• ×

السفير عبد المحمود قبل توجهه الي القاهرة :اوكامبو دمية وفاشل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) ينال الثقة مرة اخرى، كما حصل عليها من قبل في احلك المواقف وفي اكثر المحطات سخونة، عبد المحمود عبد الحليم اختير ليكون سفيرا للسودان في قاهرة المعز ،خبرات تراكمية كبيرة ربما جعلت من الرجل الخيار الانسب لادارة ملف العلاقات السودانية المصرية الذي يمر بأصعب الفترات لدرجة أن الرئيس البشير نفسه قال إن المتبقي من علاقتنا مع مصر هو فقط (شعرة معاوية)، وربما من حسن حظ عبد المحمود أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد كسر الجمود بزيارة الساعتين الاخيرة للخرطوم.

يحدثني سعادة السفير عبد المحمود عبد الحليم الذي التقيت به في حوار قصير بالنادي العائلي بالخرطوم انه من مواليد قرية الأركي عمودية جلاس محلية مروي والده الشيخ عبدالحليم محمود، الذي يعد واحدا من اشهر شيوخ المنطقة.
ويضيف لي السفير انه فك خطوط اللغة وبدأ في حفظ آيات القرآن الكريم في خلوة والده في المنطقة ثم انتقل إلى خلوة اولاد الحاج بالنافعاب وخلوة الحسن محمد خير الاركي وخلوة السيد العجيمي بالبرصة، لم يكن عبد الحليم يريد لابنه فقط تعليم الخلاوي وبمثل ما اراد له نصيبا من الآخرة فيريد لابنه ايضا نصيبا من التعليم الدنيوي، لذا ألحق ابنه عبد المحمود بمدرسة البرصة الصغرى وكورتي الاولية، ثم انتقل الابن عبد المحمود بعد أن اشتد عوده إلى الخرطوم جنوب الوسطى والخرطوم الثانوية الجديدة وجامعة الخرطوم التي تخرج منها بمرتبة الشرف العليا في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد, وعبد المحمود الذي بدأ تعليمه في خلوة والده ها هو يذهب إلى الولايات المتحدة الامريكية لينال درجة الماجستير من جامعة اوهايو متخصصا في العلاقات الدولية، ثم يختم تعليمه بدرجة الدكتوراة في الدراسات الافريقية من جامعة نيو دلهي.
يقول سعادة السفير عبد المحمود الذي تنقل في وزارة الخارجية شرقا وغربا شمالا وجنوبا انه وبعد أن انهى مهمته كمندوب دائم للسودان في الامم المتحدة عاد ليعمل مديرا عاما للعلاقات الثنائية والاقليمية برئاسة الوزارة ويشغل حاليا منصب وكيل وزارة الخارجية بالإنابة وذلك بسبب ظروف الوكيل وهو يعد حقائبه الآن ليذهب إلى مصر سفيرا للسودان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية.
وفوق ذلك كله هو كاتب وشاعر وعضو فخري باتحاد الفنانين وعضو سابق بمجلس ادارة نادي المريخ وعضو الاتحاد العام لكرة القدم لدورتين متتاليتين.

مصالح مشتركة..
التقيت به وهو يتأهب لتسلم مهامه الرسمية بالشقيقة بمصر وتحدثنا حول عدد من القضايا الآنية في الشأن السياسي الداخلي والخارجي..فما كان منه الا وأن استقبل اسئلتي بكل رحابة صبر وطولة بال.
سألته عن مهمته الجديدة في مصر والى اي مدى يستطيع أن يُحدث اختراقا في ظل الظروف الراهنة، هنا يقول لي السفير (ليس هناك من شعبين متجاورين يحملان هذا الارث العظيم من المشتركات الاجتماعية والثقافية مثل السودان ومصر، وليس هناك من بلدين يمكنهما تحقيق حلم جواري مستقر وآمن ومزدهر مثل السودان ومصر, لذلك فإن تفويضي واضح جدا، فهو ترجمة شعار علاقات ازلية وعلاقات تاريخية إلى واقع محسوس يحسه الشعبان في البلدين عن طريق مصالح مشتركة ومشروعات مشتركة وتكامل حقيقي، وجدانيا واقتصاديا واجتماعيا.) انتهى حديث السفير الذي قاله بكل ثقة.

