• ×

القصة الكاملة .. بنك الخرطوم يرفض فتح تطبيق (بنكك) لأحد المعاقين!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم/السودانية/ بنك الخرطوم يرفض فتح تطبيق (بنكك) لأحد المعاقين!
موظف بنك الخرطوم فرع ود البشير:ا(لحالات الخاصة ممنوع يتعمل لها تطبيق بنكك)!
قانونيون ومصرفيون:لا مسوغ قانوني يمنع المعاقين تملك تطبيق بنكك
برع في التصميم عبر برامج (الفتوشوب) والفيزياء وعلوم الفضاء ويتعامل مع (الفوركس) و(الكربنتو) رغم اصابته بمرض (ضمور العضلات الشوكي)
المعاق خالد:هدفي من فتح تطبيق بنكك الاستفادة من خدمات الموبايل المصرفي بجمع نفقات علاجي بالمانيا البالغة (45) ألف يورو
والدته (اعتدال):ابني (خالد) راشد وبالغ يستطيع إدارة حسابه المصرفي دون معاونة أحد فبأي حق وقانون حرمه البنك من تطبيق بنكك؟!!
رغم احرازه نسبة (72.4) في المائة في الشهادة السودانية إلا أن الجامعات رفضت قبوله ولو في الشواغر!!

تحقيق ــــ بتول الفكي
**”الحالات الخاصة ممنوع يتعمل ليها تطبيق بنكك!!”.. هكذا أجاب موظف البنك على طلب (خالد) وهو من ذوي الحالات الخاصة.. ففغر فاه دهشة .. فالصبي الذي رضا بقضاء الله وقدره لم ترض عنه الظروف المحيطة ولا من بيدهم القلم لتسهيل ما يجب أن يسهل لذوي الإعاقة عنوة واقتدارا.. (خالد) الذي أراد أن يقي أسرته عناء الذهاب معه كل ما دعت الحاجة إلى البنك لسحب نقد مالي ويصرف في المواصلات ضعف مما يسحبه ذهابا وايابا ولكن طلبه قُوبل بالرفض .. لماذا؟.. لأن سياسة بنك الخرطوم لا تسمح بفتح حساب لمعاق ولا بتعاملات الموبايل المصرفي (تطبيق بنكك)للمعاقين!!.. فكان الرد (صادما) ومحبطا تلقفها (خالد) بمرارة حيث ذكر البنك أنه يمكنه فتح حساب ولكن بشرط أن يوكل والدته لتنوب عنه .. فزادت الصدمة وثبط عزمه إلا أنه يعلم جيدا حسب ثقافته القانونية بأن ما قيل له ليس له مسوغ قانوني فشرع في مقاضاة البنك ليس دفاعا عن حقوقه المدنية فقط بل دفاعا عن كل ذوي الاحتياجات الخاصة .. التحقيق التالي يكشف المزيد من هذه الواقعة المؤسفة**
لحظة الميلاد
لم تكن الوالدة الرؤوم تدري بأن القدر يتربص بمولودها البكر فضرب العام 2013م لحظة الميلاد لبكرها (خالد أبوبكر حامد) أول فرحتها إلا أنه بعد مضي الستة أشهر الأولى أظهر تشخيص (خالد) بمرض ضمور العضلات الشوكي.. ولكن هذا لم يهز والدته لقناعتها أن طفلها يستطيع العيش بحقوق كاملة بلا نقصان سوى عكننة مجتمعنا الذي مازال يشكل هاجسا وعقبة لذوي وذوات الهمم ..وكما ذكر (خالد) في روايته لـ(الحراك) فإن معاناته بمراحلة الأساس كانت لوحدها غُصة حيث اضطر لتغيير مدرسته أكثر من مرة حتى يستطيع مواصلة تعليمه الأساسي ليكلل سعية بالنجاح ويدخل المرحلة الثانوية والتي ذكر بأنه عانى فيها أيضا وزادت المشقة فيها أكثر.. ولم يستسلم للقدر حتى عندما شُخص أخوه الأصغر بنفس المرض قال (خالد) حينها فإن والده (أبوبكر) قرر خوض رحلة البحث عن علاج لهما.. فكانت البداية بمحاولات عرضه على عدة دكاترة بالداخل ومن ثم ارسال عينات للخارج ليكون أول رد وأرد من المانيا، بأن العلاج متاح بتكلفة (45) ألف يورو.. أشار (خالد) أنهم بحمدالله استطاعوا جمع المبلغ بيد أن السفارة رفضت اعطاءهم موافقة لدخول المانيا.. فتوجه إلى جمهورية مصر العربية اضطرارا وكانت الوجهة الخارجية الأولى لرحلة البحث عن الاستشفاء.. وعند الوصول للقاهرة سعت الأسرة للسفر لالمانيا بالتقديم عبر مفوضية الأمم المتحدة دائرة شئون اللاجئين، ولم تكلل الجهود بنجاح رغم تجربتهم كل السبل المتاحة.. وشاءت الأقدار رحيل شقيق (خالد) الأصغر بعد معاناة مع مرض ضمور العضلات الشوكي ويمتحن الله الأسرة الصابرة برحيله في العام 2015م.

