• ×

بيان من هيئة سئون الانصار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم/السودانية/ بسم الله الرحمن الرحيم
هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد
الأمانة العامة

نداء ومناشدة

قال تعالى لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)

بني وطني
في صبيحة السبت الرابع والعشرين من رمضان فوجئ السودانيون والعالم باندلاع حرب ضروس بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومروي ومناطق أخرى في السودان وتوالت البيانات من الطرفين كل منهما يتهم الآخر ببدء الحرب وسقطت أرواح سودانية غالية وتعرض آخرون لإصابات متفاوتة وأشعلت النيران في كثير من المرافق التابعة لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وهنالك مواطنون لقوا حتفتهم وهم داخل منازلهم نتيجة للأعيرة النارية الطائشة التي أطلقتها القوات المتحاربة.

إنني أتوجه بهذا النداء الإنساني الصادق لقيادة القوات المسلحة وقيادة الدعم السريع وأخص بالذكر الفريق عبدالفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلوا ومساعدوهما:

أولا : أناشدكم بحقنا عليكم، والتزاما بالقسم الذي أديتموه، ومسئوليتكم عن حماية أرواح المواطنين، وتعهدكم بصيانة أمن الوطن واستقراره؛ أن توقفوا هذه الحرب فورا حقنا لدماء السودانيين ومراعاة لحرمة النفس الإنسانية.

ثانيا : الخلافات تحسم بالحوار والالتزام بالحق وليس بالحرب، فقد رأيتم آثار الحروب قديما كيف دمرت البلدان ومزقت الشعوب وحديثا كيف تحولت بلدان آمنة مستقرة إلى مقاطعات لأباطرة الحروب بعد تشريد جل مواطنيها وتدمير مقدراتها.
الحربُ أوَّلُ ما تكون فتيةً تسعى بزينتها لكل جهولِ
حتى إذا استعرت وشبَّ ضرامها عادت عجوزا غير ذات خليل
شمطاء جَزَّت شعرها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيلِ

ثالثا : هذه الحرب خاسرة؛ فالنفوس التي تزهق نفوس سودانية، والمرافق التي تدمر مملوكة للشعب السوداني؛ بل والأسلحة التي تستخدم في الحرب مولت من مال الشعب السوداني،فالمهزوم فيها خاسر والرابح فيها خاسر.

رابعا : لقد تعهدتم بخروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي، والحرب التي تدور الآن أسبابها كثيرة من أهمها الخلاف حول العملية السياسية، نجدد مطالبتنا لكم بالوفاء بعهدكم بترك كل ما له علاقة بالسياسة للحكومة المدنية المرجو تكوينها في أسرع وقت ممكن لمواصلة مسيرة الانتقال السياسي.

خامسا : هنالك من يتربص بالسودان لتمزيقه، وضرب وحدته، وتقسيم أبنائه إلى قبائل وجهويات، والحرب الدائرة الآن تصب في هذه المخطط؛ وهنالك تجار حروب ودعاة فتنة من بني جلدتنا فلا تستمعوا إليهم وفوتوا على المتربصين أن ينالوا من بلادنا عن طريق مكوناته العسكرية.

سادسا : هذا الوطن ضحى سلفكم بالنفس والمال من أجل صيانة وحدته والمحافظة على كرامة أهله وواجهوا المستعمرين والأعداء حتى طهروا البلاد منهم؛ إن شعب السودان خصص جزءا من إمكاناته لتمويل قوات مسلحة وأجهزة أمنية وقرر بالقانون قيام مؤسسات يسمح لها بحمل السلاح لحماية الوطن والمواطنين، فلا توجهوا سلاح حماية المواطن لقتل المواطن بل وجهوه لأعداء الوطن والمواطن.

سابعا : في هذا الشهر الكريم ونحن نعيش العشر الأواخر منه وفيها ليلة القدر ليلة السلام والأمان نناشدكم أن تحكموا صوت العقل وتضبطوا جماح النفس وتسدوا مداخل الشيطن وتوقفوا هذه الحرب اللعينة.
قال تعالى: (إنما المؤمنوت إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبدالمحمود أبو
الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار
25 رمضان 1444هـ
16 أبريل 2023م


بواسطة : admin
 0  0  612
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:59 مساءً الجمعة 3 مايو 2024.