• ×

سهير عبد الرحيم :زواج مزدحم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم ويأتي الاذدحام هنا من عدد الاشخاص الذين يحشرون انوفهم ويتواجدون في تفاصيل وخصوصيات هذا الزواج ،وهم اشخاص حولنا يتدخلون احيانا بأيعاز منا ويشكلون دائرة العلاقات الاجتماعية التي تدور حول زواجنا تماما مثل الكواكب حول النجوم دون ان تغير مدارها او تخرج عن نطاق غلافنا الزوجي.
والشاهد ان الكثير من الزيجات في السودان تمر بمنعطفات ومراحل حرجة يصعب معها احيانا السيطرة علي مستوي الامان فيها ، وسواء اكانت تلك المنعطفات بسبب مشاكل اصيلة في عدم تفهم الآخر او كانت بسبب عوامل خارجية فهي في كل الاحوال تمتد الي مسارات زلقة بفعل تدخلات لزجة من الآخرين..
واذا كانت او لم تكن الخلافات بين الزوجين علي حافة الهاوية فأن تدخلات الآخرين تشبه تماما صخرة عظيمة تدحرج وتتكاثف مثل كرة الثلج وتسرع بتلك الخلافات حتي تقذف بها في هوة سحيقة لاغرار لها.
والزوجة التي تبادر الي اشراك اهلها في تفاصيل خلافاتها واسرار حياتها الزوجية ابتداء من رؤيتها حول تقصيره في قفة الخضار وروشتة الدواء وعداد الكهرباء وغرفة النوم وانتهاء بممارسته التسلط والنزعة الذكورية وحب الامتلاك والرغبة في الاقصاء .و....و..
هذه الزوجة التي تنشر غسيل زوجها انما تكون قد بدأت بضربة اول معول في هدم بنيان الاستقرار لحياة زوجية كان يمكن ان تكون هادئة .
والمؤسف ان شكوتها هذه عادة ماترجع بالوبال عليها حيث تنشط وترتفع الكثير من الاصوات داخل اسرتها مطالبة اياها بالرجوع والعودة والاستسلام للأمر الواقع وبث عبارات انهزامية علي شاكلة ( استحملي اصلا انتي عاوزة راجل من غير عيوب ،ده مستحيل ) و(استري حالك وربي عيالك ) و(اوعك تمرقي تخلي ليهو البيت بكرة دي بعرس فوقك )و(حايجيب ليك ضرة تكب ليك الشطة في عيونك )، والكثير غيرها من عبارات الاستسلام واليأس.
بمعني انها تصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار ،هذا طبعا اذا لم يرتفع صوت احدهم متضامنا معها بوجوب الطلاق وعبارات اخري علي شاكلة (ياخي ريحي رأسك وراسنا من الراجل ده) و(اصلا من يوم دخل عليك ماشفنا منو غير وجع القلب) .
وهكذا تصبح مابين المطرقة والسندان لم تعالج ازمة ولم ترتق فتقا ولم تخيط جرحا ولم تسد شرخا انما وسعت الهوة بينها وزوجها في نفس الوقت الذي اصبحت فيه ايضا الكثير من علامات الاستفهام والاستهجان تطارد سلوكه وتصرفاته وعوضا عن النظر اليه من قبل اسرتها بأعتباره ابن البيت والقبيلة وفارس الحوبة الداخرنو للتقيلة يصبح شخصا مثار جدل وغير مرغوب فيه .
وهذا الحديث ينطبق كذلك علي الزوج الذي وبمجرد افشاءه لتفاصيل حياته الخاصة مع زوجته لمن حوله من اهل وخلافه يكون قد انتقص الكثير من درجات الرجولة والمقدرة علي ادارة الازمات وفتح آفاق للحوار مع شريكة الحياة ، واستعمال الحنك في استرجاع لحظات جميلة من الماضي كان يمكن ان تهدئ الخواطر.
كما ان مخيلته تصبح ارضا خصبا للقيل والقال وتبادل الوشايات والاتهامات وسوء الظن والتسرع في اصدار الاحكام و تصبح ايضا مرتعا خصبا لأفكار شيطانية لن يزيدها اهله الا بؤسا علي بؤس وتعاسة تلو تعاسة .
اما اصدقاء الزوج فهؤلاء يحتاجون الي قعدة طويلة في مقال قادم .

Suheir16@yahoo.com


بواسطة : admin
 0  0  2152
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:03 صباحًا الإثنين 6 مايو 2024.