• ×

عبد الحي يوسف يهدد بمليونية في الشارع دفاعا عن الشريعة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية الحقيقة والأبعاد
تطبيق الشريعة … صعود مطلب على مسار الأحداث …!!
عبدالحي يوسف يدعو لمليونية ويقول جاهزون للزود عن الشريعة
د. مهران : ساءني أني سمعت بأن مسيرة ستخرج ، لأنها توصل رسالة مفادها: أن المعتصمين الآن ضد الشريعة. وهذا باطل
المجمع الصوفي العام : نحذر من دعاة الفتنة والدين متجذر في قلوب السودانيين وتحميه الأخلاق والقيم
صديق الهندي : (هل الذي كان يحكم الناس حتى “13” أبريل الشريعة الإسلامية ، أنها خدعة ودعاية سياسية)

الجريدة: محمد الأقرع

رغم أنها لم تكن من المطالب التي رفعها الثوار ولم تصل حتى الآن لتكون نقطة خلافية، صعدت قضية تطبيق الشرعية الإسلامية على سطح الأحداث بشكل دراماتيكي يدعو للتساؤل عن الأسباب والغايات، حيث تناولت غالبية منابر الجمعة أمس هذه القضية بعد دعوة لمليونية يوم الأثنين القادم بالقصر الجمهوري تطالب بعدم التفريط في قوانين الشريعة الأسلامية، تباينت خطب الأئمة بين مؤيد يرى أنها الخطوة حاسمة لقطع الطريق أمام علمانية الدولة وبين معترض يعتقد أنها دعوة فتن ينبغى عدم الإنجرار خلفها وبين هذا وذاك يبقى السؤال عن حقيقة المطلب من يقف خلفها وماذا يريد ومدى إنعكاسات هذا وتأثيره على مسار الحراك الثوري في السودان .

مشاهد دراماتيكية :
باحات المساجد التي أفتى بعض الأئمة بعدم تحويلها الى ساحات للهتاف، أمس كانت ضاجة بشعارات التحدي مثلاً تناقل ناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي حديث لإمام مسجد النيلين يوصي فيه المجلس العسكري بأن لا يفرط في الشريعة الإسلامية وأضاف قائلاً : (نحن أولادنا المجاهدين الكانوا بجاهدوا في الغرب ولن يرضوا بهذا وهم جاهزين لإعلاء كلمة الدين) هذا الحديث واجهه المصلين بالهتاف الثوري المعروف (حرية .. سلام وعدالة والثورة خيار الشعب) في محاولة على ما يبدو للتأكيد بأن لا خوف على الدين ولا فرصة للمتاجرة به مجدداً. أما المشهد في جامع (أنس بن مالك) في منطقة إمتداد ناصر بالخرطوم كان أكثر حدة فقد خرج أمير الدبابين السابق (الناجي عبدالله) في محاولة منه للحشد للمليونية أعلاه لكن إحتج البعض وحدثت إشتباكات بالأيدي .

عبدالحي على الخط :
في جبرة وبمسجد سيد المرسلين الذي يأمه الشيخ عبدالحي يوسف إحتشد المصلون باكراً وبعد صعود عبدالحي للمنبر أعلن عن تسيير مسيرة جماهيرية لنصرة الشريعة الإسلامية يوم الإثنين بحدائق الشهداء داعياً جميع السودانيين للمشاركة فيها واستعرض عبد الحي في خطبة الجمعة دستورا قال إن قلة من جموع الشعب السوداني تريد أن تفرضه على الاغلبية المسلمة، قائلا ان إزالة الشريعة الإسلامية باطل ولا يحق لأحد تبديل دين الله. وحذر عبدالحي من المساس بهذه القوانين التي وضعت منذ العام ١٩٨٣ لم تستطيع جميع الحكومات التي حكمت بعدها إلغاؤها، وشدد على الدفاع عن شرع الله ولو قتلنا في الشوارع وجاهزون للزود عنه ووجه عبد الحي أسئلة للمعتصمين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، هل خرجتم تطالبون بتنحية الدين عن الحياة، هل خرجتم تطالبون بتحرير الدولة من الدين؟. وانتقد عبد الحي في خطبته نقاط من وثيقة تجمع المهنيين هياكل الحكم وصناعة الدستور التي تُقر بحسب حديثه إلى فصل الدين عن الدولة وتعدد مصادر التشريع دون ذكر الإسلام كمصدر. واعتبر عبد الحي أنه لا يحق لأحد خلال الفترة الإنتقالية أن يفرض إرادته على الناس بل الموعد هو صندوق الإنتخابات. ودافع عبد الحي عن المتظاهرين مشيرا إلى أنهم خرجوا محتجين على وضع إقتصادي بائس، وسياسية عرجاء وعيشٍ بائس وتسلطٍ مقيت .

