• ×

صحف بريطانية تصف التغييرات بالسودان بـ "ربيع النيل"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية نالت أحداث السودان، بدءاً من الاحتجاجات التي بدأت قبل أربعة أشهر للمطالبة برحيل نظام الرئيس عمر البشير، وانتهاء بالانقلاب العسكري الذي أطاحه أول من أمس، اهتماماً كبيراً في وسائل الإعلام البريطاني، التي قال بعضها إن «ثورة السودان سيكون لها تأثير ايجابي على المجتمع السوداني»، وأطلقوا عليها اسم «ربيع النيل».
وازداد الاهتمام بتطور الأحداث السودانية خلال الأيام القليلة الماضية، مع بدء خروج حشود ضخمة إلى شوارع العاصمة الخرطوم، واعتصام مئات الآلاف أمام مقر قيادة الجيش، ثم استمرارهم في الاعتصام بعد رفض بيان المجلس العسكري، الذي تشكل في أعقاب عزل البشير. وقالت صحيفة «فايننشيال تايمز»، إن المحتجين السودانيين تحدوا حظر التجوال، وواصلوا اعتصامهم بالآلاف في الشوارع وأمام مقر قيادة الجيش، بعد أن رفضوا بيان المجلس العسكري الذي تولى السلطة لفترة انتقالية لمدة عامين، في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير. وأشارت الـ«تلغراف» إلى أن المحتجين والأحزاب السياسية يرغبون في حكومة مدنية تدير المرحلة الانتقالية؛ لأنهم لا يثقون في قيادات النظام السابق الذين ما زالوا يشاركون في أجهزة الدولة بعد الإطاحة بالبشير.
ومن جانبها نشرت الـ«غارديان» لقاءً مع ناشطة سودانية، حكت تجربتها القاسية مع نظام البشير قبل عشرين عاماً، عندما كانت طالبة في الجامعة، وتعرضت لهجوم من قوات الأمن. وفي الأيام الأخيرة قبل الإطاحة بالبشير، ركّزت غالبية الصحف على ما اعتبرته بداية انشقاقات في صفوف الجيش، وتعاطف أجزاء منه مع مطالب المحتجين، إلى درجة أنه اصطدم بالذخيرة الحية مع قوات الأجهزة الأمنية الموالية لنظام البشير، أكثر من مرة. كما نشرت كل الصحف البريطانية الرئيسية صوراً للحشود الضخمة في شوارع الخرطوم، وأمام مقر الجيش ووزارة الدفاع، قبل وبعد إطاحة البشير، وبثت قنوات تلفزيونية مختلفة عدداً من الفيديوهات لحجم الحشود في شوارع العاصمة المثلثة، بما في ذلك لقطات للصدام المسلح بين قوات الأمن والجيش. وعلى سبيل المثال، قالت صحيفة الـ«تايمز» في مقال تحت عنوان: «الجيش ينشق لحماية سفاح دارفور، والمتظاهرون السودانيون تحملوا شهوراً من القمع والرصاص، فماذا بعد؟»: لقد بدأ تهديد المتظاهرين للرئيس البشير قبل ثلاثة أشهر، على بعد 225 ميلاً من الخرطوم، بسبب الغضب من ارتفاع أسعار الخبز. ولكن، مثل العاصفة الصحراوية، اكتسبت الاحتجاجات زخماً متصاعداً حتى وصلت الآن حصن الرئيس داخل مقر قيادة الجيش؛ حيث يعتصم مئات الآلاف خارج أسواره. وأضافت أن آلاف المتظاهرين العزل يصرون على أنهم لن يتركوا مواقعهم حتى يرحل البشير، بعد أن تحدوا 110 أيام من الضرب والرصاص، وهم الآن قد وصلوا إلى ذروة ثورتهم ونقطة اللاعودة. من جانبها قالت صحيفة الـ«تلغراف»، إن الأحداث في السودان تتحرك بسرعة، بينما تضيق خيارات العسكريين. وأشارت إلى أن الدبلوماسية المكوكية من بعض الدول، كانت قد فشلت في إقناع الرئيس السوداني بأن أيامه أصبحت معدودة. كما أنه تعرض داخلياً إلى ضغوط لقبول مصيره من بعض أجنحة حزبه الحاكم، الذي أصبح يخشى على بقائه كتيار سياسي في الساحة، فضلاً عن تعرضه لضغوط من كبار الإصلاحيين في الجيش.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات جهاز الأمن الموالية للبشير قامت بمحاولتين فاشلتين لفض الاعتصام تحت جنح الظلام؛ لكن اللافت للنظر أن أعداداً متزايدة من المعارضين المسالمين والمنضبطين، وفيهم كثير من النساء، واجهوا التهديد وهم يهتفون ضد الرئيس «المكروه شعبياً» خارج جدران مقره: «تسقط بس… والثورة خيار الشعب».
وعلى المنوال نفسه، أوردت صحيفة الـ«إندبندنت» سرداً مشابهاً تحت عنوان «القوات المسلحة السودانية تصد محاولة الميليشيات لتفريق المحتجين»، قائلة إن أجهزة الأمن السودانية والميليشيات الموالية للرئيس البشير، حاولت تفريق الحشود المتجمعة خارج مقر الجيش، قبل أن يتصدى لها الجيش ويسد عليها الطريق.
الشرق الاوسط


بواسطة : admin
 0  0  812
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:45 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.