التجاني حاج موسي : من الدويم الي اجمل الروائع (امي يا دار السلام)

السودانية ـ متابعات 
رفد المكتبة الغنائية السودانية بالروائع، وقدم خلال مشواره الإبداعي رفقة العديد من الفنانين أعمالا بديعة خلدت في ذاكرة محبي الغناء، وشكلت حروفه الرنانة وكلماته الصادقة المعبرة وجداننا الوطني برسمه أجمل أغنيات بلادنا.

وعلى غزارة إنتاجه الشعري، دفع التجاني حاج موسى بسهمه الإبداعي ليصيب بدقة قلب الحنان وينبوعه الصافي عندما كتب واحدة من أروع الأغنيات للأم: "أمي الله يسلمك" واحتل مكانة سامقة بين شعراء الغناء الكبار، وجلس مسترخياً في مقاعد العظام.

وإذ ظلت كلماته مثل سهام الحب تخترقك لتحييك، وتثقبك لتعيش ملتئماً، كتب أجمل القصائد فإضافة إلى "أمي الله يسلمك" جادت قريحته بـ(واحشني، أظلم من ظلم، شقا الأيام، الماضي، عز الليل، والله أيام يا زمان، ليه كل العذاب، قصر الشوق، تباريح الهوى، حلو العيون، يا جمال النيل والخرطوم بالليل) وغيرها من الدرر.

(1)

ولد التجاني حاج موسى في الدويم وعاش في كنف جدته لوالدته السيدة دار السلام عبد الله أبو زيد لأن والده توفي إلى رحمة الله بعد عامين من ميلاده، نهل من ينابيع الصوفية العذبة بالدراسة في خلوة جده، وتوجه صوب معهد بخت الرضا العريق، درس في المعهد لمدة أربعة أعوام كانت النواة لمكوناته الإبداعية، درس الوسطى في الدويم ثم انتقل إلى العاصمة القومية واستقر في منزل جده في حي العباسية أم درمان، وتخرج في كلية القانون جامعة القاهرة الفرع.

(2)

التجاني حاج موسى مسكون بحب الوطن، وقد كتب الكثير من القصائد التي تصور ما يجري على المشهد الحياتي اليومي في بلادنا ودفع بأكثر من (300) عمل، فقدم للحبيبة والأم والأطفال مثل (قول صباح الخير/ وأبدا يومك بالتحية/ وهش وابتسم واطرد الهم والأسية/ واحضن الناس بي عيون ضاحكة وندية)، تقلد التجاني حاج موسى العديد من المناصب بدءا بديوان الضرائب ثم مديراً للإبداع بالهيئة القومية للثقافة والفنون، وعمل مديراً للبرامج بالتلفزيون ثم أصبح أميناً عاماً للآداب والعلوم الإنسانية ومن بعدها أميناً للمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية، وأيضاً يعمل في المجال الصحفي.

(3)

مطربون كبار، نهلوا من نبعه العذب، تزاحموا حوله فأعادوا إنتاج ما نهلوا أغنيات أكثر عذوبة، أغنيات كاملة العناصر، ونثروهاعلى الناس فاستقرت في الأفئدة واحتلتها إلى الأبد فكانت:

(يمّة الله يسلمك/ يديكي لي طول العمر في الدنيا يوم ما يألمك/ أمي يا دار السلام/ يا حصني لو جار الزمان/ الله يسلمك
عثمان الاسباط ـ اليوم التالي