• ×

الغموض يكتنف اختفاء اللواء شكرت الله

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم/السودانية/ كثير من الغموض يلف قصة اختفاء، أو إخفاء اللواء ركن معاش، أحمد عبدالرحيم شكرت الله، (56) عاماً، الدفعة (35) الكلية الحربية، حاكم ولاية النيل الأزرق السابق.

غادر الرجل منزله بضاحية جبرة الشهيد طه الماحي الفخمة، جنوبي الخرطوم، في تمام الساعة التاسعة صباحاً، منذ نحو ثلاثة أسابيع، دون بصيص أمل لمعرفة مصيره.

فقدان

بعد أربعة أيام من مغادرته المنزل بسيارته، حرر ابن المختفي بلاغاً عن غياب والده، بعد انقطاع الاتصال به بقسم شرطة جبرة بمحلية الخرطوم، بالرقم (1340) تحت المادة (47 إج)، وتمت كتابة أوصافه، وعُمم نشرها.

وأوردت تقارير صحفية أن الشرطة عثرت على سيارة “شكرت الله” بضاحية الفتيحاب في أمدرمان، وعثرت بداخلها على ورقة مكتوب عليها: “أنا ماشي أقابل الروقو، والأقدار غير معروفة”.

موسى هلال
والروقو، هو لقب أحد الحراس السابقين لزعيم قبيلة المحاميد، موسى هلال، الذي ذاع صيته في قضية النزاع في دارفور. وكان قائداً لمليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والعدوان في الفترة ما بين 2003 – 2004. وكان موسى هلال، قد صدر قرار دولي بتجميد حساباته.

بيد أن التقارير أشارت إلى تقليل قيمة الرسالة، ورجحت أنها ربما دست للتمويه. وأورد موقع (مونتي كاروو) أن شهود عيان قالوا للموقع إن شخصاً ملثماً أوقف سيارة بدون لوحات في المنطقة، وغادر مع آخر كان ينتظره على متن دراجة نارية.

وكان آخر منصب شغله “شكرت الله”، هو تعيينه من قبل المجلس العسكري قائداً لسلاح المدرعات في العام 2019، خلفاً لقائد المدرعات اللواء، نصر الدين عبدالفتاح، والذي اعتقل مع ضباط آخرين بتهمة تدبير انقلاب عسكري. وهناك آراء ذهبت إلى ترجيح كفة عداء الضباط المعتقلين لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو.

صيت

اكتسب “شكرت الله” صيتاً سيئاً أيام حرب دارفور الأولى، وراجت مقولة منسوبة إليه: “فوق الله، وتحت شكرت الله”، للاستدلال على جبروته ويده الطويلة في الانتهاكات الجسيمة التي رافقت الحرب في دارفور، كونه واحداً من بين أبرز قيادات حرس الحدود في الفترة ما بين 1996 – 1997.

وحرس الحدود من الوحدات العسكرية في القوات المسلحة، بيد أن انتساب مقاتلين قبليين لها خلال الحرب في دارفور، يتزعمهم موسى هلال، عرَّض سيرتهم للقيل والقال، ووضعهم في عين العاصفة، لسيطرة القادة القبليين عليها، خاصة في دارفور.

وكانت القوات المسلحة في أواخر يوليو 2017، قد عقدت سمناراً حول القوات الداعمة للقوات المسلحة بغرض هيكلتها وتطويرها، قاصدة بذلك قوات حرس الحدود. بيد أن المتحدث باسم المجلس الثوري الذي كونه موسى هلال لاحقاً، اعترض على ذلك، واعتبره محاولة لتتبيع حرس الحدود لقوات الدعم السريع التي حلت محل قوات حرس الحدود، وأفل نجمها، وقُدر وقتها أن عدد منسوبيها بـ (40) ألف مقاتل. وذهبت الحكومة في عدائها بعيداً باعتقال موسى هلال، وجلبه مخفوراً إلى الخرطوم، ومحاكمته وسجنه.

وكانت تقارير صحفية وشهود عيان قد تحدثوا عن تأسيس وتدريب وإشراف “شكرت الله” على منسوبي حرس الحدود القبليين بدارفور، وعلاقته القوية بهم.

حوكم “شكرت الله” بالسجن خمس سنوات عندما كان عبدالرحيم محمد حسين وزيراً لوزارة الدفاع، لاتهامه بالتمرد. بيد أن الفريق، عوض ابن عوف، بعد تعيينه وزيراً للدفاع في أغسطس 2015، أخرجه من السجن، وأعاده للخدمة العسكرية.

حميدتي قائد الدعم السريع
اختفاء مريب

المجلس العسكري في العام 2019، عيّن “شكرت الله” والياً على ولاية النيل الأزرق. وعينه أيضاً قائداً لسلاح المدرعات لمدة أسبوعين، قبل أن يحيله للمعاش.

وتربط تقارير صحفية اختفاء “شكرت الله” وظهور قوات عسكرية بمنطقة تعرف بالمثلث، تقع نواحي محلية أم دافوق بولاية جنوب دارفور، على الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى، وشهدت عدة توترات واضطرابات مؤخراً.

وأورد موقع (سودان تريبيون) أن شهود عيان تحدثوا للموقع، بأن قوات تتألف من عناصر سابقة لحرس الحدود، ومفصولي حركة تمازج، ومفصولين من قوات الدعم السريع، موجودون في المنطقة منذ نحو ثلاثة أشهر، ولكن لم تنفِ أو تؤكد المصادر، عن زيارة “شكرت الله” للمنطقة.

وكانت قوات الدعم السريع التي تسيطر على إقليم دارفور قد أعلنت أواخر يناير الماضي، إغلاق الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى، والبالغ طولها (174كلم). وبرر الدعم السريع تلك الخطوة بأنها تعود لأسباب أمنية، ومخاطر وممارسات سلبية في الحدود، وأن الإغلاق استلزم إجراء تنسيق مع أفريقيا الوسطى وتشاد.


بواسطة : admin
 0  0  220
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:35 مساءً السبت 4 مايو 2024.