لا نمانع في تصوير رموز النظام إذا كانت القوانين تسمح بذلك
لا علم لي، ولكن ربما العباس هرب قبل الاعتقالات إن كان ذلك صحيحاً
هذه حقيقة مقولة أنا أكعب من (حمديتي).. وآن الأوان لنهاية فقه المجاملة والتمثيل
ستكون علاقاتنا الخارجية متوازنة وتميل حسب مصلحة الشعب
حوار: هويدا حمزة
تصوير: محمد نور محكر
*عوداً على بدء، البعض يتساءل: (لماذا لا يكون في المجلس ممثل للشرطة) ليضطلع بدوره في حفظ الأمن وحسم التفلتات بالشوارع ؟
إذا أردنا أن نضع في المجلس ممثلاً لكل جهة سيضم المجلس أكثر من 20 ألف ممثل، مسألة التمثيلات الكثيرة هذه غير مجدية، كان لدينا جلال ممثل الأمن وهناك ممثل الشرطة، وعمر زين العابدين الذين قدموا استقالاتهم فهل سنعمل إحلالاً وإبدالاً أم ماذا؟ فقه المجاملة والتمثيل آن الأوان له أن ينتهي.
*ليس مجاملة، ولكن لحسم الشغب والمظاهر الأمنية الموجودة بالشوارع الآن؟
الآن يحدث تغيير في قيادة الشرطة، ونحن اجتمعنا بهم وحللنا جميع مشاكلهم، ولكن الشارع أيضاً له دور، فيجب أن يعلم أن الشرطي أتى لحمايتهم ومكافحة الشغب واجب من واجبات الشرطة، وكانوا يقومون به ولكن المواطنين لا يعحبهم، وبالتالي أهمية قيادة الشرطة وضحت للناس، بالنسبة لقوى الحرية والتغيير إذا قامت مظاهرات ضدهم ستفضها الشرطة فاذا قالوا (الشرطة دي كعبة) فمن سيفضها لهم؟
* هل هناك مهلة معينة لفض الاعتصام؟
لا، لن نلجأ لفض الاعتصام ولو كنا نريد فض الاعتصام لما سمحنا به منذ اليوم الأول، هؤلاء مواطنون سودانيون ولن نستخدم أي عنف ضدهم، هذا الكلام ليس للاستهلاك بل قناعة كانت لدينا منذ أيام الرئيس السابق، وكان يمكن محاكمتنا وسجننا، لأنه لم يكن من السهولة أن تقول لرأس النظام إنك لن تضرب المتظاهرين، ولكننا قلناها له، والآن نقولها مرة أخرى إننا لن نستخدم العنف، ولكن لوحدهم سيعلمون أنهم أحدثوا إرباكاً وسببوا معاناة للشعب الذي يقولون إنهم يقفون من أجله.
*هم تحدثوا عن تصعيد أكبر، وقالوا إنهم سيلجأون لعصيان مدني وإضراب سياسي إذا لم تتحقق مطالبهم؟
ليكن ذلك، إذا كان المواطنون يريدون ذلك. القصة الآن ليست هلال مريخ، فنحن شركاء كما أسلفت وبدون القوات المسلحة لن يستطيعوا أن يعبروا بالفترة الانتقالية بأمان، يوجد الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى والحركات المسلحة، يوجد الآن أكثر من 47 حركة مسلحة بالسودان، وعلى أي حال هم أحرار.
