• ×

محمد ناصر عمار الحارثي يكتب : العلاقة التاريخية الأوغندية العمانية منذ عام 1844

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم/السودانية/ محمد ناصر عمار الحارثي يكتب : العلاقة التاريخية الأوغندية العمانية منذ عام 1844 ” التراث والثقافة العمانية في أوغندا وشرق إفريقيا “
لا شك أن الأمم ذات التاريخ العريق قد أثرت على الأمم الأخرى في نواح كثيرة ، وقد لعبت دولة عمان وكذلك الشعب العماني دورا فعالا في التأثير على ثقافات وتقاليد العديد من الدول التي كانت بينها علاقات تاريخية، ومن ضمن هذه الدول هي دولة أوغندا التي تقع في شرق إفريقيا ، وهي دولة غير ساحلية توجد في أعماق القارة الأفريقية.
قد تكون أوغندا أقل شهرة خاصة في علاقاتها التاريخية مع عمان لدى جيل الشباب الجديد ، ولكن لا تزال ملاذًا آمنًا للعديد من العمانيين. وذات تنوع ثقافي غني، ومضياف بشكل ملحوظ.
في عهد السيد سعيد بن سلطان في زنجبار ، سافر العديد من العمانيين من ساحل شرق إفريقيا إلى عمق القارة ، وكانت أوغندا إحدى الوجهات الرئيسية للعمانيين.
وقد استخدموا المراكب الشراعية في رحلاتهم من عمان إلى ساحل شرق إفريقيا، ثم قطعوا مسافات تزيد عن 1200 كيلومتر من مومباسا في كينيا سيرًا على الأقدام ، وعبروا المستنقعات والغابات الكثيفة مليئة بالحياة البرية والحشرات ، بحثًا عن فرص عمل ونشر الدين الإسلامي.
يقول الحارثي” في عام 1844، قام أحمد بن إبراهيم العامري بزيارة ملك مملكة بوغندا وعرض عليه الإسلام ، وهو أول عماني وأجنبي يدخل أوغندا، وأول من ينشر الين الحنيف في البلاد”ثم تواترت الزيارات إلى أوغندا من قبل عمانيين وأجانب آخرين – مثل أوروبيين و يمنيين وهنود لأغراض مختلفة. “وقد قام العمانيون الذين استقروا في البلاد باستقبال العمانيين وأجانب آخرين ودعموا مساعيهم بما يخص السفر إلى أوغندا وبينها والبلدان المجاورة – مهما كانت الاحتياجات. وكان ضيوف العمانيون والأجانب الآخرون يشعرون بأمان وتشجيع من قبل الجالية العمانية المقيمة في أوغندا “.
وأضاف الحارثي: ” أجدادنا الذين سبقونا في أوغندا قاموا بالشيء ذاته، بعضهم قرروا الزواج بالأوغنديات وفضلوا العيش هناك، وبعضهم قدموا إلى أوغندا بعائلاتهم وأسرهم.
يقول محمد الحارثي ، الذي يبلغ من العمر 68 عامًا ، وقد عاش في أوغندا نعومة شبابه استمتع بحياته هناك، “لقد نشأت في أوغندا مع عائلتي العمانية ، وبصراحة ، استمتعت بالعيش والدراسة في أوغندا. واستفادنا من نواح كثيرة بالعادات والثقافة العمانية. وكان يشعر العمانيون بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض وفي تربية أبنائهم بنفس الروح “.
لا شك أن السكان المحليين تأثروا واستفادوا ببعض التقاليد والثقافافات المفيدة وحافظوا عليها، كما تأثر واستفاد العمانيون كذالك بالعادات والثقافات السكان المحليين والأجانب الآخرين. و تعلموا عدة لغات محلية وتحدثوا بها”.
