اوامر قبض بالجملة في مواجهة مدير التلفزيون السوداني

 مازالت أزمة التلفزيون تراوح مكانها بعد ان أصبح تأخر المرتبات الذي يقود إلى تذمر العاملين أمر طبيعى يحدث مع نهاية كل شهر داخل حوش التلفزيون القومي، وبالأمس القريب تظاهر العاملون بالتلفزيون بعد أن تكرر الأمر ذاته معهم وهم يكابدون احتياجات المدارس وشهر رمضان المعظم الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى فلم يجدوا أمامهم خياراًً سوى التلويح بالاعتصام، وقبل ذلك اقتحام الجلسة الختامية لمؤتمر قضايا الإعلام لتظل أزمة التلفزيون القومي عصية الحل رغم الأموال الطائلة التي تضخ في خزينة التلفزيون من خزينة الدولة .
أمر قبض لمدير التلفزيون
لم يكن يعلم موظف الحسابات بالتلفزيون القومي أن المبلغ الذي تسلمه من بنك السودان وهو عبارة عن ثلاثة مليارات جنيه لن يدخل خزينة التلفزيون القومي الذي يعاني من مشاكل مالية عبارة عن دائنين واستحقاقات مالية اخرى، فالموظف بعد أن وصل (كبري الخرطوم أم درمان) أي تفصله مسافة قصيرة من مباني الهيئة القومية هاتفه البنك طالبين منه العودة نسبة لخطأ ليتم مصادرة المبلغ منه، نسبة لرفع المحامي ساطع الحاج قضية تجاه المدير القومي بعد أن أوكله أربعين موظفاً فصلهم محمد حاتم دون إبداء أيِّ أسباب ومن ثم حصلوا على حكم محكمة، وقد أشار الأُستاذ ساطع الحاج في حديثه لـ"الأهرام اليوم" أن بحوزتهم خمسة أوامر قبض لمحمد حاتم سليمان الذي بات يتهرب حتى لايتم القاء القبض عليه، مؤكداً مواصلته للقضية إلى أن يأتي لهم باستحقاتهم التي بطرفه.. فتح بلاغات ضد مدير التلفزيون القومي حاتم سليمان يكشف حقيقة الوضع المذري الذي يعيش فيه تلفزيون جمهورية السودان مع العلم أن حاتم سليمان ظلَّ جالساً على كرسي التلفزيون لسنوات طوال فشلت كل الاعاصير في زحزحته من كرسي ادارة الشاشة البلورية القومية .
قرار رئيس الجمهورية
مؤتمر قضايا الإعلام الذي يختتم فعالياته اليوم، يرى العاملون بالتلفزيون القومي أنه أهمل قضاياهم ولم يسعَ إلى حلحلتها بالرغم من أن مدير الهيئة القومية للتلفزيون قدَّم ورقة في المؤتمر تحدث فيها عن مشاكلهم، كما تطرق حاتم إلى أن قرار رئيس الجمهورية منذ العام 1990م الخاص بتحسين بيئة العمل بالإضافة إلى صرف البدلات طبقاً للقانون المجاز الذي حتى هذه اللحظة يعتبر (حبر على ورق).
معاناة متكررة:
بالأمس طفقنا نبحث عن من يدلي لنا بدلوه من العاملين بالتلفزيون القومي الذين تجمعوا وأعلنوا عن رفضهم للسياسات التي يمارسها محمد حاتم سليمان ضدهم حيث تحدث "للأهرام اليوم" الأُستاذ عبدالعزيز زين الدين وهو يعمل محرر بأحد الأقسام بالتلفزيون، حيث تحدث قائلاً مشاكلنا متجزرة وأصبحت معروفة للرأي العام، فنحن نعاني أولاً من بيئة عمل متردية للغاية، بالإضافة الى معاناتنا المتكررة من صرف استحقاقاتتنا المادية من مرتبات وبدلات، ومضى عبدالعزيز بالقول قد لايعلم كثيرون أن التلفزيون القومي يعاني من مشاكل مالية وديون، لذلك ما أن تنزل المرتبات فى حسابه الخاص هناك جهات تقوم بحجزها.. ولكن محمد حاتم سليمان بعلاقاته الخاصة يقوم بصرفها قبل أن تعلم تلك الجهات، وهذه المشاكل تعتبر خصماً علينا كموظفين وبالتالي لا نحصل على الفروقات والبدائل.
