صباح محمد الحسن تكتب : سعر الكوز بالجنيه !!

السودانية/ الخرطوم/ لاشك أن حديث عضو المكتب السياسي بحزب المؤتمر السوداني نور الدين بابكر عن رصد لجان الميدان في قوى الحرية والتغيير مجموعات من منسوبي المؤتمر الوطني المحلول تم ترحيلها من الولايات، بجانب أشخاص تم تخصيص مساكن لهم في مناطق متفرقة بالخرطوم وتم ترحيلهم للمشاركة في مسيرة الزحف الأخضر، حديثاً يجتر في ذاكرة القارئ ان لاشىء حقيقي يملكه الكيزان غير (حق الناس) كل شئ مزيف ومصنوع بعناية.
ويتفق القارئ مع رأي بابكر أن النظام السابق مازال يفكر بذات الطريقة القديمة التي كان يسير بها الناس عند استقبالهم لرئيسهم المخلوع عمر البشير، ووصف بابكر جمهور الزحف الأخضر بالمبيوع لأنه لايملك إرادة وأردف: المشاركون في مسيرة الوطني المحلول تم شراءهم، لافتاً إلى أن تلك المسيرة لم يكن لها هدف ولا رسالة، وقطع بأن المسيرة أثرها قليل ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تعاملت معها بحكمة وذكاء كبيرين.
وبما انه قد يخرج علينا واحد (متفلسف ) ببرود سخيف ويقول لك ان الترحيل والسكن أمراً عادياً للكثير من الناس لطالما ان الأشخاص لا يقطنون بالعاصمة نقول المصادر تقول بالتفصيل ان الزحف (اليابس) او الجاف او الأغبر اي كان أسمه رصدت له ميزانية بلغت ٣١ مليار جنيه سوداني دفعتها ثلاثة بنوك وشركة واحدة فالشركة تعمل في مجال الاستثمار وتتخذ من شارع الجامعة مقراً لها وفرضت عليها المساهمة فرضا وبالفعل قامت بدفع المبلغ المفروض ومن ثم جاءت ذات التعليمات لإدارة الثلاثة بنوك و لاحظوا معي كلمة (الأوامر) والتعليمات فهي لا تأتي الا من أشخاص لهم نفوذ وأصحاب قرار وهذا يعني ان الدولة (الهزيلة ) مازالت بقاياها موجودة على عينك ياحكومة فإذا كانت هنالك ثلاثة بنوك كبيرة وشهيرة خارج سيطرتها وتحت إمرة النظام البائد تصرف وتتصرف من أموالنا وتنفقها على المسيرات المضروبة ناهيك عن تلك الأموال التي بلا شك ( لهفت ) منها اللجنة المنظمة مايكفي قوتها لعام فهذا الأمر يحتاج الانتباه والمعالجة الفورية
وقد يسأل حصيف هل مسيرة شارع القصر التي لم تعرف المشي على الكباري ولم يشارك فيها حتى أهالي العاصمة المثلثة هل تحتاج الى مبلغ ٣١ مليارا ونحن نقول له نعم.
وتعال وتعرف معي على سعر الكوز بالجنيه فالعصفورة أكدت ان اللجنة قامت بتوزيع مبلغ المشاركة كالآتي: كل كوز قادم من الولايات دفعت له اللجنة ٥ الف جنيه وكل كوز من الخرطوم دفعت له اللجنة ٣ الف جنيه مقابل مشاركته في المسيرة الفاشلة لذلك كان هنالك خلاف كبير وسط اعضاء اللجنة فمنهم من كان يرى ان الذين يأتون من أطراف الخرطوم يجب ان تتم معاملتهم كالذي يأتي من الولايات ومنهم من يرى ان الثلاثة الف مناسبة طالما أن الترحيل والسكن والساندوشات خارج المبلغ. يعني دا سعر الكوز في المشاركة فقط او سعر الإنتماء والمناصرة المزورة.
وقد يأتي كوز ويقسم لي انه لم يستلم ولا جنيه اقول له ( خلاص معناها الجماعة آكلو حقك ودي ماجديده طبعاً) القروش طلعت باسمك لذلك عليك بالحيطة والحذر ان لا تشارك المرة القادمة في أي مسيرة أخرى فالمواكب الزواحفية هذه مدفوعة القيمة وإياك ان تكون واجهة غير حقيقية لأشخاص ربما يتخذون من المسيرات القادمة عملاً او استثماراً لهم وتوقع ان يخرج موكب آخر يتزامن مع محاكمة علي عثمان او نافع او حتى وداد طالما ان الحكاية مربحة في وقت توقفت فيه أمطار النهب وسيول الفساد لذلك لابد من حيل أخرى حتى يتمكنون من العيش بذات المستوى الذي اعتادوا عليه .
طيف أخير..
فيمَّ التزندُقِ والمِراء.. يا أيها المخدوع في زمنٍ من الفخارِ زُخرِفَ بالرياء.
الجريدة