ارملة محمود عبد العزيز تعيش بـ (اربعة كلي) وتعلن عدم ممانعتها عن التبرع

الخرطوم ـ (السودانية ) دائماً ما نجد في الحياة أشياء غريبة تلفت انتباهنا فنستعجب منها قبل أن نحمد الخالق ونشكره على قدرته التي تتجلى في خلق عباده. وقبيل أيام اكتشف الأطباء حياة أرملة الفنان الراحل محمود عبد العزيز بـ(4) كلى، ذلك الخبر الذي نشرته (السوداني) على صفحتها الأولى، قبل أن تحزم (فلاشات) أوراقها وأقلامها وتجلس إلى هبة صلاح، لتحدثها عن هذا الأمر، إلى جانب محاور أخرى عن حياتها الخاصة بالراحل محمود عبد العزيز.
*بداية حدثينا عن تفاصيل القصة منذ البداية؟
أنا عايشة حياتي بصورة طبيعة وما شعرت يوم بأي ألم جسدي أو شعرت بأن هنالك شيئا غير طبيعي أعاني منه، وحتى عند ذهابي للطبيب كان الغرض إجراء فحوصات روتينية، لكني تفاجأت بعد الفحص الأول بالطبيب يطلب مني إجراء فحص ثانٍ وبصورة أكثر دقة، فسألته: (ليه انت شاكي في حاجة)؟.. فقال لي: (نعم هنالك جسم غير طبيعي في الصورة)، وفعلاً قمت مرة ثانية بإجراء الفحص، وبعد ظهور النتيجة أكد لي الطبيب أني أعيش بأربع كلى.
*ماذا كانت ردة فعلك بعد النتيجة؟
طبعا اندهشت وما صدقت أبداً، وهذا هو نفس السبب الذي جعلني أعيد الفحوصات في مراكز طبية خاصة لأتأكد، وبالفعل وجدت الموضوع صحيحاً 100%.
*ماذا كان رأي الطبيب في حالتك الصحية.. هل ألمح لحاجتك لاستئصال الكلي الزائدة أم أن الأمر طبيعي؟
إلى الآن الأمر لا يحمل أي خطورة وطبيعي، وأنا الحمد لله بصحة جيدة.
*ما هو أول شيء فكرتِ به بعد حديث الطبيب الإيجابي؟
طبعاً حمدت الله علي كل شيء واعتبرتها نعمة منحني إياها الله سبحانه وتعالى.
*ألم تفكري في التبرع بكلية لشخص مريض بالفشل الكلوي؟
أجابت سريعاً: (بالتأكيد فكرت.. وما حأتوقف لحظة واحدة ما دام هناك شخص مريض وفي حاجة لي كلية حأتبرع ليهو طوالي).
*لوجه الله.. أم بمقابل مادي؟
طبعاً لوجه الله (لا قرش ولا تعريفة).. الزول بيفتش لعمل الخير عشان يكسب أجر وحسنات فما بالك تجي لحدي عندي أكيد ما حأضيع فرصة الأجر.
على هامش الحوار:
في هذا الجانب كان لا بد لنا من استصحاب وجهة نظر الأطباء المختصين حول هذا الموضوع، فكان أن تحدث إلينا د.إمام اختصاصي الباطنية بمستشفى ابن سينا قائلاً: (التحليل العلمي لوجود الكلي الزائدة هو في الأصل عملية انشطار عادية أو أشياء تخلقية ووجودها لا يؤثر على الجسم لأن الكلى وظيفتها فلترة المواد السامة في الدم، بمعنى أن الأمر لا يضر بقدر ما يفيد، ولكن نحن في السودان عادة ما نكتشف الأشياء الغريبة لدينا في وقت متأخر على عكس دول العالم المتحضر، لذلك عندما يحدث مثل هذا الأمر نصاب بدهشة نسبة لعدم إجراء الفحوصات الروتينية لكل أجزاء الجسم الداخلية من أشعة مقطعية وغيرها)، وأضاف: (بإمكان السيدة هبة أرملة الفنان محمود عبد العزيز أن تعيش حياتها طبيعية، ويمكنها أن تتبرع بكليتيْها الاثنتيْن متى ما أرادت، ما دامت الكلى بأحجامها الطبيعية وتؤدي وظائفها على أكمل وجه)، مناشداً في الوقت نفسه الجميع ضرورة إجراء الكشف الروتيني العام لكل وظائف الجسم.
محاسن احمد عبد الله ـ السوداني