعني عندهم: لكل حالة لبوسها، إما نعيمها وإما بوسها.

على ذكر الشعر وصنعاء والسودان، لا بأس برشفة من معين شاعر اليمن الكبير ومناجي صنعاء الدنف، المرحوم عبد الله البردوني؛ فمما قاله عن صنعاء قبل نصائح البشير:

ماذا أحدّثُ عن صنعاءَ يا أبتي؟ مليحة عاشقاها السلّ والجربُ
ماتتْ بصندوق (وضّاح) بلا ثمن ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ
لكنها رغم بخل الغيثِ ما برحت حُبلى وفي بطنِها قحطانُ أو كربُ
وقال موبخا ومحبا:
صنعاءُ ماذا تشتهين؟ أتهدئين لكي تموري؟
ما زال يخذلكِ الزمان فتبزغينَ لكي تغوري
يا شمسَ صنعاء الكسول أما بدا لكِ أن تدوري؟
أما السودان والبشير فليس أحسن من دعوة أحمد شوقي بقصيدته التي غنتها أم كلثوم باسم السودان:
وقى الأرض شر مقاديره لطيف السماء ورحمانها
مشاري الذايدي ـ الشرق الاوسط


بواسطة : admin
 3  0  2013
التعليقات ( 3 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    09-28-2014 09:32 صباحًا عماد عثمان :
    الجبهة الثورية أو العنصريون الجدد هم أشد خطرا على السودان و أهله من نظام الانقاذ. السودان يا سيد مشارى ليس كاليمن و لن يكون لأن شعبه يضع الوطن و سلامته فوق كل انتماء قبلى و التغيير يجب أن يكون عبر صناديق الأقتراع برقابة دولية مشدده تتم بقرار أممى و ليس بسلاح حركات دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق و عرابيهم الذين يريدون نزع الهوية العربية و الاسلامية من أهل السودان تدفعهم مرارات عنصرية سيدفع ثمنها الوطن الغالى ..أنصحك يا سيد مشارى بقراءة واقع السودان بعمق حتى تعرف الحقيقة المجردة و أن لا تندفع فى نقدك لنظام الحكم فى السودان بدافع كراهية أهل الخليج لجماعة الأخوان فالبون شاسع بين هذا و ذاك.
  • #2
    09-28-2014 11:57 صباحًا عثمان :
    و ماذا تنتظروا من كتاب خضراء الدمن

    ولكن كل نفس بما كسبت رهينة

    يا اخي اتلم

    الجمل لا يعرف عوجة رغبته
  • #3
    09-28-2014 06:29 مساءً طرقي :
    يا خضر الدمن يا ضبابين
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:15 صباحًا الأحد 28 أبريل 2024.