سوق نمرة 2 بالخرطوم حكايات ماض انجليزي وحاضر بائس

الخرطوم ـ (السودانية ) 

تقول الرواية إن تأسيس سوق نمرة (2) يعود إلى الأعوام (1945_1947) في مبان إنجليزية وبه جزارة الجزيرة التي بدأ العمل فيها 1954 والتي تعتبر من أشهر الجزارات بسوق نمرة (2)، أسسه الإنجليز وكانت ترتاده مختلف الجنسيات من (خواجات أغاريق وموظفي السفارات الدبلوماسية) ومن السودانيين عم حسن صاحب محطة الوقود التي كان يمتلكها أحد الإنجليز، وكان يغسل هذه السوق كل يوم، ويخرج الترابيز خارج الدكاكين للقهوة والشاي واللبن، ويتكون السوق من (24) دكانا. وما يميزه عن بقية الأسواق انتشار شوايات الفراخ والمطاعم، وكان يعمل طوال اليوم من الفترة الصباحية إلى الفترة المسائية ولا يغلق أبدا.

فضل أحمد، أحد التجار العاملين بسوق نمرة (2) استرجع ذكرياته وقال: يعتبر أحدث أسواق الخرطوم عموما، وبدأ مخططا بـ(14) دكانا، ويوجد (12) دكانا في الشرق، و(12) في الناحية الغربية، وبه بقالات ومطاعم وصيدليات، والسوق عامة به مخابز آلية، وتم تخطيطه في عهد الحكم الإنجليزي ضمن خريطة ولاية الخرطوم التي كانت في ذلك الزمان تسمى بالمديرية ويقع السوق في قلب الخرطوم. ومنذ بدايته اشتهر بالمطاعم وشواة الفراخ من البوادي إلى الحاتي ومطعم بلادي وكان به مطعم شعبي، وكانت مسميات هذه المطاعم بأسماء الأقباط، بالإضافة إلى محطة البنزين، وبه مكاتب حديثة مثل مكتبة سبأ، بالإضافة إلى الحياة للتسوق، ومحل عمك سعيد، وبقالة فاروق التي تعتبر من البقالات القديمة، وبالسوق توجد مخازن بجانب وجود الحرفيين (السباكين _ النجارين) وكانت بالسوق ملحمة وأكشاك وخيرات الجزيرة وهي مشهورة بصناعة السجوك، وتعتبر درجة أولى في صناعة السجوك، وقال: وإلى الآن لم يزد في السوق شيئا من بناء الإنجليز إلا بعض العمارات التي تجاور السوق وشارع الأسفلت من زمن الأنجليز لم يزد أو ينقص، وكانت البقالة صاحبها جورج سندرس، وأبعدها محل إكسسوار حفني، بالإضافة إلى المخازن العالمية للملابس الجاهزة والحاتي وبعده استديو تملكه سيدة إغريقية.
أماني خميس ـ اليوم التالي