يذكر أنه في أوغندا ، يتم تحديد الملابس حسب المنطقة التي ينتمي إليها الشخص. وبفضل التأثير بالعالم الخارجي قامت بعض القبائل بتغيير ملابسها ونمط حياتها. على سبيل المثل، ملك مملكة بوغندا الذي اعتنق الإسلام هو أول من ارتدى الدشداشة العمانية (المعروفة محليًا باسم كانزو يو موليرا) و” البشت “(بيسوتي) وتبعه كبار مسؤوليه في عام 1844. وتم تبني كانزو ملبسا رجاليا رسميا في منطقة بوغندا وانتشر ببطء إلى مناطق مجاورة أخرى مثل تورو وبونيورو وبوسوجا ،
مضيفًا: “إن نمط الدشداشة العمانية الأصلية وتصميمها ، التي اعتادت نساؤنا العمانيات على حياكتها. يدويًا لا يزال يخيط في أوغندا بتصميمه محليًا وبيعه في المتاجر والأسواق المحلية “.
صور كانزوز يو موليرا وبيسوتي في أوغندا … وفي الأسفل صور للخياطين الأوغنديين المحليين الذين يصنعون الكنزو
والجدير بالذكر أن الرجال في أوغندا لا يستخدمون “الوزرة” (المعروفة محليًا باسم بيكوي) كما يستخدمها الرجال من عمان، بالعكس تستخدم من قبل النساء الأوغنديات ويعتبر زيًا مرموقًا.
يرجع كل من الوزرة والكنز – إلى أصل عماني.. وكانت الكنزو في الأساس يصنع باللون الأبيض والقشدي أما بيكوي كانت تصنع بأنماط وأحجام مختلفة.
وأود الإشارة إلى أن أصل بيكوي تحديدا يرجع إلى القرى العمانية. وحتى الأسماء التي سميت بها بيكوي مشابهة لأسماء القرى العمانية التي صنعت فيها بيكوي الأصلية.
حتى وقت قريب ، احتفظت النساء الأكبر سناً في أوغندا بأسماء بيكوي من القرى العمانية ، مثل كرياتي من قرية قريات ، وبولا من قرية إبراء ، والسميلي من قرية سمائل.
ومع ذلك ، نظرًا للطلب ، يتم استيراد بيكوي الآن من دول أخرى بتصميمات وألوان جميلة وتباع في المتاجر والأسواق المحلية في أوغندا. هذه الملابس الجديدة أصبحت الآن شائعة جدًا في عروض الأزياء محليًا ودوليًا.
ووفقًا لقول محمد الحارثي ، فقد أخذ العمانيون معهم أيضًا الأدوية العمانية ، مثل سوبار ، والخل ، والقرفة ، وفلفل أسود ، وتقليد حرق البخور مع اللبان.
أصبح العمانيون في أوغندا معروفين جيدًا من قبل السكان المحليين والأجانب الآخرين. وبجهودهم أصبحت أوغندا نقطة محورية للأجانب الذين يسافرون بين ساحل شرق أفريقيا و أعماق القارة
ومن ضمن النقاط المحورية والمعالم البارزة هي البيت المرموق بمنطقة إيغانغا ، يسمى “بيت الفوقي” ، والذي أطلق عليه السكان المحليون “بيت العرب”. وقد بناه العماني محمد بن راشد بن رشود السناوي الحارثي منذ ما قبل عام 1900.
من المحتمل أنه أقدم منزل في منطقة إيغانغا … وقد استخدم في السابق معلمًا ومحورًا للعمانيين والعرب والأجانب الآخرين الذين كانوا يسافرون بين المدن الساحلية و أعماق القارة الأفريقية. إن البيت قديم الطراز ، ومع ذلك مازال سليما وملفتا للنظر.