* هناك أيضا فتنة دينية ممثلة في قضية عبد الحي يوسف، وأيضا الاعتداء الذي تم في صالة قرطبة، وفي قاعة الصداقة، كيف تقرأ هذا الوضع؟
موضوع عبد الحي ليس فتنة، أنا جمعت الأئمة وكل قطاعات المجتمع كلاً على حدة، ووجدنا أن أئمة المساجد لديهم خوف شديد أن الوضع الجديد سيلغي الشريعة الإسلامية، فطمأناهم أنه لا أحد سيحكم السودان سيلغي الشريعة، وكانوا يريدن الخروج في مظاهرة، ولكن منعناهم ولكن الآن بعد تصريحنا بأن الوثيقة أغفلت ذكر الشريعة خفت تلك الغلواء. بالنسبة لمن دعوناهم في قاعة الصداقة قلت لك أن هناك 47 حركة مسلحة وقعت اتفاقيات برعاية المجتمع الدولي ،ناس بحر إدريس أبو قردة وجبهة الشرق لديهم مقاتلون استوعبناهم في القوات المسلحة وسياسيون استوعبتهم الدولة، الناس يعتقدون أن أولئك بقايا النظام السابق، لكن نقول هؤلاء أتى بهم المجتمع الدولي عبر اتفاقيات معروفة لديكم (نقول ليهم شنو؟ أمشو أهلكم ولا شنو؟ جاوبوني على السؤال ده)؟ كما أسلفت حكم الدولة يختلف عن حكم الميدان، حكم الدولة تحكمه الاتفاقيات الدولية، فإذا كنت لا تريد ذلك، فلتتحمل والحركات المسلحة الموقعة كانوا العدد الأكبر الذين أتوا لقاعة الصداقة يريدون أن يطمئنوا على مواقعهم فهل سنطردهم؟
*تحدثتم عن اعتقالات طالت رموز النظام السابق ولكن حتى الآن لم يتح للإعلام تصويرهم ومد الرأي العام بصورهم وعددهم ليطمئن؟
إن شاء الله ستخرج لستة كاملة بالموجودين بالسجون، أيضاً يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تطلب رسميًا زيارتهم بداية من رأس النظام، وأي أشخاص عليهم بلاغ سرقة أو استغلال نفوذ أو لصوص أو مشتبه بهم أو وردت حولهم اتهامات حوّلنا ملفاتهم للنيابة للتحقيق وهم موجودون الآن بالسجون (أمشو شوفوهم).
*هل متاح للإعلام زيارتهم أو تصويرهم؟
لا أعلم إن كانت الاتفاقات الدولية تسمح بتصوير سجناء أم لا، ولكن ما أعلمه أن منظمات حقوق الإنسان أو التي تتابع السجناء يمكن أن تزورهم وتطلع على أوضاعهم، نحن نتحدث عن عدالة انتقالية، وليس لدينا أي مانع في تصويرهم إذا قوانين السجون تسمح بذلك، وهم معتفلون الآن لدى السجون، وليس الأمن أو غيره . عدم الثقة هو ما يفرز هذا الحديث ولكن عبركم أتساءل: ماهي مصلحتنا في وجودهم خارج السجون؟
*هل صحيح أنهم يتقابلون ويجتمعون داخل السجن؟
السجن يطبق قوانين، وإذا لاحظنا أي خروقات نتصل بإدارة السجن سنحسمها، فإذا كانت اللوائح تمنع تلاقيهم يجب ألا يلتقوا ولن نسمح بأي خروقات، نحن مثلنا مثل عموم الشعب السوداني، ويهمنا أن أي لص يحاسب سواء الرئيس أو زوجته أو إخوته..إلخ.
* هناك أنباء عن هروب العباس شقيق البشير إلى تركيا؟
لا أعلم، ولكن الناطق الرسمي سيخبركم بأسماء المعتقلين، وإذا كان صحيحاً فربما هرب قبل الاعتقال، أنا كما قلت لك طيار ورئيس لجنة اجتماعية، ولا علاقة لي بالاعتقالات، ولكن ما أنا متأكد منه هو وجود الرئيس المخلوع وشقيقه عبد الله وشخص آخر اسمه نور الدائم أظنه قريبهم وأي اسم حواليه شبهة بالسجون.
*ورد أن هناك اتفاقاً بوضع البشير في بيت الضيافة ثم نقل إلى منزل بنمرة 2 ثم إلى كوبر، ما صحة ذلك؟ ومتى نقل إلى كوبر بالضبط؟
(انتي جبتي لي كل الشائعات)!