ردود أفعال : خطبة عبدالحي يوسف التي تخللتها تكبيرات المصليين أشعلت بدورها مواقع التواصل والمنابر في ساحة الإعتصام منها من قال انها فتنة ستجر البلاد الى التهلكة أن لم يتم التصدي لها وتوقيفها وكتب أحدهم في ذات السياق: ( عبدالحي الذي كان يقول “ان حشدتم حشدنا” يوجه دعوته اليوم لأئمة المساجد والدعاة وبعض اتباعه الذين يجري في دمهم الجهاد على طريقة داعش ظناً منهم ان الذين يعتصمون في ساحة القيادة العامة شيوعيين واعداء للإسلام الذي يدّعون نصرته من منابرهم – هؤلاء الذين يصفونهم بأعداء الإسلام هم ابنائهم وابناء اخوتهم من الشعب السوداني وليست فئة تتبع لدولة أخرى). بالمقابل يرى الطرف الآخر أن الدعوة للمسيرة هي ليست دعوة لوقف الثورة أو فض الإعتصام ويعتقد هؤلاء أن المطالبة بالشريعة ليست ضد الثوار ويدعون لقبول الرأي الآخر .

خمد نار الفتنة :
الشيخ د. مهران ماهر عثمان وهو من الأسماء والائمة التي برزت في مناصرة الثورة وكان الخطيب الرئيسي لجمعات متتالية في ساحة الإعتصام كتب قائلاً: ( ساءني الآن أني سمعت بمسيرة ستخرج يوم الاثنين القادم. وساءني أن اسمي مع من سيخرج. وعليه فأعلن: أني لم أوافق على الخروج في هذه المسيرة، ولن أخرج فيها؛ لأن هذا ليس وقتا مناسباً لها، ولأنها توصل رسالة مفادها: أن المعتصمين الآن ضد الشريعة. وهذا باطل) وأضاف : (أرجو ألا تخرج هذه المسيرة ، أرجو أن نخمد نار الفتنة ، أرجو ألا نشق صف وحدتنا ، أرجو أن نعي أن ممن حولنا من يمكر بنا).

ينمو في أرض العدل :
وفي ذات السياق حذر المجمع الصوفي العام في بيان له من ما أسماهم دعاة الفتنة مشيراً الى أن الشريعة نظام متكامل منها المصالح المرسلة لشؤون الحياة ذلك الباب الذى يلج منه كل صاحب فكر وعقل، وبذلك تسير الحياة وتستقيم الأمور بلا إخلال بالأولويات، ودون تقديم المصلحة الخاصة على العامة، والمتوهمة على المتحققة مما يؤثر سلبا على المجتمع. مضيفاً بأن الحاكم أيا كان توجهه إن سار بالعدل وأصاب المصلحة دانت له الدنيا واستقامت له الأمور، وإن سار بالظلم ووقع في الفساد اضطرب أمره وناله فى الدنيا من العذاب ما لا ينال غيره من أهل الكفر والشرك إن كانوا من أصحاب العدل وحسن النظر في تدبير شوؤن الحياة، مطالباً بعدم المزايدة باسم الدين. وأكد المجمع الصوفي في بيانه أن الدين متجذر في قلوب السودانيين وحاضر بقوة في مجتمعهم بل هو المسير لشؤونهم، وإن المحاولات الدنيئة كما أسماها التي تعمل على خلق حالة استقطاب حادة ووصاية دينية تفرق بين أفراد المجتمع السوداني هذا مسلم وذاك كافر خدمة لأجندات سياسية مرفوضة تماما، محذراً من عواقبها الوخيمة وزيل بيانه بأن الدين تحميه الأخلاق والقيم، ولا يحميه الكبت والقهر والشعارات الخلابة والكاذبة، وينمو ويزدهر في أرض العدل لا في بؤرة الفساد والظلم.

مغالطة قانونية :
هناك مغالطة كبيرة يقودها بعض القانونيون بأن القوانيين المسمية بقوانيين الشريعة الإسلامية في السودان بها الكثير من المواد التي تخالف جوهر الإسلام وتحاكم الناس بالشبهات مثل مواد الآداب العامة لان عباراتها فضفاضة وغير منضبطة وتخالف إجراءات القاعدة القانونية السليمة. ويلفت هؤلاء الى أن القانون الجنائي لسنة (91) ألغى قانون العقوبات لسنة (83) أو ما يعرف بقوانيين (سبتمبر) أو قوانيين الشريعة الإسلامية .

التاريخ يعيد نفسه : عموماً يبدو أن التاريخ يعيد نفسه تماماً فبعد إنتفاضة أبريل 1985م أدار البعض نفس المطلب وخرجوا في مسيرات هادرة وكانوا يهتفون حينها (شريعة .. شريعة ولا نموت والإسلام قبال القوت) ويعلق حول هذه المصادفة الأستاذ الشريف صديق الهندي لـ(الجريدة) قائلاً : (أن الذين خرجوا في ثورة المصاحف في الثمانيات هم ذاتهم بلحمهم ودمهم وكانوا يطالبون بتحكيم شرع الله حين تولوا الأمر تركوه وفسدوا) وتسأل : (هل الذي كان يحكم الناس حتى “13” أبريل الشريعة الإسلامية مؤكداً على أنها خدعة ودعاية سياسية لا علاقة لها بالإسلام.
الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  1065
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:31 مساءً الإثنين 13 مايو 2024.