قرار العودة
عقب فقد الأسرة الشقيق الأصغر لخالد قررت أسرته العودة إلى السودان وذلك بحلول العام 2018م فقرر خالد العودة إلى مقاعد الدراسة التي لم ينقطع عنها رغم أحلك الظروف حيث درس الصف الرابع والخامس والسادس بمصر وعقب العودة جلس لامتحانات الصف الثامن وكافأه الله بإحراز المركز الأول فهو متفوق ونابغ، فرغم الظروف الصحية كان يأتي دائما الأول على صفه، ويمتلك العديد من الشهادات التقديرية من المدارس المصرية والسودانية من بينها شهادة معرض العلوم.. وبحسب (التفاصيل المأساوية) التي رواها خالد لـ(الحراك) فإن كل ذلك لم يثنِ عزمه للجلوس للشهادة الثانوية ضمن صفوف المساق العلمي حتى أحرز نسبة72.4) في المائة، قدم بها ليحقق رغبته بدراسة تقنية المعلومات كما يتمنى إلا أنه تم رفضه ولم يقبل وحاول في الشواغر وأيضا لم يجد فرصة وحظى بمنحة من جامعة التقانة لكنه رفضها.. ومازال يحلم بأن يتم قبوله لتحقيق أمنيته بدراسة تقنية المعلومات.
تخبط البنك
بدأت حكاية (خالد) مع البنك عندما ذهب إلى بنك الخرطوم فرع ود البشير لإجراء بيانات فتح حساب له ومن ثم عمل تطبيق بنكك يتيح له إجراء المعاملات البنكية عبر المصرف الإلكتروني من خلال هاتفه الشخصي دون عناء مشقة الوصول إلى البنك وسحب ما يحتاجه عبر شخص آخر.. إلا أن موظف البنك لم يتعامل مع الموقف بحنكة ـ حسب روايته ـ ورفض فتح حساب بنكي له طالبا منه فتح حساب عبر الوكالة لوالدته (اعتدال) ليكون الحساب البنكي باسمها.. فكان رد والدته قويا وحاسما إذ ردت على موظف البنك:” ابني (خالد) راشد بالغ يستطيع أن يدير حسابا مصرفيا دون معاونة أحد”.. إلا أن موظفي بنك الخرطوم فرع ود البشير رفضوا فتح الحساب.. فطلبت والدته مقابلة مدير الفرع ليأتي إليها المشرف بصفة المدير ـ حسب رواية خالد ـ وعند ذهابهما برفقة المشرف إلى المكتب تفاجأ خالد ووالدته بأن المرأة الموجودة بالمكتب هي المديرة فطلب منه احضار ختم رباعي، وهو إجراء لايتم خلال يوم مما جعل خالد يحس بأن الخطوة تعجيزية من قبل البنك ورغم ذلك سعى وأفلح في احضاره من مكتب مساعدته طرف البنك بسعر (5) آلاف جنيه.. بعدها جاء الرد (الصادم) له ولوالدته” الحساب يمكن أن يفتح دون عمل تطبيق بنكك فالحالات الخاصة غير مسموح لها امتلاك تطبيق بنكك” !!


بواسطة : admin
 0  0  271
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:28 صباحًا الأحد 19 مايو 2024.