*نعم لتفندها إن كانت فعلاً شائعات؟
لحظة تولينا السلطة ليلاً وضعنا البشير تحت الإقامة الجبرية، وغيرنا طاقم الحراسة، وأتينا بحراسة جديدة وقلنا له أنت الآن قيد الإقامة الجبرية، ثم بدأنا نعمل على تأمين الثورة، ثم بدأت تداعيات رفض ابن عوف فأخذنا في إقناعه بالتنحي حتى استقرت الأمور في اليوم الثالث أو الرابع، ووجدوا مبلغا ضخماً في منزل البشير، ومن ثم رحلوه إلى كوبر لأن هذه قضية جنائية واضحة جداً.
*هل هناك أيدٍ خارجية مؤثرة في المشهد كله؟ سواء في التغيير نفسه أو ما تلاه من تداعيات بما في ذلك الاعتصام؟
أنا أعلى رتبة في الجيش الآن، وحسب علمي لم تتصل بنا أي جهة خارجية، ويفترض كذلك أنه لا توجد أي جهة تحركهم.
* إلى أين تتجه سفينة العلاقات الخارجية الجديدة؟
ستكون علاقتنا متوازنة مع جميع الدول وتميل حسبما تقتضيه مصلحة الشعب السوداني ولن نعادي العالم، مهمة الحاكم أن يكون الشعب مرتاحاً (ماكل، شارب..الخ) وليس مهمته أن يصارع ويناطح.
* اعترضتم على أن الوثيقة أغفلت مصدر التشريع واللغة رغم أن ذلك متروك للمؤتمر الدستوري بنهاية الفترة الانتقالية؟
هم قالوا (دولة ذات سيادة مدنية)، وضعوا السم في الدسم و(نحن ناس كبار وبنعرف) ولأنهم أتوا بكلمة (مدنية) قلنا أنها أغفلت الشريعة، نحن لم تأت بالشريعة من فراغ، مدنية يعني (لا دين)، فالدولة المدنية لا تعترف بالدين لذلك أخبرناهم أن مصدر التشريع هو الشريعة والعرف والمعتقدات.
* انشغلتم بالمفاوضات مع قوى الحرية والتغيير ونسيتم الخدمات، انقطاع في الماء والكهرباء وصفوف في الوقود ..الخ.
كلامك صاح، انشغلنا بالسياسة وإغلاق الطرق له دور أساسي، يقولون المياه مقطوعة بسبب الكهرباء والكهرباء مقطوعة بسبب الوقود وهكذا، فعلاً انشغلنا بموضوع الميدان وتركنا عملنا الأساسي.
*هل لديكم تصور لتفكيك الدولة العميقة؟
هذا يحتاج لعمل كبير لم تنتبه له قوى الحرية والتغيير، وأي يوم يمر (الناس ديل بشيلو قروش ويتمكنوا زيادة)، تفكيك الدولة العميقة يحتاج لعمل كبير، ونحن شركاء وهم يعتبروننا أعداء وحتى تمتد جذور الثقة بيننا حينها نستطيع تقكيك الدولة العميقة. وأنا أسألك لماذا يعتصمون أمام القيادة؟ لماذا لا يعتصمون مثلاً أمام مستشفى (الدايات) أو (البلك)”.
-لأن الجيش سيحميهم
إذن الجيش شريك لا يمكن أن تعتبر من احتميت به عدوًا.
* في تسجيل مصور ظهرت وقلت أنا (أتعب من حميدتي) أم (أكعب ) أم (أصعب) وماذا تقصد؟
الحصل كالآتي ذهبنا المؤتمر الصحفي وحميدتي كان موجوداً فأستأذن لأن لديه لقاء مع الشرطة وأنا لدي لقاء في نفس الوقت مع منظمات المجتمع المدني في قاعة الصداقة فاستأذنت أنا أيضاً وطلبت من الفريق ياسر أن يحل محلنا ففال لي
انت ماشي ليه) فقلت له (والله أنا أكعب من حميدتي) وأقصد من ناحية برامج، الناس تركت المؤتمر الصحفي كله و(مسكت في الحتة دي) ! رغم إني جاوبت على 50 سؤالاً، و(هو يعني حميدتي كعب)؟ وأنا حا أكون أكعب منو كيف؟ أجيب طيارات مثلاً؟