• ×

مرشد الحركة الاسلامية السودانية يميل لإيران ويستجيب لأمريكا

عبد الباقي الظافر يكتب :

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات بعيد استشهاد الشهيد الزبير محمد صالح بيوم واحد كان الشيخ ابراهيم السنوسي يبلغ الرئيس البشير ان الشيخ سيجتمع به على مائدة الغداء.. على تلك المائدة كان الترابي ينثر خيارات التنظيم لشغل منصب النائب الاول الذي بات شاغرا ..وقبلها كان اجتماعا قد عقد بمنزل الترابي بالمنشية حدد ثلاث اسماء للقيام بأعباء المنصب ..اولهم الشيخ الترابي الذي لم يبد حماسا للأمر ثم (العليان) الدكتور علي الحاج محمد والأستاذ علي عثمان محمد طه.. بأدب صوفي وحنكة سياسية كان البشير يتجاوز المطب الإخواني ..ابلغ الترابي انه لن يراس شيخ الحركة الاسلامية وان اقتضى الامر سيملي له منصب رئيس الجمهورية ..ويجد صعوبة في التعامل البرتكولي مع دكتور علي الحاج باعتباره اكبر منه سنا.. تلك المعادلة جعلت الاستاذ علي عثمان نائبا للرئيس في القصر الجمهوري حتى طالته التعديلات الاخيرة في ديسمبر من العام الماضي.
الاسبوع المنصرم استطاف الزميل الطاهر حسن التوم في برنامجه (قيد النظر) بقناة النيل الأزرق الشيخ الزبير احمد الحسن الأمين العام للحركة الاسلامية..تحدث شيخ الزبير في ما نقلت الصحف في عدد من المواضيع ..الا انه اثار اهتمامي في موضعين.. دافع مرشد الحركة الاسلامية عن العلاقة مع ايران .. واصفا طهران بنعوت إيجابية من بينها الدولة المسلمة الحليفة وغير الخاضعة لسيطرة الغرب.. وفي رسالة واضحة الى الدول الخليجية المتخوفة من التقارب السوداني الإيراني أوضح شيخ الحركة الاسلامية ان هؤلاء لديهم علاقات تجارية جيدة مع طهران ويريدون من الخرطوم قطع علاقتها مع ايران.
في ناحية بعيدة ومناقضة تماماً بشر شيخ الزبير بقانون جديد يتيح للولايات المتحدة الامريكية تفتيش المصارف السودانية .. وكانت الولايات المتحدة قد طلبت في وقت سابق من المصارف السودانية معلومات مالية عن عملاء يحملون الجنسيات الامريكية او لديهم علاقات تجارية مع امريكا.. تلك الخطوة تاتي في اطار تعقب التهرب الضريبي ..رغم ان خلفية الزبير المصرفية والاقتصادية تتيح له بحكم التخصص توضيح طبيعة التفتيش الامريكي ان كان قد جاء في اطار عام ام اختصت به الادارة الامريكية بلدنا الحبيب.
في تقديري الشخصي ان الشيخ الزبير لم يكن موفقا في أثارته للموضوعين..شغل الرجل لمنصب الأمين العام للحركة الاسلامية يجعله في زاوية حساسة جداً..امر العلاقة مع ايران يجب ان يكون ملفا دبلوماسيا خاضعا لفقه المصالح المحسوب بدقة..شيخ الزبير الان يجلس على ذات مقعد حسن الترابي على الاقل من وجهة النظر الرسمية..إى حديث او تعليق سينظر له بمعيار توجيهات مرشد الجماعة..العلاقة مع الخليج ومصر اخت بلادي تمر بمنعطفات حرجة لم تكن تحتاج الا الدعوات الصالحات من الشيخ الزبير ومن في مقامه.
اما التبشير بالتفتيش الامريكي فهو امر في غاية الحرج.. الشيخ في ذات البرنامج كان يبدي إعجابه بإيران من زاوية اعتدادها بسيادتها الوطنية وعدم خضوعها للغرب..ثم يأتي زعيم الحركة الاسلامية التي ترى في نفسها نموذجا يبز التجربة الإيرانية ليقدم تنازلا في السيادة الوطنية غير مبرر ..إذ يسمح خبر الشيخ لدولة أجنبية الاطلاع على الأسرار اللمالية لمواطنين سودانيين ..ومن نكد الدنيا على السودان ان كل المصارف الامريكية كانت قد امتنعت عن فتح حساب للبعثة الدبلوماسية السودانية الموجودة بالأراضي الامريكية.
بصراحة ..الشيخ الزبير يحتاج ان يكون حذرا في موقعه الجديد..مطلوب من المرشد ان يكون الفيصل عندما يختلف إخوته في التنظيم .. وصاحب الراي النهائي عندما تدلهم الخطوب في شعاب الدولة ..وهذا لن يأتي الا بمزيد من (التقلة) السياسية.. حتى لا نصبح كل يوم مع تصريح للمرشد يناقش فيه تفاصيل الحياة السياسية اليومية ويمسي المرشد اقرب الى موظف علاقات عامة في حوجة لتبرير اخطاء رؤسائه.
التيار


بواسطة : admin
 0  0  978
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:07 صباحًا الأحد 5 مايو 2024.