• ×

عثمان ميرغني يتساءل : من أين أتي هؤلاء ؟؟!!

آخر ما كتب ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) أمس بعد صلاة الجمعة.. قام الخطيب في (خطبة إضافية) بعد الصلاة.. خصصها للحديث عن فقيدنا الموسيقار (محمدية).. تحدث الخطيب الشاب بمنتهى الغيظ وقال إنه سمع من يقول (اللهم ارحم محمديه بقدر ما قدم لبلاده).. واستنكر الخطيب (طلب الرحمة هذا) وقال متهكماً ( قدم ماذا؟؟ قدم موسيقاه..)!! المهم خلاصة الخطبة معناها .. (لا تحرجوا!!) رحمة الله.. أطلبوها لمن يستحقها..

بالله عليكم .. من أين أتى هؤلاء بمثل هذا الدين.. الذين يطالبون بحجب رحمة الله عمن يرون أنهم خارج تقديراتهم..
قيمة أي إنسان عند ربه لا يعلمها إلا ربه.. قد يكون الإنسان محفوفاً بكل (شكليات) الإيمان.. لحية كثة طويلة.. غرة في الجبين فاقع سوادها من كثرة السجود.. لا يغيب عن صلاة في المسجد..مسبحته لا تفارقه آناء الليل وأطراف النهار.. ومع ذلك هو غاش للناس في بضاعته في السوق.. كذوب.. أو هو مدير مصلحة حكومية يضيع حقوق المواطن بكسله .. أو بظلمه أو بتهاونه..

وحده الله هو الذي كلف الملائكة بكتابة ورصد الحسنات والسيئات.. وضبط الميزان بأعلى دقة (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).. ثم وحده الله الذي وسعت رحمته كل شيء.. لا حدود لرحمته..

لكن البعض ينصب نفسه في الدنيا قيماً على موازين الحسنات والسيئات.. يملكون سجلات الجنة والنار..
وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الرجال بأنه من أهل الجنة.. فتابعه أحد الصحابة سراً ليعرف ماهو العمل الذي منح هذا الرجل بطاقة مجانية لدخول الجنة.. فلم ير في سيرة الرجل مايستحق هذا الوسام النبوي الشريف.. فسأل الرجل ماذا تفعل.. فرد عليه الرجل بمنتهى البساطة:
(ما هو إلا ما رأيت.. غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه)..

هذا الرجل كل مؤهلاته التي أدخلته الجنة.. أنه لا يغش.. ولا يحسد.. هل يستطيع أحد منكم رصد مثل هذه (المؤهلات)..
أخطر ما في حديث خطيب الجمعة هذا.. وكثيرون مثله.. أنهم يمنحون أنفسهم (توكيل) كشوفات الجنة والنار.. و(رب معصية أورثت ذلاً وانكسارًا خير من طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا).

نحن في حاجة ماسة لتصحيح (الدين) في نفوس من يتحدثون باسم الدين.. بل في حاجة ماسة لتطوير مفهوم (الدين) نفسه.. حتى لا يحصره البعض في العبادات أو الشكليات.. بكل يقينوهذه فتوى من عندي- رجل شرطة المرور الذي يقف في الشارع ينظم حركة المرور للمساجد (المزدحمة هذه الأيام) ربما عند الله أكثر أجراً من المعتكفين المتهجدين للأسحار داخل المسجد.. الرسول صلى الهم عليه وسلم قال (لأن أمشي مع أخي في حاجة.. خير لي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً ).
تصوروا.. أن تساعد غيرك.. أفضل من أن تعتكف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة شهراً كاملاً.
التيار


بواسطة : admin
 1  0  1845
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    07-20-2014 12:24 مساءً برعي محجوب :
    ما الذي يشفع لمحمدية اذا ؟
    الحديث: (انتم شهداء الله في الارض) في الحديث الطويل الذي اخرجه مسلم
    حديثك عاطفي يا استاذ عثمان
    الايمان قول وعمل والعمل هو ما يراه الناس ويشهدونه
    محمدية لازم بكمانه كل الفنانين والفنانات في قعداتهم الخاصة والعامة فأي خير تراه في هذا
    اما الخبيئة التي بينه وبين ربه صدقت لا نعرفها
    وصدقت ايضا لا احد يملك كشوف الجنة يدخل ويمنع
    لكنك اطلقت على اصحاب اللحى والسبح جام غضبك والبستهم ثوب الضلال
    لقد ملكت قلم تستطيع من خلاله ان تحسن القبيح وتقبح الحسن
    عشان ما تفهمني غلط انا لا ادندن حول الحكومة انا مثلك توسمنا خيرا في بداياتها ثم بدا لنا انهم بشر واخطاءهم قاتلة
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:30 مساءً السبت 4 مايو 2024.