• ×

السودان.. معلومات خطيرة .. التطبيع .. ماذا تريد تل أبيب من الخرطوم؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية:الخرطوم السودان.. معلومات خطيرة .. التطبيع .. ماذا تريد تل أبيب من الخرطوم؟

فتح تطبيع العلاقات بين إسرائيل مع دول عربية شهية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتطبيع العلاقات مع الخرطوم وتمزيق لاءاتها الثلاثة (لا للسلام، لا للتفاوض، لا للتطبيع) بعبارة قائد قوي ومحنك استطاع تحقيق تطبيع مع الدول العربية والخرطوم خاصة دون ان يقدم أي تنازلات يهدد الأمن القومي الإسرائيلي. ويرى الخبراء في العلاقات الدولية ان تطبيع العلاقات مع السودان سيسمح لـ (تل أبيب) بإعادة آلاف السودانيين الذين لجؤوا لـ”إسرائيل”من الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق إلى السودان، والبالغ عددهم (10) الف لاجئ سوداني وهي خطوة ستلقى الكثير من الترحاب وسط الجمهور الإسرائيلي الرافض لوجود هؤلاء اللاجئين في اورشليم لمنافستهم العمل وعدم انتماءهم على الديانة اليهودية.
ويؤكد بعض الخبراء ان نتنياهو كان يراهن في المحافل الدولية بانه سيحدث اختراق في تطبيع العلاقات مع الخرطوم مهما كانت الثمن وخاصة بعد ان كشفت الضربات الأستباقية لمصنع اليرموك بالخرطوم ضعف الدفاعات السودانية، بالاضافة لحادثة ضرب عربة في البحر الأحمر بحجة انها تحمل سلاح لحماس وأمكانية اقامة علاقات مع دول وسط وشرق افريقيا لمكافحة الإرهاب لكن السودان كان يشكل العقبة الكؤود لطموحات إسرائيل في ظل الاعتدال العربي.
وفى ذات السياق يرى الخبير في الدراسات الاستراتيجية دكتور محمد تورشين ان تطبيع العلاقات مع تل أبيب يفتح الاجواء السودانية لإسرائيل لمراقبة حركة الملاحة من باب المندب إلى خليج العقبة وخاصة منطقة البحر الأحمر، وحركة السفن الإيرانية واستبعاد التخلخلة التركي والروسي للسيطرة على المواني الحيوية في البحر الأحمر، وفي المنظومة الأمنية التي كونتها السعودية تحت اسم (مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن).
ويؤكد تورشين ان الصراع العربي الإسرائيلي بعد تطبيع تل أبيب مع الخرطوم سيبلغ مداه الأخير، لان إسرائيل ستوقع مع السودان اتفاقيات فى الجانب الاقتصادي والزراعي والأمني لمساعدة السودان فى القضاء على الإرهاب باستخدام فضاء السودان لعزيز السلم والأمن الدوليين، لذلك استخدمت واشنطن ورقة الابتزاز السياسي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتعويض ضحايا المدمرة كول وسفارتي نيروبي ودار السلام.
في ذات المنوال تطبيع العلاقات مع إسرائيل سيؤدي إلى شرخ في المجتمع السوداني وينقسم المجتمع إلى ثلاث تيارات التيار الأول يرفض مبدأ التطبيع بحجة المبادئ سواء كانوا اسلاميين اويسارين، والتيار الثاني المؤيدين للتطبيع بدون تردد وحجتهم الاستفادة من المصالح الوطنية ومصالحهم الشخصية والتيار الثالث وهم التيار الصامت ويرى ان الاحزاب السياسية والجماعات الدينية تستخدم العاطفة والشعارات لممارسة ضغوطات على حكومة الثورة وهم ضد ذلك الابتزاز بالرغم من هشاشة الوضع الراهن في البلاد، وتعاني أطراف البلاد من عدم الاستقرار نتيجة الصراعات القبلية المتكررة، كما تشهد البلاد مصاعب اقتصادية كبيرة كشح السيولة والتضخم المتواصل وتداعيات جائحة كورونا.