(البيت الفوقي” في إيغانغا ، أطلق عليها السكان المحليون اسم “بيت العرب”) مبني على الطراز القديم …
هذا المنزل كان في يوم من الأيام علامة بارزة ونقطة محورية للعمانيين والعرب والأجانب الذين يسافرون إلى القارة الأفريقية من الساحل الشرقي. كان أيضًا مكانًا للقاء السكان المحليين والاختلاط مع بعضهم البعض والعرب وغيرهم من الزوار الأجانب.
يقال في السابق، كان المنزل محاطًا بالعديد من أشجار الفواكه – مثل جوز الهند والرمان والجاك فروت وزامباراو والمانجو والشجيرات ذات التوابل المختلف وغيرها .
وقد قيل بأن جميع أشجار جوز الهند والفواكه الأخرى والأشجار الطبيعية الكبيرة الأخرى التي كانت موجودة في الجزء الأمامي من المنزل أزيلت أثناء بناء الطريق من جينجا إلى إيغانغا في أواخر الثلاثينيات.
يعود تاريخ المبنى الحديدي القديم لمنزل بيت الفوقي “بيت العرب” إلى أكثر من 110 عامًا ويبدو فريدًا من نوعه ، وربما يكون أقدم منزل في تلك المنطقة. إنه قديم الطراز ، لكنه ملفت للنظر.
يذكر أنه تم تجديد وصيانة هذا المنزل في عام 1918 … وقد تم بناؤه بألواح حديدية مموجة ثقيلة قديمة الطراز قياس 24 (بعرض 26 بوصة وطول 108 بوصات) ومثبتة بمسامير. تم استخراج الأخشاب المستخدمة من شجرة ميليسيا أكسيسا (Milicia Axcelsa ) والمعروفة محليًا باسم Mvule.
وجعلت الأساليب الهيكلية القديمة التي استخدمت في بناء بيت العرب – جعلت منه منزلا فريدًا ومعلمًا في المنطقة
بهذا الصدد أود أن أشارككم بعض العناصر والمقتنيات النفيسة والهياكل القديمة العتيقة الطراز داخل وخارج بيت الفوقي من أواني المياه القديمة جدًا، والأبواب والنوافذ القديمة ، والأرفف ، وأقفال الأبواب والنوافذ المصنوعة من الخشب والصلب القديمة وخزانة مياه الأمطار.
ومعلقة على المدخل الرئيسي للبيت قطعة من الخشب مكتوبة عليها بسم الله الرحمن الرحيم بخط قديم جميل
و تم العثور في هذا البيت القديم على بعض عملات شرق إفريقيا القديمة ، المعروف محليًا في تلك الأيام باسم جيغي جيغي ( Jegejege) الذي كان أصغر قيمة… وبعض العملات المعدنية بها ثقب في الوسط.
وكانت البيت تعج بأنشطة مختلفة ، حيث يجتمع العمانيون باستمرار على القهوة العربية. من المحتمل أن تكون شجرة جوز الهند الموجودة في الفناء هي أطول وأقدم شجرة باقية في المنطقة ، وقد زرعت قبل الخمسينيات من القرن الماضي.
يحتوي المنزل على شرفة أرضية وغرفتي نوم كبيرتين للضيوف. كانت المراحيض العامة في الجزء الخلفي من الفناء. هناك قصص تقول بأنه اعتاد بعض الضيوف الوصول إلى البيت بعد منتصف الليل و كانوا دائمًا ما يجدون طعامًا ومكانًا للنوم ، ويمكنهم البقاء طوال الوقت الذي يرغبون فيه. في حين كان للشرفة الأرضية استخدامات متعددة ، بما في ذلك عقد الاجتماعات وإقامة الاحتفالات ، يمكن للضيوف الاحتفاظ بممتلكاتهم بأمان في غرف الضيوف.
اشتهر العمانيون في أوغندا بممارسة عاداتهم وثقافتهم والحفاظ عليها ، سواء كانت ملابس أو طعامًا أو ضيافة أو تقاليد ثقافية.
