• ×

قُطوعات الكهرباء.. مُتلازمةُ الصَّيْف !!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم/السودانية/ نهاية شهر يناير من هذا العام تفاجأ سكان الخرطوم بقطوعات للتيار الكهربائي بصورة متقطعة ولم تكن مبرمجة في بادئ الأمر، ومع خواتيم شهر فبراير دخلت القطوعات المبرمجة حيز التنفيذ، لفترات زمنية تصل الى (8) ساعات في النهار (6) ساعات في الليل بحسب إفادات المواطنين لـ (التيار) من مناطق متفرقة لمحليات الخرطوم الثلاث. وتزامنت برمجة القطوعات مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، التي قد تزيد في مقبل الأيام بحسب خبراء الإرصاد الجوي.

ربكة في الامتحانات

ويروي استاذ جامعي بإنهم تفاجأوا بانقطاع الكهرباء قبل بدء جلسة الامتحان الإلكتروني للطلاب، مما تسبب في ضياع ساعة من زمن الأمتحان تم إهدارها في حل المشكلة وهم يحاولون تشغيل المولد، واتهم الاستاذ المسؤولين في الشركة السودانية لتوليد وتوزيع الكهرباء بعدم المبالاة في إعلان البرمجة حتى يتم التعامل معها بوضع تحوطات لتفادي (الربكة) في الساعات الحرجة كما حدث في الإمتحان الالكتروني.

ويمضي المواطنون ساعات الليل في ظلام حالك السواد يتسرب من خلالها ضوء من المنازل التي اقتنى أصحابها مولدات كهرباء أو طاقة شمسية، لأن الأزمة غير الوليدة وضعت المواطنين أمام خيارات صعبة في مواجهة القطوعات بينها ما ذكر انفاً مما أدى لانتعاش نسبي في سوق أجهزة الطاقة البديلة (المولدات الكهربائية ـ الطاقة الشمسية) والأخيرة يعجز كثير من المواطنين امتلاكها لتكلفتها العالية، ولكنهم استطاعوا شراء مصابيح تعمل بتلك الطاقة أعتبرها البعض حلاً وتتراوح اسعارها ما بين (7 ـ 8) جنيهات، بجانب (مرواح هواء) ببطارية شحن تصل مدتها الى (9) ساعات أي تغطي زمن البرمجة.

شكاوى أصحاب الورش

واشتكى عدد من التجار وأصحاب الورش من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خلال النهار، وروى (محمد) صاحب ورشة (حدادة) بأنهم يجلسون أمام محلاتهم في انتظار عودة التيار مما يزيد فترة دوامهم لملاحقة إنجاز عملهم المرتبط بمواعيد تسليم، لأنه لايملك مًولداً كهربائياً لمجابهة الأزمة .

أضرار القطوعات تتخطى حدود الورش الصناعية ومحلات التجار الصغيرة إلى المؤسسات الكبرى مثل المستشفيات الحكومية التي تعجز في معظم الأحيان عن تشغيل مولد كهربائي، وغيرها من المؤسسات التي تتأخر فيها المعاملات بسبب ذلك كمجمعات الجمهور (السجل المدني).

منصات التواصل تشتعل

وأبدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي سخطهم للبرمجة ويرى بعضهم أن صيف 2023 غير مبشر باستقرار الكهرباء لأن عودة القطوعات بالساعات المذكورة ليست مطمئنة خاصة وأنهم على اعتاب شهر رمضان الذي يفترض فيه استقرار التيار أو خفض ساعات البرمجة في اسوأ الاحتمالات.

ووصف أحدهم أزمة الكهرباء بمتلازمة الصيف لأن الأمر ليس جديداً على مر السنوات بتكرار ذات السيناريو الذي يمضي من سيء إلى اسوأ .

وتشهد ولايات السودان قطوعات غير منتظمة واشتكى المواطنون بجانب القطوعات من ضعف وتذبذب التيار الكهربائي في كثير من مدنها، وكشف عدد منهم لـ (التيار) أن الحلول البديلة التي لجأ اليها سكان العاصمة للحصول على توليد كهربائي بأنها خارج استطاعتهم ولم يلجأ اليها إلا فئة قليلة وقد تنحصر على نطاق المؤسسات والمحلات التجارية في الأسواق بينما يكتوي المواطنون بحرارة المنازل والبقاء ليلاً في الظلام لحين عودة التيار.

عجز الدولة

تتجدد الأزمة من عام لعام وهي تحمل ذات الملامح والتفاصيل، وتمضي السنوات دون تلويح بحلول تبعث بالأمل. رغم الاعتراف الرسمي من قبل

الدولة بالأزمة، والوعود التي يتم بثها على الهواء ثم ياخذها الهواء في كل عام بمجرد حلول الصيف، في شهر مارس عام 2021 كشف وزير الطاقة والنفط السابق المهندس جادين على جادين أن نسبة العجز في توليد الكهرباء بلغ 58% وأن السودان منذ سنوات يعيش ازمة في توليد الكهرباء مع تنامي زيادة الطلب عليها خاصة في فصل الصيف وتواجه الدولة عدة تحديات لحل المشكلة نسبة لعجز التمويل.

ولضمان استقرار التيار الكهربائي تشير تقارير الخبراء إلى تكملة المشروعات المدرجة ضمن خطة متوسطة المدى خلال 2022 الى 2026 ومن ضمن مشروعات الخطة استكمال مشروع قري 3 لإضافة (510) ميغاواط ومشروع محطة (بورسودان) ويتوقع أن تضيف (340) ميغاوات بتكلفة (55) مليون دولار ومشروع الخط الناقل (220) فولت بـ (عديلة ـ بابنوسة).

رهينة تمويل

الطاقة الشمسية (الطاقة المتجددة) تعد من الحلول المدرجة لمجابهة القطوعات وأزمة التوليد الكهربائي الأ أن تنفيذها يحتاج توفير ميزانية كافية من ضمن المشروعات مشروع الطاقة الشمسية في أم درمان بتكلفة (170) مليون دولار لإضافة (100) ميغاواط وغيرها من المشاريع في ذات الاتجاه وتمضي تقارير الخبراء إلى أن إجمالي السعة التصميمية لمحطات توليد الكهرباء يبلغ حوالى (3) ألف ميغاواط ولكن إجمالي إنتاجها لا يتجاوز (2.510) ألف ميغاواط في الوقت الذي يتجاوز فيه الطلب الحالي (3.1) ألف ميغاواط مما يشير الى وجود عجز يتجاوز ألف ميغاواط.

وطالب عدد من المواطنين الدولة بالعمل على استقرار التيار خلال شهر رمضان الذي تبقى له يام معدودة خاصة وأن ارتفاع حرارة الطقس تتطلب ذلك، لاعتمادهم على مكيفات الهواء والأجهزة الكهربائية الأخرى. وتساءل المواطنون عن حرمانهم من خدمة يدفعون ثمن الحصول عليها بصورة منتظمة؟ خاصة وأن زيادة تعرفة الكهرباء يتم تطبيقها دون مراعاة لأوضاعهم الاقتصادية لأغلبية تعد من فئة الدخل المحدود.


بواسطة : admin
 0  0  197
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:27 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.