وعلى ذكر الثقة هذه فقد كنت اظن أن محطة عبد المحمود عبد الحليم في نيويورك كانت ستكون المحطة الاخيرة لهذا الدبلوماسي الذي ادار المحطة الساخنة بإجادة حسب تقدير الكثيرين ولم اكن اتوقع أن يمنح محطة اخرى ربما تكون اكثر سخونة في ظل علاقات بين الخرطوم والقاهرة متأرجحة جدا وتمر بمنعطفات كبيرة وتقف في وجهها عدد من السدود وليس (سد النهضة وحده) لذا طرحت عليه سؤال الثقة مرة اخرى، اذ قال لي (هذه الثقة التي منحتها القيادة لشخصي اعتز بها كثيرا وانا فخور بتولي قيادة البعثة السودانية في مصر في هذه الآونة تحديدا وهي فترة محتشدة بالتحديات هنا وهناك, فالامر له مغزى واثر كبير على نفسي وهو يترك مسئوليات مضاعفة وكأنهم وضعوا جبلا على رأسي، ولابد أن اقبل التحدي وقد قبلته من قبل وحزت على ثقة القيادة وانا اتولى قيادة البعثة السودانية في نيويورك وكانت فترة عصيبة حققنا فيها اختراقا كبيرا بحمد الله وتوفيقه ثم توفيق هذا الشعب العظيم لذلك فأنني اقبل على مهمتي في القاهرة بتفاؤل كبير وباحساس حقيقي بأننا يمكن أن نترجم ما نصبو اليه من آمال وتطلعات الى واقع محسوس، واعتقد أن الامكانات موجودة لتحقيق تقدم حقيقي في كافة مسارات البلدين الشقيقين.)

بعد هذه الاجابة التي اعتبرها كافية حاولت أن استرجع مع السفير بدايات عمله في السلك الدبلوماسي ذلك بعد التحاقه بوزارة الخارجية سكرتيرا ثالثا، وتنقله في مختلف ادارات الوزارة.. كيف كانت بداية عمله الدبلوماسي بالخارج.
هنا يتوقف السفير عبد المحمود ويستجمع كل خيوط الايام الخوالي ويقول لي (بعد التنقل في ادارات مختلفة بدأ عملي الدبلوماسي بالبعثة الدائمة لدى الامم المتحدة بنيويورك سكرتيرا اولا ثم مستشارا للسفارة السودانية بالرياض ثم عملت وزيرا مفوضا وسفيرا مناوبا لرئيس البعثة بأديس ابابا ثم سفيرا للسودان لدى الهند وسيرلانكا ومملكة نيبال بعدها جاءت المهمة الاصعب حيث اخترت مندوبا دائما للسودان لدى الامم المتحدة وسفيرا لدى كوبا وجامايكا.

طلبت منه التوقف في بلاد تاج محل وغاندي واولاد خان في السينما وسألته عن تلك الفترة التي قضاها في الهند فكان جوابه حاضرا (في تلك الفترة دخلت الهند كشريك في مشروع البترول السوداني علاوة على مشروعات الطاقة والبنيات الاساسية وقيام رئيس جمهورية الهند ابو بكر زين العابدين عبد الكلام بزيارة السودان كأول زيارة خارجية له بعد انتخابه كما تعززت العلاقات الثقافية التعليمية وشهدت زيارات لفنانين وموسيقيين للهند على نحو غير مسبوق وكذلك الحال في علاقات سيريلانكا مع السودان.)

في نيويورك وكما يتذكر كل الناس المعركة المستمرة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية من جهة وبين السفير عبد المحمود ومدعي المحكمة الجنائية اوكامبو من جهة اخرى حدث ذلك داخل ردهات مقر الامم المتحدة في نيويورك. ويشير السفير في حديثي معه إلى أن فترة قيادته للبعثة الدائمة لدى الامم المتحدة بنيويورك بالفعل شهدت نجاحا لافتا للدبلوماسية السودانية وهي تبطل مفعول القرار 1706 وتحاصر الجنائية ومدعيها، والامر لم يكن بالهين اطلاقا لذا تم وصفها بالفترة العصيبة.
(اوكامبو رجل دمية وجامد يقدم بشكل راتب نفس التقارير وكان يتحاشاني وفي كل مرة ويوسط لي صديقي سفير الارجنتين وهو من وطنه, طالبا ألا نتعامل بقسوة وظل دائم الاعتذار، والدبلوماسي الاعتذاري فاشل).
ويترك عبد المحمود اوكامبو لانها قصة كاملة ويقول (لقد ترأست مجموعة الـ77 والصين كأول رئاسة من نوعها في تاريخ الدبلوماسية السودانية.. تلك المجموعة هي التي قادت مجموعة الدول النامية في مفاوضات تغيير المناخ ومفاوضات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية وغيرها.
السوداني


بواسطة : admin
 0  0  1143
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:45 مساءً الجمعة 17 مايو 2024.