وقد قام العمانيون في أوغندا بتشكيل “لجنة الجمعية العربية العمانية” بهدف تقديم الدعم المادي والمعنوي للجالية العمانية التي كانت تعيش في أوغندا. وكانت اللجنة مفيدة للغاية ومعترف بها في أوغندا وكذلك في عمان وزنجبار. مرفق أدناه وثيقة الرابطة العربية العمانية.
وقد أخبرت أن العمانيين اجتمعوا وأنشأوا أول مسجد في منطقة بوجيري … وكان مبنيا من الصفائح الحديدية وذلك في عام 1948.
وكان العمانيون يهتمون عموما بشكل كبير بأفراد جالياتهم … كانوا يشعرون بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض خاصة في تربية أطفالهم على تقاليهم … وبروح جماعية… وقد أصبحوا معروفين بين السكان المحليين الذين التقطوا بعض التقاليد المفيدة وحافظوا عليها ، والعكس صحيح.
خلال احتفالات العيد المبارك، اعتاد العديد من العمانيين والسكان المحليين أن يجتمعوا مع عائلاتهم واحتفلوا بتناول الأرز الحلو المهروس واللحوم ، المعروف محليًا باسم “بوكوبوكو”. ويقول الحارثي إن هذه العادة لا تزال قائمة.
كما ظل العمانيون في أوغندا على اتصال بقراهم وشعبهم في عمان.
وقال الحارثي “إن شيوخ العمانيين اعتادوا على الاستماع إلى إذاعة بي بي سي العربية ثم مناقشتها عندما يجتمعون لتناول القهوة العمانية. وكنا نقف دائمًا لخدمة الشيوخ والاستماع إلى مناقشاتهم. ومع ذلك ، عندما تولى جلالة السلطان الراحل السلطان قابوس السلطة في عام 1970 ، شعر الكثيرون بسعادة غامرة وقرروا العودة إلى عمان “.
تُظهر الصورة الأرز الحلو (بوكوبوكو) خلال العيد.
صورة تظهر التجمع الأخير للناس في بيت الفقي ، بيت العرب خلال إحدى المناسبات.
قصص جانبية للعمانيين في أوغندا
1. ما هي القصة وراء “بيت الفقي” ، المنزل القديم الفريد في منطقة إيغايغا (المعروف محليًا باسم بيت العرب) في أوغندا وبيت أود ….التي تقع في ساحة العافية في منطقة إبراء بسلطنة عمان
المرحوم محمد رشيد السناوي الحارثي هو صاحب البيتين “بيت الفوقي” ، في ايغانغا في أوغندا. وبيت العود في ساحة العافية بإبراء في عمان.
عمر محمد رشود السناوي عماني الأصل عاش في منطقة ساحة العافية ، إبراء في عمان قبل أن يرحل إلى أوغندا.
تقع قرية ساحة العافية في إبرا ، عمان – بالقرب من مسجد ذو القبلتين الشهير (الصورة أدناه للمسجد مع قبلتين) – قبلة تشير إلى المسجد الأقصى والأخرى تشير إلى مكة – والتي أصبحت في النهاية شعارًا مبدعًا لـ ولاية إبراء.
القرية ليست بعيدة عن ثاني أكبر الكثبان الرملية – في البلاد.
كان المرحوم محمد رشيد السناوي الحارثي مجتهدًا ومعروفًا بصدقه ولطفه. وكان دائمًا متعاونًا وتولى القيادة بشجاعة. وحظى باحترام وإعجاب الكثيرين في قريته والقرى المجاورة الأخرى.
