• ×

عثمان ميرغني يكتب : اقتراح عاجل ومهم للغاية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم 


عندي اقتراح.. لحل مشكلة (المكان!!).. السيد ثامبو أمبيكي رئيس الوساطة الأفريقية في الأزمة السودانية، سيصل الخرطوم غداً للقاء السيد رئيس الجمهورية.. وأغلب الظن أنه يحمل طلباً لبحث إمكانية توفير ضمانات مقبولة لدى الجبهة الثورية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في الخرطوم.
لماذا نضيع الوقت.. فلنستخدم حكمة شركة زين للاتصالات (أي زمان.. أي مكان).
تكنولوجيا اليوم ألغت المكان.. لا حاجة للجلوس تحت سقف غرفة واحدة من أجل الحوار.. يمكن استخدام قاعة حوار افتراضية تتمدد من الخرطوم إلى أديس أبابا.. بل إلى باريس ولندن إذا رغب السيدان عبد الواحد محمد نور وجبريل إبراهيم الحوار من هناك.. يستطيع الفرقاء باستخدام نظام الاجتماعات المصورة video conference التحاور وكأنهم في الخرطوم في قاعة الصداقة دون حاجة لإضاعة الوقت في ضمانات وحراسات وتوجسات.
مشكلة المكان يجب أن لا تضيع الوقت لأنها ستصبح (حوار ما قبل الحوار) وقد تنتهي إلى فشل وانهيار مبكر لكل مشروع الحوار بالنسبة للحركات المسلحة.. خاصة مع ارتفاع حرارة حمى الهواجس والشكوك المتبادلة بينها والحكومة.. هذه التكنولوجيا توفر اتصالاً زمنياً واحداً يجعل الجميع كأنهم في غرفة واحدة فيكون التركيز فقط بعد ذلك على مضمون ومحتوى الحوار فقط بدلاً من تشتيت الأذهان بهوامش الأمن الشخصي والمراسم الأخرى.
بل.. وهذا أجمل ما في اقتراحي.. هذه التكنولوجيا توفر مشاركة لقطاعات أخرى مثلاً خبراء سودانيون في المهجر في دول أوروبا وأمريكا يمكن الاستعانة بهم في تفاصيل الحوار وفنياته الأخرى حتى يصبح حواراً شاملاً يتسع كل العقول السودانية.. ليس هنالك أسرار في هذا الحوار فهو لا يعالج مشاكل خاصة أو شخصية بل ينظر في حال السودان فما الذي يمنع من أن تتسع آفاقه لاستيعاب عقول السودانيين في المهجر والداخل خاصة من الذين هم خارج أسوار الأحزاب السياسية.
واقتراحي يتمدد أكثر.. لماذا لا يكون الشعب السوداني كله شاهداً على الحوار فتنقل جلساته حيةً على الهواء مباشرةً.. ما الذي يستحي الساسة منه ويريدون إخفاءه عن مسامع ومشاهد الشعب.. هل في حديث وحوار الساسة والفرقاء ما يخجلون منه ويودون أن يكون في طيات الكتمان بعيداً عن الشعب.. في تقديري أن رقابة الشعب على هذا الحوار أقوى ضمان على جديته.. لأن الشعب السوداني مستنير جداً وواعٍ جداً.. وقادر على تمييز الصفقات من التسويات السياسية.
توفيراً للوقت والجهد خاصة وقت السيد أمبيكي الذي امتلأ جواز سفره بأختام تأشيرات السفر بين الخرطوم وأديس أبابا اقترح أن يعهد لإحدى شركات الاتصالات السودانية (وكلها طبعاً راغبة وقادرة) أن تتولى تنفيذ الربط الشبكي المرئي بين الخرطوم وأديس أبابا لتنهي معضلة المكان والزمان ونكسب الوقت بالدخول مباشرةً لأجندة الحوار، فالوقت من ذهب وكل يوم يمضي يخسر فيه السودان شهراً من الفرص الضائعة.



بواسطة : admin
 0  0  1346
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:25 صباحًا الجمعة 3 مايو 2024.