• ×

يوسف السندي يكتب و إبتسم الشهيد احمد الخير في عليائه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية/ الخرطوم/ في تاريخ السودان لم تحدث جريمة بشعة و مؤلمة كجريمة اغتيال الشهيد احمد الخير ، جريمة شارك عشرات المجرمين فيها بقتل مواطن أعزل خرج للشارع يطالب بالحرية و العدالة ، لذلك فإن صدور الحكم بإعدام الجناة مثل انتصارا عظيما للعدالة و قصاصا عادلا في حق الشهيد .

الحكم الصادر اليوم فضح الكثيرين و أولهم مدير شرطة كسلا الذي ظهر على شاشة التلفزيون القومي مباشرة بعد حادثة استشهاد الاستاذ و هو يؤكد أن الأستاذ أحمد الخير مات مسموما !! ماذا تراه يقول اليوم ؟ لا اتوقع ان يخرج ببيان اعتذار فالذين تعودوا على حماية مناصبهم بالبيانات الكاذبة الملفقة لا يملكون شجاعة مواجهة الحقائق .

كذلك يفضح الحكم الصادر اليوم ذاك الطبيب الكوز الذي عاين جثة الشهيد و كتب في أورنيك ٨ ان الشهيد ربما مات مسموما ، و ليته اكتفى بهذا التقرير ، بل خرج هذا البائس وقتها على الملا في صفحة SMH على الفيس بوك ليقول للجميع انه كتب ما رآه و ان ضميره راضي !!! لا أدري ربما ابتلعته الأرض الآن او حمل بقجته و هام في الوديان ، فهذا الطبيب يمثل عارا على مهنة الطب و قذارة نتنة على شرف الكوت الأبيض ، بينما الأطباء الشرفاء قدموا ملاحما خالدة في ثورة ديسمبر يتقدمها استشهاد دكتور بابكر أثناء محاولته إنقاذ مصاب في مظاهرة من بين براثن الأمنجية، كما قدموا الشهيد طالب الطب محجوب التاج الذي استشهد دفاعا عن زميلاته من اعتداء القتلة و السفهاء الأمنجية . و كلا القضيتان مفتوحتان و سينال القتلة عقابهما كما ناله قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير .

مواطني خشم القربة وقفوا مع أسرة الشهيد و مع قضية الشهيد بقوة جسدت تلاحم أبناء الوطن خلف العدالة و القصاص، و في ذلك نذكر رفيق الشهيد في رحلة الاعتقال و التعذيب المناضل عبدالله سعدوك ، و هو مناضل قديم قاتل الكيزان ضمن قوات جيش الامة للتحرير التي كانت ضمن قوات التجمع الوطني الديمقراطي، و واصل النضال في هذه الثورة و اعتقل مع الشهيد ، و كان شاهدا على اللحظات الأخيرة لاستشهاده ، و قد نال سعدوك حظه من التعذيب الرهيب حتى تضررت كليتيه و ظل يتلقى العلاجات لزمن طويل في المستشفيات ، اليوم فقط سينام سعدوك ملء العين و يتنفس بحرية و كرامة .

استشهاد الأستاذ أحمد الخير بهذه الطريقة المأساوية هز ضمير كل الأمة السودانية و بالتحديد قبيلة المعلمين و حشود الطلبة في كل أنحاء السودان، فشهدنا خلال تلك الفترة تأبينات متعددة للشهيد في رياض الأطفال و في المدارس الحكومية و الخاصة و حتى في المدارس الإنجليزية الخاصة ، كما ظلت صورة الشهيد احمد الخير حاضرة بنقاءها في كل مجال ثوري يجللها الثوار بالهتاف ( الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية ) .

اسوا ما حدث لقضية الشهيد احمد الخير هو المتاجرة الرخيصة بصورته من قبل حزب المؤتمر الشعبي في اجتماع شوري الحزب و التي أقيمت في صالة قرطبة ، فالجميع يعلم بأن حزب المؤتمر الشعبي كان مشاركا للنظام حتى لحظة سقوطه، و بالتالي هو شريك أصيل للنظام في كل جرائمه التي ارتكبها خلال ثورة ديسمبر و من ضمنها اغتيال الشهيد احمد الخير ، و حين طالب الكثيرون هذا الحزب بالخروج من السلطة و الانحياز للثورة قالت لهم قيادته ان هذه السفينة سفينتنا فإذا غرقت فسنغرق معها ، و غرقوا معها بالفعل ، و حين انتصرت الثورة جاءوا ليتمسحوا بدماء الشهداء و يبكوا عليهم بدموع التماسيح فوضعوا صورة الشهيد احمد الخير على لافتة الاجتماع في صورة إستفزت مشاعر ملايين السودانيين الذين ثاروا و عذبوا و ضحوا بالغالي و النفيس لأكثر من خمسة شهور و قدموا مئات الشهداء و آلاف الجرحى و المعتقلين في الوقت الذي كان فيه المؤتمر الشعبي حليف للمخلوع و شريك في السلطة ، لذلك لم يحتمل الثوار هذا الاستفزاز فافرغوا غضبهم في ذلك الاجتماع و احالوا نعيم صالة قرطبة عليهم جحيما ، و ارسلوا رسالة بليغة لهذا الحزب لن ينساها إلى الأبد بأن من يقتل الشهداء ليس مسموحا له أن يتاجر بصورهم .

أسدل الستار على هذه القضية و نال القتلة الحكم الذي يستحقون ، إبتسم أخيرا الشهيد احمد الخير في عليائه ، بردت نار حشا أسرة الشهيد ، إكتسب القضاء السوداني ثقة كان يفتقدها ، و شعر الثوار في الطرقات لأول مرة انها ( سقطت صاح ) و أن( دم الشهيد ما راح ) ، و هذا يقوي العزم من أجل مواصلة المحاسبة في قضايا قتل المتظاهرين جميعا و القصاص من كل القتلة فردا فردا كبيرهم و صغيرهم ، ليرتاح ضمير الامة و تقر أعين امهات الشهداء و تخفق فوق بلادنا رايات العدالة و حكم القانون .

sondy25@gmail.com


بواسطة : admin
 0  0  871
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:49 مساءً الجمعة 10 مايو 2024.