مثل غيره من القرويين في عمان ، تولى الزراعة ورعاية الأنعام التي كانت واحدة من الأنشطة الرئيسية آنذاك ، وكانت تعتمد على روح القرية للتعاون والتآزر وأنظمة الري الجيدة الهندسيّة والمعروف بنظام فلاج …. لا يزال من الممكن رؤية هذه المزارع في القرى ذات أنظمة الري القديمة. في تلك الأيام ، كان هناك أيضًا عدد كبير من محلات حياكة الوزرة المحلية ذات النوعية الجيدة بالقرب من القرية – المعروفة في أوغندا باسم بكويي
وقد قرر محمد رشيد السفر إلى أوغندا في عام 1870 – مثل غيره من المسافرين العمانيين – لالحاق بقريبه عمار بن مرشد الذي كان قد استقر بالفعل في أوغندا.
كان عمار بن مرشد قد تزوج في بوغندا وقرر استقرار فيها في أوائل عام 1870. ولكن انتقل بعد ذلك إلى إيغانغا حيث أسس تجارة في الجلود وكذلك عمل في مجال الزراعة.
سافر محمد بن رشيد من عمان إلى سواحل شرق أفريقيا على متن مركب شراعي، ثم سار على الأقدام من مومباسا حتى وصل إلى أوغندا في عام 1885.
وقد تزوج هو الآخر في أوغندا واستقر مع عائلته المكونة من 28 ابنا (9 أولاد و 19 بنات..). ذاعت صيته ولطفه على نطاق واسع في كينيا والكونغو ورواندا وبوروندي وتنزانيا وزنجبار وعمان.
كان محمد رشيد معروف بتجارة الجلود الكبيرة والصغيرة وبالعمل في المحاصيل النقدية ، وكذلك في بيع الكنزوز والبيكوي (الوزرة العمانية) والأدوية والتوابل العمانية.
ولم يكتف بالأعمال الزراعية والتجارية فحسب، ولكن فيما بعد شارك محمد رشيد في أعمال البناء وبنى عددًا من المنازل الجميلة ، و كانت احدى هذه المنازل هي “بيت الفوقي” ، (بيت العرب) في منطقة إيغانغا.
ومع ذلك ، حافظ محمد رشيد ن على صلاته بقريته في إبراء حيث كان يملك بيت العود – أكبر منزل في القرية – الذي كان قد بُني بالحجارة والأسمنت المصنوع محليًا. في تلك الأيام ، كانت البيوت في ساحة العافية تُبنى بجدران طينية سميكة مع أبواب وسقوف مصنوعة من خشب نخيل التمر والأخشاب. لا يزال من الممكن رؤية أنقاض بيت العود في قلب قرية ساحة العافية في إبراء في عمان.
2. تظهر هذه الصورة العربي العماني المرحوم سالم عبد الله الزكواني الذي لعب كرة قدم مع فريق إقليم بوسوجا – الذي فاز بكأس الملك (كاباكا) عام 1949. وكان كأس كاباكا أقوى بطولة وطنية في ذلك الوقت في أوغندا و في شرق إفريقيا…. سالم آلزكواني في أقصى اليمين وكان هداف البطولة. توفي مؤخرا في عمان عن عمر يناهز 95 عاما
من هو محمد ناصر ؟
نشأ محمد ناصر عمار الحارثي في أوغندا قبل أن يعود إلى عمان حيث يعيش حاليًا. رغم تقدمه في العمر والعيش بعيدا، لازالت ذكريات طفولته وخاصة فترة تعلمه المبكر في أوغندا ، – لؤلؤة أفريقيا – طازجة و حية كأنها حدثت بالأمس.
إيمانا منه أنه لابد من مشاطرة العالم هذه الذكريات وتجاربه الجميلة ، وإعرابا عن الامتنان والتقدير للأجداد من أوغندا وعمان وللمجتمع الأوغندي الحنون الذي من بينه تربى وترعرع، أخذ القلم ليسطر هذه الشعور الجياشة… على أمل أن يتم تسجيل هذه العلاقات الإنسانية وتأثيراتها التاريخية المتبادلة بديوان التراث لمنظمة اليونسكو.


بواسطة : admin
 0  0  332
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:13 مساءً الأربعاء 15 مايو 2024.