الجيش يحتاط والشعب السوداني يخشي الضربة العسكرية الاسرائيلية

السودانية ـ متابعات 
أعلنت القوات المسلحة السودانية عن اتخاذ إجراءات لحماية السودان ضد أية ضربة قد توجهها إسرائيل للخرطوم. وعمت حالة من التوجس الشارع السوداني عقب تهديدات صدرت بعدة مواقع اسرائيلية بضرب السودان على خلفية اتهامه بتسليح حركة حماس. ورغم ان تلك التهديدات لم تصدر من جهة رسمية اسرائيلية الا ان خبراء عسكريين سودانيين طالبوا الحكومة السودانية بأخذها على محمل الجد، مستندين إلى ضرب اسرائيل لعدد من المواقع السودانية خلال السنوات القليلة الماضية كان آخرها ضرب مصنع اليرموك للاسلحة بالعاصمة الخرطوم في العام 2012 وسبق ذلك عدة ضربات في اوقات متفرقة نفذها الطيران الاسرائيلي على اهداف بمدينة بورتسودان الساحلية.

نفي ضربة
وتأتي هذه التهديدات في ظل انباء نفتها السلطات السودانية تشير إلى ان الطيران الاسرائيلي نفذ خلال الاسابيع الماضية ضربة استهدفت مستودعا للاسلحة بمنطقة الجيلي شمال الخرطوم، فيما نفت القوات المسلحة السودانية اختراق إسرائيل لاجواء السودان ووصفت ذلك بالإشاعات، وفي ذات الوقت نفى وزير الخارجية السودانية علي كرتي ارسال السودان اسلحة الى حركة حماس بغزة، وقال إن »على اسرائيل ان تبحث لها عن كبش فداء غير السودان«.

احتياطات الجيش
واكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد عن احتياطات الجيش السوداني لحماية البلاد ضد أية ضربة توجهها إسرائيل سواء هدد الإسرائيلون بضرب البلاد أو لم يهددوا، غير انه استبعد حدوث ضربة. واضاف الصوارمي أن القوات المسلحة لا تتوقع حدوث ضربة من قبل دولة الاحتلال، وقال في بيان له ان»الحديث عن أن الكيان الصهيوني هدد بضرب السودان لم يصدر رسمياً من قبل مسؤول صهيوني إسرائيلي وإنما حديث في المواقع الإلكترونية وبعض الوكالات غير الرسمية«، مؤكداً أن قواته تدقق في صحة المعلومة ولن تفرط في حماية البلاد.

تهديدات جدّية
بدوره طالب الخبير العسكري السوداني اللواء المعز عتباني في تصريح لـ»البيان« الحكومة السودانية بأخذ التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد، لا سيما وان اسرائيل سبق وان نفذت عدة هجمات على اهداف سودانية بالعاصمة الخرطوم وولاية البحر الاحمر.
واضاف: »اسرائيل لا تفكر مرتين فهي تهدد ثم تنفذ فيجب التعامل بجدية مع تهديداتها«، وقال ان المشكلة في التعامل مع الاعتداءات الاسرائيلية قائمة في ظل ضعف منظومة الدفاع الجوي السودانية. واضاف أن على الحكومة السودانية مراجعة منظومتها الدفاعية اولا ومن ثم المجاهرة بدعم المقاومة الفلسطينية بحيث انها لا تستطيع ان تدعم المقاومة وفي ذات الوقت ليس لديها الامكانية لمواجهة الضربات الاسرائيلية.

واستبعد فيه العتباني وبشكل قاطع ان تكون الاسلحة التي تحارب بها المقاومة الفلسطينية سودانية.

ثمار التهديدات
يرى المحلل العسكري السوداني العميد حسن بيومي في تصريح لـ»البيان« ان اسرائيل نجحت من خلال تهديداتها بضرب السودان سواء نفذت هجومها ام لم تنفذه وذلك من خلال الاثر النفسي الذي ادخلته إلى الرأي العام السوداني خاصة وان السودانيين رأوا استهداف الطيران الاسرائيلي لعدد من الاهداف في السودان والتي حققت فيها اسرائيل عنصر المفاجأة.
البيان