وأجمع الخبراء ان تزامن رغبة الشعب السوداني لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب للحصول على قروض من المؤسسات الدولية وفتح الباب أمامه للعودة إلى النظام المصرفي العالمي ودخول الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد لكن المثل العربي بقول مافي دخان بلا نار، التطبيع حتماً سيزيد تعقيد العلاقة بين مكونات العملية السياسية في السودان وبين جناحي السلطة الانتقالية المدنيين والعسكريين.
ويرى المراقبون ان ملف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والخرطوم وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب أكد للامريكان بما لا يضع مجالاً للشك ان الجناح العسكري في السلطة، الموصوف بالقرب من المحور السعودي الإماراتي، فتح قنوات التطبيع الرسمية بدون استحياء وبقوة لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني وتحقيق المصالح العليا للشعب وليست مصالح الأحزاب السياسية.
واشار الخبير تورشين إلى ان هنالك اصوات ومبادرات شعبية لاحت في الأفق تنادي بالتطبيع الثقافي للأستفادة من التراث الحضاري والاسلامي والمعماري والهندسي من خلال تبادل الزيارات إلى بيت المقدس واورشليم مهبط الديانات اليهودية واستكشاف الحقب التاريخية ودراسات علم الاجتماع والتيارات الثقافية بين المجتمعات.
وتحاول إسرائيل بعد ان نالت ود حكومة حمدوك وعبور الطيران الإسرائيلي فوق الأجواء السودانية واعلنت الصحافة السودانية ان السودان يستلم يومياً مليون دولار في الخزينة فهل ستوقع إسرائيل خلال الأيام القادمة اتفاقيات في الجانب الثقافي مع حكومة حمدوك بالرغم من رفض العديد من مكونات المجتمع السودان لعملية التطبيع .
وهل يستطيع الشعب السوداني بعد التطبيع مع تل ابيب المحافظة على التراث الثقافي للمجتمعات المحلية؟ والقيم والمعتقدات المكتسبة من الدين الاسلامي في ظل استهداف إسرائيل بشكل متعمد للثقافة السودانية كجزء من سياسة التطهير العرقي الذي تمارسه ضد الشعب الفسطينى وخاصة هنالك العديد من الاحزاب السياسية اعلنت رفضها للتطبيع مع تل ابيب، بل هدد البعض منها بإعلان الجهاد حال تمت التطبيع مع نتنياهو.
وهل يصبر الشعب السوداني علي تدمير بعض الكتب التي تحمل الثراث الثقافي من قبل إسرائيل كما تم في وقت سابق حرق عشرات آلاف من الكتب الفلسطينية عندما اختارت جامعة الدول العربية واليونسكو مدينة القدس كعاصمة للثقافة العربية وقامت شرطة الاحتلال بتفكيك التجمعات الثقافية فى مختلف الأماكن في القدس الشرقية المحتلة.
ويؤكد العديد من التيارات الاسلامية في السودان ان تطبيع العلاقات بين ابوظبي وتل أبيب فتحت شهية بنيامين نتنياهو لتطبيع العلاقات مع الخرطوم وتمزيق لاءات الخرطوم الثلاثة ( لا للسلام ،لا للتفاوض لا للتطبيع) بأعتباره قائد قوي ومحنك استطاع تحقيق تطبيع مع الدول العربية عامة والخرطوم خاصة دون ان يقدم أي تنازلات تهدد الأمن القومي الإسرائيلي.
واعرب بعض الخبراء عن مخاوفهم بان يستخدم نتنياهو اللاجئيين السودانيين في اورشليم كمخلب قط فى زراعة شبكة من الجواسيس فى السودان بالتنسيق مع دول الجوار وبذلك تكون سماء السودان والثقافة السودانية في اختراق من كل مؤسسات الدولة من خلال خلخلة المجتمع السوداني والحكومة القادمة.
وما أشار له الخبراء يؤكده تصريحات نتنياهو الذي كان يراهن في المحافل الدولية إلى انه سيحدث اختراق في تطبيع العلاقات مع الخرطوم مهما كان الثمن وخاصة بعد ان كشفت الضربات الأستباقية لمصنع اليرموك في الخرطوم مدى الضعف في الدفاعات الارضية، في ظل الاعتدال العربي.


بواسطة : admin
 0  0  598
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:10 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.