تلويح بالإضراب:
خاطبت نقابة العاملين بالتلفزيون القومي أمس جموع المحتجين، وتحدث نيابة عنهم مصدق حسن رئيس النقابة قائلاً :إنهم أمهلوا الإدارة (24) ساعة وفي حال عجزهم عن حل المشكلة سيقومون بإعلان موقفهم تجاه ما يحدث.. ولكن يتفق العاملون على أن النقابة مايحدث على مرأى ومسمع منها.. ولكن في الوقت ذاته لا تتحرك من تلقاء نفسها إلا بعد أن يتخذ الموظفون خطوة ما سواء كانت احتجاجا أو اعتصاما، ولاحقت "الأهرام اليوم "مدير النقابة حتى الانتهاء من كتابة هذا التقرير إلاَّ أن هاتفه ظلّ مغلقاً.
اقتحام الجلسة الختامية
من المقترحات التي قُدمت لحل مشكلة أزمة التلفزيون المتطاولة هو أن يتجه العاملون اليوم إلى المقر الذي يعقد به مؤتمر قضايا الإعلام واقتحامه والحديث عن مشاكلهم، خاصة وأن نائب الرئيس سيقوم بمخاطبة الجلسة الختامية، وعلى حد تعبير بعضهم قد تحدث المعجزة ويستجيب نائب الرئيس لهم ومن ثم تحل مشاكلهم المالية.
حديث غاضب
غادة ضمرة بالرغم من المضايقات التي تعرضت لها قبل سنتين عندما تحدث "للأهرام اليوم "عن الأزمة ذاتها إلاّ أنها تحدثت لنا مرة أخرى بحسرة عن الأوضاع التي يعاني منها التلفزيون القومي، وغادة التي كانت تعمل بالمكتبة الصوتية التي تضم إرث وتاريخ الشعب السوداني والتي تم الاستعانة برجل أعمال سوداني ليتكفل ببنائها وبالتالي سلم محمد حاتم لذلك المستثمر المكتبة القومية التي حفظت تاريخ هذا الشعب لسنوات خاصة وأن رجل الأعمال يعد العدة لاطلاق قناة خاصة به، ومضت غادة بالقول اليوم الاربعاء سنقوم بتنفيذ وقفة احتجاجية وحريصين أن يصل صوتنا إلى الجالسين في مؤتمر قضايا الإعلام الذي يعقد، وواجهة الإعلام الناطقة باسم الدولة يمر العاملون فيها بظروف اقتصادية صعبة وعدم اهتمام من المدير العام للهيئة الذي يريد أن يكمم الافواه حتى لاتتحدث عما يدور في الحوش، لذلك عندما تصدينا له قبل عامين أنا وعدد من الزملاء قام بنقلنا من إدراتنا وأبعدنا لاعتقاده أن ذلك سيصرفنا عن قضيتنا الأساسيّة وهي المطالبة بحقوقنا، وقبل ذلك تحسين بيئة العمل.
وحدات مونتاج معطلة
ايمان أبوالقاسم موظفة بإدارة البرامج تحدثت لـ(الأهرام اليوم) أولاً عن بيئة العمل التي تعاني من تردٍ كبير، بالإضافة إلى الأجهزة المتهالكة التي أصبحت من مونتاج أيّ برنامج أمراً عصياً للغاية، فهناك وحدتان فقط تعملان فاليوم تتعطل واحدة وغداً تعمل الاخرى وهكذا دون أن تسعى إدارة التلفزيون إلى حل هذه المشكلة، وأضافت ايمان لكم أن تتخليوا أن احد الأجهزة ابتلع شريطاً يضم فيلماً عن معهد النور كنت سأشارك به في احدى المهرجانات، بالإضافة إلى أن التلفزيون أصبح غير قادر على إعادة البرامج نسبة لعدم توفر الاشرطة، أما أمر المرتبات فتلك قصة مسلسل تركي لا نهاية لها.
ألف يورو للصين
الجدير بالذكر أن مدير الهيئة القومية للتلفزيون محمد حاتم سليمان عاد من الصين قبل يوم أو أكثر وعلمت (الأهرام اليوم) من مصادرها الخاصة أن سليمان غادر إلى الصين وبحوزته ألف يورو وتساوي بالدولار وفقاً للمصدر ألف دولار، لذلك يرى مراقبون أن هذا المبلغ كان كفيل بحل جزء كبير من مشاكل التلفزيون القومي المالية.