• ×

رئاسة البرلمان السوداني لا تتناسب مع الفاتح عز الدين !!

عبد الباقي الظافر يكتب : (شاغلها ليس بألفة في فصل)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) في تلك الجلسة النائب الجنوبي لم يتوقف حتى لالتقاط الأنفاس..كان يتحدث بغضب ويكثر من الاستدلال بكلمات انجليزية..فيما رئيس البرلمان وقتها الشيخ حسن الترابي أعيته الحيلة في ايقاف الرجل الغاضب..الترابي يطرق على المنضدة منبها النائب المحترم ولكن الرجل لا يأبه لتنبيهات المنصة..ذكر النائب كلمة السلام كمحور جديد في حديثه الطويل *فاذا بالشيخ يرد عليه" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".. بدا النواب يضحكون ولم يجد ذاك النائب غير ان يشارك زملائه الضحك ثم يجلس على مقعده رادا التحية بأحسن منها.

امس الاول كان رئيس المجلس الوطني السوداني يمارس شكل مختلف من الادارة البرلمانية.. فقد جاء في شبكة الشروق الإخبارية ان الدكتور الفاتح عز الدين استشاط غضبا ورئيس كتلة نواب المؤتمر الشعبي يطلب منه احترام اللائحة التي تمنح رؤساء الكتل أفضلية على رؤساء اللجان في الحديث ..لم يجد مولانا الفاتح عزالدين غير ان يطرد زميله النائب المحترم الدكتور اسماعيل حسين قائلا " أتفضل اطلع برة من الجلسة " وقبل ان يلملم النائب أطرافه كان رئيس البرلمان يطلب من حاجب البرلمان ان ينفذ التعليمات بصورة جبرية.

مولانا المنصور وأثناء غضبه فلتت منه عبارات لا تليق بشاغل منصب رفيع..حيث قال لا توجد كتلة في البرلمان سوى كتلة المؤتمر الوطني..حتي حينما حاول زملائه تنبيه لاستخدام لغة مرنة مع الأقلية البرلمانية كان يردد"الرئيس لا يستدرك عليه.. ثم اغلق بذات العنف باب النقاش فيما كانت الجلسة تناقش تعديل قانون الانتخابات .. وقبل إيام كان الفاتح نفسه يوجه رقاع الدعوة لقادة أحزاب المعارضة للمشاركة في مناقشات ذات القانون .

من قبل وحينما تم اختيار الدكتور الفاتح عزالدين لرئاسة البرلمان كتبت في هذه الزاوية ان الرجل يجلس على مقعد لا يناسبه..الدكتور المنصور عرف بالحماس الزائد الذي جعله يقترح حفر ترعة حول ام درمان لحمايتها من الأعداء ووقتها كانت ام درمان لا تجد ماء الشرب *وذات الرجل يشغل منصب المعتمد.

قيادة البرلمان تتطلب مهارات وخبرات فوق العادية ..بل احيانا تتطلب تضحيات..مثلا تولي الدكتور اسماعيل الحاج نائب رئيس مجلس الولايات رئاسة التحكيم في قضية بين شركة جياد ورجل اعمال سوداني بلغت اتعابها المقدرة مليون دولار.. لم يضع الرجل نفسه فوق الشبهات ان اصبحت تلك القضية مثار اهتمام الراي العام او عرضت بشكل او باخر على المجلس الذي يقوده في كثير من الاحيان..الحاج موسى *نسى كل شيء وتذكر وقتها انه محامي يرى دولارات خضراء قد أينعت *وقد حان قطافها..نشرنا تلك القضية ولم يتم مسائلة الرجل في مجلس الولايات او غيره من مؤسسات الضبط في الحزب الحاكم.

في تقديري يخطئ من يظن ان رئاسة البرلمان تعنى ان يمارس شاغلها مهام (ألفة) في فصل ممتليء بالطلاب المشاغبين..هذا المنصب الرفيع يحتاج لشخص لهم إلمام بكافة اللوائح وسبق بحكم خبرته ان عاصر كثيرا من السوابق البرلمانية..بل ان المتطلبات تصل الى حد معرفة طبيعة النواب.. مثل الذي يحب الثرثرة والآخر الذي يحتاج لوقت أكبر في التعبير عن وجهة نظره بسبب نقص في البلاغة او خجل يحيط بالذات في مثل هذه المواقف.

بصراحة نجدد النداء للبحث عن رئيس جديد للهيئة البرلمانية..هذا البرلمان يستحوذ الحزب الحاكم على *الأغلبية فوق المطلقة..عدد المعارضين لا يتجاوز أصابع اليدين رغم هذا يجفف رئيس البرلمان في التعامل معهم بل يضطر لاستخدام الشرطة لطرد النواب من برلمانه.
التيار *


بواسطة : admin
 0  0  1161
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:21 مساءً الجمعة 17 مايو 2024.