• ×

إستخدام الجنوب لكاودة للضغط على النظام في السودان

لابد من كاودة في دارفور

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم : عبدالعزيز عبدالله Kulbus@yahoo.com 
يبدو أن قوى المقاومة في دارفور لم تتعظ من دروس الوقوف مع الأنظمة ضد معارضيها كما حصل في السابق في تشاد و ليبيا , و ها هو نفس الدرس يتكرر في مكان آخر هذه المرة ؛ دولة الجنوب.
لم تستضف حكومة الجنوب معارضي الخرطوم لوجه الله تعالى أو حباً في نصرة المستضعفين و لو كان كذلك لكان نصرة الفريق مالك عقار بالكرمك أولى و هو الذي تفرجت عليه دولة الجنوب و هو يلتقم لقمة لقمة في جنوب النيل الأزرق حتى فقد معظم قواعده العسكرية و ذهب إلى الجنوب لائماً , كيف وهو الذي وقف و الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة مع الحركة وقت صيف العبور و متحركات الإنقاذ لإستئصال الحركة الشعبية من الجنوب في أواسط التسعينيات من القرن الماضي حيث كان أحد ركائز النجاة لقوات قرنق وقتها المنهكة من قبل العساكر الذين حاربوها بعقيدة دينية .
نالت دولة الجنوب مبتغاها في بعض الهجمات التي شنها التحالف الجديد؛ الجبهة الثورية السودانية, على بعض المواقع الحدودية مع جمهورية السودان و إستشعر النظام السوداني خطورة ما يمكن أن يمثله هذا التحرك العسكري الجديد في الجنوب السوداني؛ ولاية جنوب كردفان و جنوب النيل الأزرق , و قد قدم النظام السوداني المخادع تنازلات غير مهمة لصالح دولة الجنوب كي تجر الجنوب إلى إتفاقية أعمق و أفيد للخرطوم ؛ إتفاقية أمنية يكون ثمنها كبح نشاط الجبهة الثورية الجديدة المثير للقلق و الطاردة للنوم و الكابوس الجاثم على عقول مراكز القرار في القصر الجمهوري و منبر دولة الإنتباهة بكتابها العنصريون جميعاً دون إستثناء و الذين ظنوا أن بذهاب دولة الجنوب سوف يخلوا لهم الجو ليبرزوا ما في دواخلهم من ما يكتمونه من الكراهية لبعض مكونات السودان التي يرون أنها تكدر صفاء و نقاء الوجه العربي للسودان و لكنهم الآن أكثر قلقاً من سكان القصر الجمهوري نفسه كونهم الأكثر تعصباً لعداء دولة الجنوب الوليدة و قطع كل الصلات التاريخية معها و للأبد طالما أنهم لا يشبهونهم في شيئ كما يقولون.
دارفوري كاودة عليهم أن ينشئوا "كاودة " في دارفور و عليهم أن لا يصيغوا المبررات في أن أي خطوة مثل هذه قد تكون دعوة مفتوحة للنظام لإطلاق مليشياته و طائراته من جديد في دارفو كون دارفور لم يبق فيها ما يمكن أن يحرق أو يدمر خارج المدن ؛ مدن دارفور يموت فيها في اليوم أكثر من مائة شخص برصاص النظام بعيداً عن عدسات الجزيرة و العربية و غيرهما و المتابع للأحداث يلحظ أن أحداث القتل تتكرر في المدن و القرى بوتيرة واحدة ؛ في فوربرنقا يقتل تاجر من أجل الحصول على مافي جيبه من المال و في قلب كاس يقتل عريس ذهب يجلب عروسته و تأخذ دراجته البخارية و في سربا يقتل مسافر فقط للحصول على جمله وهكذا تستمر عجلة طحن البشر في دارفور .
دافع السودان قوي جداً لتقديم تنازلات مهمة لدولة الجنوب و لو لم يؤد ذلك لإنسياب أنابيب النفط و لكن المهم هو كبح جماح تحركات كاودة من مصادره كما يظن النظام الذي أنفق كثيراً من المال و الجهد و التجييش في دارفور للدفاع عن سلطتها وإحتواء المقاومة هناك و بذهاب حركات المقاومة إلى الجنوب , فإن هذه البنية التحتية الدفاعية و الهجومية في دارفور تصبح لا قيمة لها و يتعذر نقلها إلى الجنوب لأنها تعني أنها سوف تترك فجوة و توجه الدعوة للمقاومة في دارفور للإستيلاء على معظم الإقليم و لهذا كي تنجح "كاودة" كاودة , فإن أمر تأسيس كاودة بعيدة عن نفوذ دولة الجنوب و تقلبات السياسة بين الشمال و الجنوب يجب أن يكون أولوية قصوى كونها سوف تمثل عاصمة للتمرد تكون بمثابة "بنغازي" سودانية و بالتالي إقناع المجتمع الدولي بقوة القضية التي تآكلت في الذاكرة و الضمير العالمي بسبب سياسات أبناء دارفور الغير واضحة المعالم في حل هذا الإشكال القائم . دارفور تحتاج إلى عاصمة سياسية متمردة و مركز ثقل كبير ينطلق منها الخطاب الثوري إلى كل مكونات الشعب الدارفوري عامة و الأهم إتفاق مقاومي دارفور على توحيد المقاومة و خطابها.
كي لا يكون هذا العام كالتسع العجاف التي مرت على المقاومة في دارفور , فإنه لابد من الإستفادة من "رمزية" كاودة و الوقوف على الدروس التي جعلت من كاودة و منذ مدة طويلة دولة داخل دولة لديها برلمانها المنتخب منذ تسعينيات القرن الماضي و مناهجها الدراسية المختلفة عن مناهج التعليم في السودان و مطارها نافذتها على العالم الخارجي و الذين يمنون النفس بالصلاة فيها شكراً لله على فتحها من رموز النظام السوداني فإني أعتقد أن صلاة في حضرة المسجد الكبير قرب مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا أقرب تأدية من النظر إلى شعاب كاودة العصية .


بواسطة : admin
 0  0  948
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:44 صباحًا الأحد 19 مايو 2024.