• ×

كاتب عربي : هل تضع قوي التغيير ،العسكر تحت الأمر الواقع

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تشكيل لجنة تفاوض لمتابعة الحوار الذي ملّه الشارع وبات يطالب بوقفه والانتقال إلى مرحلة أعلى من الثورة: الإضراب السياسي والعصيان المدني. وهذا ما توعدت به قوى إعلان الحرية والتغيير في حال استمر العسكر بالتسويف والمماطلة. أما تهديد نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي) الأخير بفصل كل من يلجأ إلى الإضراب من عمله فقد تناوله المعتصمون بالكثير من السخرية.

لقد برهنت قوى إعلان الحرية والتغيير عن جدارة تمثيل السودانيين جميعا بمن فيهم القوى والحركات المسلحة، حيث كان السلام أحد أبرز العناوين التي طرحتها وتحرك تحتها السودانيون جميعا، وأظهرت قدرة وصبر في إدارة الحراك السلمي وحمايته من الانزلاقات، وكذلك عن حكمة عالية في تجنيب البلاد الانزلاق إلى مزالق دموية خطيرة، خصوصا بعد أن تعرّض المعتصمون إلى هجمات وإطلاق نار ما أدى إلى العشرات من الإصابات وأودى بحياة الكثيرين في أكثر من واقعة. هذا ما محض قوى إعلان الحرية والتغيير كامل ثقة السودانيين، فاستجابوا لنداءاتها وتحركوا ضمن الخطوط التي رسمتها.

غير أن ما يبعث على السرور كانت التظاهرات التي عمّت مدن جنوب السودان وعاصمته جوبا في الأسبوع الماضي، والتي أرسلت التحيات إلى شعب السودان وثورته المجيدة ووعدت بالعودة إلى حضن السودان الذي يتسع للجميع.

كل هذا يرتب مسؤوليات جسام على تلك القوى، وهي مسؤوليات تتطلب الجرأة والإقدام اللذين يمكنانها من فرض أحقية تمثيل الشارع من خلال قرارات سياسية تلزم الجميع بمن فيهم، وعلى رأسهم القيادات العسكرية الممثلة اليوم بالمجلس العسكري ليكون العسكر تحت سلطة القانون الذي تسنّه السلطة التشريعية وتطبقه السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة.

فهل تمتلك قوى إعلان الحرية والتغيير الجرأة والمبادرة إلى تشكيل المؤسستين التشريعية والتنفيذية، حتى وهي تفاوض، فتضع العسكريين تحت الأمر الواقع؟

إن أخشى ما نخشاه أن تستغل قوى الإسلام السياسي الفرص وتلجأ إلى التخريب حيث بدأت تطل برأسها وتعلن رفضها للديمقراطية ولمدنية الدولة، لذا وجبت المبادرة إلى حسم الأمور.

عديد نصار
كاتب لبناني – جريدة العرب اللندنية


بواسطة : admin
 0  0  669
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:39 مساءً الجمعة 17 مايو 2024.