• ×

طلاقات (آخر العمر) المباغتة ..طبيعية ام مصنوعة ؟؟!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) (طلقني بعد ثلاثين عاماً من الزواج).. بهذه العبارة ابتدرت (س) قصتها التي روتها ما بين دمعة حزن وتنهيدة ذهول، صمتتْ لدقائق قبل أن تضيف: (لم أكن أتوقع أن يفعل ذلك.. ليس لأنه يحبني.. ولكن لأن بيني وبينه عشرة وذكريات وحكايات كنت أظن أنها تشكل لي وله حصانة من الوقوع في براثن أمر كهذا).. أرسلت بصرها للسماء لدقائق أخرى قبل أن تختتم حديثها وهي ترسم على شفتيها اليابستين ابتسامة ساخرة: (كان علي أن أتوقع أن يتم سحب تلك الحصانة مني في أي لحظة).
تجديد حياة:
وقصة (س) تجاورها في الحكي والسرد والإثبات، الكثير من القصص الأخرى لطلاقات ما يعرف بـ(آخر العمر) تلك الطلاقات المباغتة والمفاجئة للكثيرين، خصوصاً إن مرت على وقائع الزواج سنوات طويلة، وعن هذا تقول الأستاذة مني الفاتح المعلمة بالمرحلة الثانوية: (أظن أن هذا النوع من الطلاق مصنوع في الغالبية العظمى.. فالزوج بعد سنوات طويلة من العشرة لا يهون عليه إطلاقاً الإقدام على مثل هذه الخطوة)، وتصمت منى قبل أن تواصل: (إذا حدث هذا الأمر لزوجة.. أظن أن له علاقة كبيرة برغبة الزوج في تجديد حياته مع أخرى ليس إلا).
الملل القاتل:
(الملل القاتل يمكن أن يكون دافعاً).. هكذا ابتدر (أ.م) مدير شركة خاصة حديثه لـ(فلاشات) قبل أن يزيد: (أظن أن عامل الملل يمكن أن يصيب العلاقة الزوجية بالانهيار ولو تعدى على الزواج دهور ودهور)، ويضيف: (أنا شخصياً ربما أقدم على مثل هذه الخطوة إن رفضت زوجتي استقبال خبر زواجي الجديد.. ففي هذه الحالة لن أجد أي مناص من الطلاق)، ويختتم: (طلاق آخر العمر بصراحة شيء مؤسف.. ولكن الأكثر أسفاً أن أظل حبيساً للملل مع زوجتي).
أهرام مقلوبة:
حول الموضوع يعلق الدكتور كامل الفراج اختصاصي علم النفس -خلال تحقيق نشرته صحيفة القبس الكويتية قبيل سنوات- قال خلاله إذا مرت الحياة الزوجية في أول أربع سنوات وتعدت هذه المرحلة الخطرة، فإن الزواج يمر بسلام حيث تزيد نسبة الطلاق في هذه المرحلة، أما إذا حدث الطلاق بعد عمر متأخر فإن أسبابه تتركز في حدوث الطلاق الوجداني قبله، إذ إن الزوجين في الواقع منفصلان وجدانيا من قبل حدوث الطلاق، ولكل منهما حياته الخاصة لعدم وجود خواص مشتركة بينهما كالمودة والرحمة ولا توجد أساسيات لهذا الزواج، وغالبا ما يكون استمرار مثل هذه الزواجات طوال هذه الفترة للأسباب التالية: (امتلاك البيت، أو وجود مصالح اقتصادية، أو انتظار اكتمال عمر الأولاد وتخرجهم وخروجهم أيضا من البيت)، فالطلاق المتأخر لا يسبب مشكلات نفسية للأولاد، ولهذا يؤثر الزوجان البقاء معا، ويواصل الفراج: (الطلاق هنا حل يُشعر الزوجين اللذين كبرا بالراحة لعدم الاتفاق الأبدي، وأنا أشبه العلاقة الزوجية هذه بالهرمين المقلوبين فلا بد أن يكون هرم المنفعة أكبر من الألم حتى يستمر الزواج، أما إذا كان العكس فلا يمكن أن يستمر، وعقليا يجب أن يحدث الانفصال، فالزواج إذا نجح يجعل من الإنسان أسعد إنسان في الحياة والعكس صحيح، لأن الزواج هو القاعدة التي ينطلق الإنسان منها للحياة، فإذا كان مرتبكا لا يمكن أن يشعر بالسعادة تجاه كل ما حوله (في العمل وتجارته وحتى في سلامته العقلية)، وهنا يعتبر الطلاق حلا جيداً).
السوداني


بواسطة : admin
 0  0  920
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:05 صباحًا الخميس 9 مايو 2024.