• ×

(جالدين رمضان) ..الفاطر عذرو معاه ..(من وين أجيب ليهم عذر) ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) يحل شهر رمضان ضيفاً علينا كغيره من الشهور مرة واحدة في العام، وهو شهر تنفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، ورغم أن الله سبحانه وتعالى أعطى للمرضى والمسافرين و(الذين يطيقونه) أي لا يقدرون على صيامه رخصاً للإفطار، إلا أن آخرين ربما يمثلون الأكثرية نجدهم لا يأبهون بالصوم، ويفطرون جهاراً نهاراً وبشكل علني وهم في صحة جيدة ومقيمين فتجد شاباً في مقتبل العمر يفطر عمداً وربما (يلوك لبانة) في الشارع العام.

شعبياً يطلقون عليهم (جالدين رمضان)، وهؤلاء صارت أعدادهم في تزايد مستمر، تتضاعف كل عام، حتى صاروا يمثلون ظاهرة مثار حديث و(ونسة) المجتمع بأسره. وفي هذا الصدد أجرت (اليوم التالي) استطلاعاً لعينة عشوائية من المواطنين لمعرفة رأيهم حول ظاهرة (عدم الصيام بدون أعذار).

ضعف الوازع الديني وعدم التريبة

وصف (بكري عبد الرحيم): الشباب الذين يقدمون على الإفطار في نهار رمضان دون أعذار بغير المسؤولين، قبل أن يستطرد قائلاً: هؤلاء لا يمكن الاعتماد عليهم في أي أمر من أمور الحياة، فمن يعبث بالدين لا يرجى منه نفع لنفسه ولا لأهله ومجتمعه، وعزا (عبدالرحيم) تلك الظاهرة إلى ما أسماه بضعف الوازع الديني لدى الشباب واستخفافهم بالشرائع والعبادات، وانتقد تقصير الأسر في توعية أبنائها بأمور الدين وأحكامة. وختم قائلاً: وإذا تركنا الأمر هكذا، فسوف يتمدد وينشر وحينها على الأمة السلام .

الفاطر عذره معاه

لكن (محمد عماد) مريض بالسكر، قال إنه كان يستمتع الصيام لما فيه من منافع وتدرب على مقاومة الجوع والعطش، ولما فيه من شعور بالمودة وقرب من الناس، وأضاف: أما الآن وبعد أن منعني الأطباء من الصوم جراء مرضي بالسكري فأشعر بالغيرة الشديدة تجاه الصائمين، وأضاف: حاولت جاهدا أكثر من مرة أن أصوم، ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن، لذلك أمقت الذين يفطرون دون أعذار.

واعتبرت (اخلاص التهامي) كل من يفطر دون عذر متملق وغير سوي، ويحتاج إلى من يعيده إلى رشده. وأضافت: رمضان شهر عظيم فكل يوم يمر منه يندم عليه الذين لا يصومونه، ولفتت إخلاص إلى ما اعتبرتها فوائد نفسية، اجتماعية، وصحية، تنشأ عن الصوم.

استغلال الشهر الكريم

أما السيد (صالح أحمد يوسف)، فقال: إن هنالك أناساً يحتالون على الناس باسم الدين ويتخذون من رمضان فرصة لكسب المال فيدخلون البيوت، وبحوزتهم (مستندات مزيفة) يدعون المرض، فينالون المال والطعام، لكنهم ينالون أيضاً إثم الكذب وعدم الصوم. وأكد صالح أن المحليات لها دور كبير في تفشي مثل هذه الظاهرة وسط العاصمة، لأنها ترخص لكل من هب ودب من أجل تحصيل الرسوم من نقاط بيع الطعام. وناشد (صالح) معتمد الخرطوم على الوقف على تلك الظاهره السالبة.

حوش الفاطرين

ابتدر (عبد الله) حديثه بقوله (الله يهدي الفاطرين بدون رخص)، أما أصحاب الأعذار فليس لديهم ذنب. وأضاف: لكن كل (زول) بدون عذر خاصة الشباب الذين يكتظ بهم (حوش الفاطرين)، يلتهمون ما لذ وطاب من أطعمة وأشربة نهار رمضان من يخرجون إلى الشارع ويدعون أنهم صائمون، فهؤلاء (يغشون ويكذبون).

وأرجع (عبد الله) الأمر برمته إلى الجهل بالدين الذي يضر بصاحبة ويقوده إلي الإثم، حيث لا يدري أن الصيام يشفي الكثير من الأمراض، وأشار إلى ما أسماها بـ (حتات) الفطور العام التي يلجأ إليها بعض الشباب للتخفي عن أعين الناس و(اللهط)، بحسب تعبيره.

أما وليد التوم فوصف (حوش الفاطرين) بالظاهرة. وأضاف: تجد (الستارة) في الباب وعينك ما تشوف إلا (الضلام) الناس تأكل في نص النهار بدون أي خجل وتجد شباب في كامل صحتهم، والواحد يقول ليك أنا (عيان). واستطرد: حقيقة الأسره لها دور كبير في تفشي الظاهرة، وكذلك الحكومة التي يجب عليها فرض رقابة علي الأمكنة (المعروفة لدي الجميع، كما أن على رجال الدين أن لا يكلوا ولا يملوا في ترهيب الشباب حتى يثنونهم عن الإفطار في نهار رمضان. وأردف: لكن الناس ذاتها فاضية من متابعة البرامج الفاضية.

فعل الأكل مباشرة

في الحوش الذي ربما يتبع لمدارس كمبوني غرب سينما (كوليزيوم)، هو أكثر ما لفت انتباهنا حيث يحج عديد الشاب صوبه.

دفعنا الفضول إلى دخول ذلك (الحوش) لمشاهدة فعل الأكل نهار رمضان مباشرة، فوجدنا عدداً من الشباب يتحلق حول بائعات الطعام والشاي يمضغون ويحتسون، ويمجون أنفساً حرى من البرنجي والبنسون، ويكورون تحت شفاههم السفلى كُرات التمباك الصاموتي.

المكان يضج بالشباب وكبار السن حتى يخالجك شعور بما تشاهده من مناظر إنك في شهر في ربيع الأول وليس شهر رمضان، سألت أحد بائعي الطعام هل كل هؤلاء أصحاب أعذار فضحك قائلاً: إنت لسه ما (شفت) حاجة معظم الشباب ديل (جالدين) بدون عذر، وأكد لي أن الحوش يمتلئ عن سعته (نص النهار) رغم أن أسعار المأكولات ضعف ما قبل رمضان.

شدة ولضة

إلى ذلك، قالت البائعة (حواء سليمان) إن هؤلاء الشباب ما عيانين وشديدين ولضيضين، ولو كانت عندي كاميرا كان صورتهم ليك، وعينك ما تشوف إلا النور، وكشفت (حواء) أن هنالك شباباً لم يجربوا الصوم يوماً واحداً في حياتهم، ورمضان عندهم مجرد برنامج يبحثون فيه لذة السهر والمرح ودفع الغالي والنفيس في سبيل الهرج والمرج. واستطردت: لكن العيب ليس منهم بل من أهلهم الذين لم يدربوهم عليه في صغرهم، وبالتالي افتقدوا للقدوة الحسنة.



بواسطة : admin
 0  0  1339
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:26 مساءً السبت 18 مايو 2024.