• ×

عثمان ميرغني يكتب : مطلوب بأعجل ما تيسر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم 
واحدة من أفجع حسرات الشعب السوداني جامعة الخرطوم.. الزهرة التي كانت تزّيّن جبين الشعب السوداني طوال عقود طويلة من الزمن تحولت اليوم إلى حسرة مغلوب على أمرها؛ بسبب تكرار إغلاقها لفترات طويلة، وضياع سنوات من عمر الطلاب هدرا، وأي طلاب.. الزبدة التي هي خيار من خيار.

أغلقت جامعة الخرطوم بعد أحداث مريرة، ليست جديدة فهي تكرار لسابقات لا تختلف إلا في عدد الضحايا وأسمائهم، والحل الساهل الذي تلجأ إليه دائما الجهات المسؤولة عنوانه (الباب البجيب الريح.. سدو واستريح)، إغلاق الجامعة دائما هو أسهل حل إلى أمد غير محدود لكنه أفجع الحلول وأكثرها كلفة؛ لأنه علاوة على خسارة الزمن فهو يهدر قيمة الجامعة التي ظلت نجمة في الشرف السوداني الوطني.

تكرار إغلاق الجامعة لفترات طويلة يعني الفشل في توفير بيئة أكاديمية سليمة في جامعة الخرطوم.. وتعني أن الجامعة التي ينتظرها الشعب السوداني لتحل مشكلاته غير قادرة على حل مشكلتها و(فاقد الشيء لا يعطيه)، فتصبح المشكلة ليست في فوضى النشاط الطلابي السياسي الذي ينجب الأحداث التي تعصف باستقرار الجامعة.. بل في المفاهيم الإدارية والأكاديمية التي تقوم عليها ركائز الجامعة.. بعبارة أدق المشكلة في الـ set up).

مؤسسة مثل جامعة الخرطوم يجب أن تقوم على مفهوم أساسي عنوانه المحافظة على أكبر قدر من الاستقلالية في الإدارة، والمال، وصنع القرار، والإستراتيجية.. كأنها جزيرة معزولة غير متأثرة بالتخلف الإداري، والسياسي، الذي نكابده.. حاضنة أنموذجية تمثل المكان الأفضل لإنتاج وصناعة الحلول الوطنية في كل المجالات، باعتبار أن العقول التي تكتنزها الجامعة هي الأفضل في السودان- أساتذة وطلاباً.. توفر الحلول في كل مجالات الحياة في الاقتصاد السياسة الاجتماع وغيرها بل حتى في الرياضة.. من خلال خبراتها البحثية والاستقصائية والتحليلية التي تصنع الحلول وتدعم القرار الوطني في كل المجالات.

جامعة الخرطوم لا ينقصها المال فهي ذات أصول عقارية هائلة، لكنها عاجزة عن استثمار أفضل الأراضي في أفضل المواقع، ومع ذلك تكابد الفقر والعوز، ويهرب أساتذتها إلى المهجر؛ بسبب شح الرواتب والامتيازات، صحيح أن الأمر ربما متصل بسياسات التعليم العالي المركزية.. لكن الأصح هو أن افتراض أن جامعة الخرطوم مجرد جامعة في قائمة الجامعات السودانية تعامل مثل ما تعامل أية جامعة وليدة هو- في حد ذاته- فشل في إدراك قيمة هذه الجامعة ودورها الذي يجب أن تلعبه في نهضة البلاد.
هناك بعض مؤسسات الدولة مُيّزت عن غيرها في كل شيء في المال والعطاء وحتى في بعض قوانين الخدمة المدنية فما الذي يجعل جامعة الخرطوم مجرد واحدة من ضمن القطيع.
أنقذوا جامعة الخرطوم.. لتنقذوا مستقبل السودان.


بواسطة : admin
 1  0  1273
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    08-24-2014 10:49 صباحًا هيثم :
    جامعة الخرطوم انتهت مع انتهاء كل جميل بالسودان
    الفصل التعسفي وارهاب المليشيات هو من عجل بانتهاء التعليم بالسودان وسبق ذلك تحطيم مقومات الدولة بتفريغها من ادوات الخدمة المدنية واصبجت اموال مايسمي دولة بجيوب الافراد لاحسيب ولارقيب
    وللتاكد من عدم بروز جيل متعلم تم تعريب كل الجامعات وهنا كان مسمار النعش الاخير في التعليم بالسودان
    وبذلك اصبح خريج جامعة الخرطوم لايعرف اللغة العربية ناهيك عن الانجليزية
    انها ثورة التعليم العالي
    التي بشرت بها انت يوم خرجت في دبابة تحرس كيري المهندسين لتأمين الانقلاب البغيض
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:25 صباحًا الخميس 2 مايو 2024.