• ×

اسماء جمعة تكتب : وسقطت الشجرة الملعونة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية/ الخرطوم/ دائماً كنت أؤمن إن هناك ثورة عظيمة ستحدث وتقتلع نظام عصابة الإنقاذ الشريرة المتدثرة برداء الدين وهي عارية من الأخلاق والقيم، وأعتقد أن الكثيرين كانوا يشاركونني نفس الاحساس، رغم أن العصابة ظلت تستهين بالشعب وتغمض عينيها عن الحقائق وتتخيل واقعاً غير موجود تعكسه للشعب وتصر أن يصدقه كما تفعل هي، ولكنه كان دائم الرفض والصبر.

حقيقة لا أدري لماذا وكيف قضت عصابة الإنقاذ في السلطة 30 سنة؟ ولكن تلك حكمة يعلمها الله و امتحان حقيقي كشف فيه الحركة الإسلامية على حقيقتها، وعرَّاها أمام الشعب الذي أخذ ما يكفي من دروس وعبر حتى يقفل أمامها أبواب العودة إلى السلطة، فما فعلته استحق غضب الله عليها وغضب الشعب، وحقيقة كان العام 2018 عاماً استثنائياً بسبب عملية الاستدراج المحكمة التي هيأها الله لتلك العصابة الفاجرة، هذا إضافة إلى إحاس الثورة الذي كان يسري في الشعب بسرعة، وحقيقة كنت على يقين أن موعد الثورة قد حان.

في مثل هذا اليوم من العام الماضي 17 ديسمبر، كتبت في هذه الزاوية تحت عنوان (ستقع الشجرة الملعونة) مقالاً أعلنت فيه عن قيام الثورة رداً على حديث القيادي بالمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية علي عثمان محمد طه الذي سخر من المُراهنين على سقوط الحكومة وقال إنّ هناك جهات تتآمر لاقتلاع شجرتهم من جُذُورها وأنّ الذين يريدون أن يهزوها لا يعرفونها ولم يعرفوا رجالها ولا حجمها ولا وزنها، وإن حزبه أصبح في تلك اللحظة أكثر اقتحاماً للمصائب، وأنهم لن يبيعوا مبادئهم.

تحدثت في ردي عن كل سيئات الإنقاذ التي جعلت الثورة أمراً واقعاً ولم يعد يقف أمامها شيء وإن العد التنازلي قد بدأ، وقلت في ختام حديثي نصاً، لقد حَانَ وقت سقوط الشجرة الملعونة ولن يفيد السيد علي عثمان التبرير والإنكار والاسقاط، وهي لن تحتاج إلى أحد ليقتلعها فهي ستسقط لوحدها، لأنّ جُذُورها الفاسدة تَعَفّنَت ولم تعد تستطع حملها، هي مسألة وقت فقط..!! وفعلاً بعد 72 ساعة فقط بدأ الشعب يهز الشجرة الملعونة وبدأت تتهاوى، وبعد أربعة أشهر سقطت.

رغم كل ما كانت تحمل من ثمار شيطاني، ورغم العدد الكبير من الجنود الأقوياء قساة القلب الذين كانوا يدافعون عنها كما يدافع الشيطان عن الباطل.

إقتلع الشعب الشجرة الملعونة من جذورها، ولكنها ما زالت تشكل للشعب أزمة أخرى رغم مرور عام كامل على سقوطها، فأنقاضها ما زالت موجودة حتى هذه اللحظة لم تزح عن الشوارع والطرقات تتسبب في إيذاء الناس، وما زالت السموم التي خلفتها في تربة الوطن باقية لا تسمح للبذور الصالحة بالنمو، وما زالت نفاياتها تتسبب في زيادة تلويث البيئة الملوثة أصلاً بعمايل زارعيها ورعاتها وحماتها .

وعليه فالوطن الآن يحتاج إلى عملية إصحاح بيئة واسعة وعميقة وطويلة الأمد وتطهير للتربة، ويحتاج إلى نفرة قومية يشارك فيها الجميع لتنظيف أرض السودان من آثار تلك الشجرة ليزرع مكانها شجرة الثورة والحرية والسلام والعدالة التي لا تثمر غير الحب والسلام والخير والنماء ولتبقى في حراسة الشعب.

التيار


بواسطة : admin
 0  0  668
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:56 مساءً الجمعة 10 مايو 2024.