• ×

موكب الرحيل ..صمود وتحدي ..وعودة الملثمين

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية خالد فتحي

في تطور غير مسبوق وصلت طلائع مواكب تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير إلى أقرب نقطة من القصر الرئاسي؛ حيث اعتقلت قوات تابعة لجهاز الأمن والمخابرات قادة سياسيين ومهنيين من باحة جامع فاروق الشهير عند تقاطع شارعي الجمهورية والحرية بالخرطوم.

وجرى اعتقال سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب والقيادي بتجمع المهنيين السودانيين محمد يوسف أحمد المصطفى ونائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي وأمين عام الحزب سارة نقد الله والقياديين بالحزب محمد الحسن المهدي وصديق الصادق المهدي وقادة حزب البعث السوداني يحي الحسين المحامي ومحمد وداعة وفتحي نوري ووزير خارجية حكومة الانتفاضة إبراهيم طه أيوب، بجانب البروفيسور منتصر الطيب، ومحمد فاروق سليمان ومصباح أحمد محمد ومعاوية شداد وحامد علي نور وأحمد شاكر وهادية حسب الله.

وأمرت قوات الأمن التي تمركزت بكثافة بشارع الحرية قرب جامع فاروق القادة السياسيين والمهنيين بالصعود إلى عربات نصف نقل “بكاسي” قبل ترحيلهم قسراً إلى جهة غير معلومة؛ غير أنّ حملة الاعتقالات التي طالت أولئك القادة لم تثني المتظاهرين عن الخروج في الموعد، حيث دوى الهتاف من أمام المبنى الغربي لجامعة السودان، وسارت الجموع في الشارع الفاصل بين الجامعة واستاد الخرطوم، وردت الشرطة التي ارتكزت فوق جسر المشاة قرب جامعة السودان بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة، وتحول المكان إلى سحابة ضخمة من الدخان الأبيض.
وفي جريمة جديدة تضاف لسلسة جرائم جهاز الأمن حولت قوات الأمن المحمولة على عربات الدفع الرباعي “التاتشرات” قنابل الغاز المُسيٌل إلى سلاح فتاك، حيث شوهد أحد أفراد الأمن وهو يطلق قنابل الغاز على تجاه المتظاهرين بشكل مباشر بدلا من إطلاقه إلى أعلى.

كما انهال أفراد من الأمن بالضرب الوحشي على أحد المتظاهرين قرب استاد الخرطوم، وقال شهود عيان إنّ الشاب الذي كان يترنح حافياً تحت أشعة الشمس اللاهبة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع حاول الإفلات من الاعتقال؛ لكنّ وطأة الحالة وارتطامه بحائط سور الاستاد حالا دون ذلك، مما مكن أفراد الأمن من التكالب والانهيال عليه ضربا بالهروات والعصي الغليظة بلا رحمة قبل اقتياده جبراً إلى عربة الأمن.

كما أطلقت قوات الشرطة والأمن قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة شديدة لإخماد حماس المتظاهرين، الذين توزعوا بين الشوارع الداخلية مواصلين الهتاف، قبل أن تبدأ تلك القوات عمليات تمشيط ومطاردة مستمرة داخل الأزقة والشوارع وحتى البنايات داخل السوق العربي.

وفي خطوة قوبلت باستهجان شديد أوقفت شرطة العمليات شابات أثناء مرورهن بموقف “كركر” بميدان جاكسون وسلمتهن إلى قوات الأمن. في حين عادت ظاهرة الملثمين وسط أفراد الأمن من جديد بعد انحسارها في الموكبين السابقين، ونشطت الشرطة التي انتشرت بكثافة في فحص هويات المارة وسط السوق العربي.

أما في أمدرمان فقد انتشرت عربات “تاتشرات” شرطة الاحتياطي المركزي على طول شارع الأربعين الذي لا يكاد يخلو من التظاهرات بصورة شبه يومية.

وفي الشجرة الحماداب ابتدع المتظاهرون طرائق جديدة في الهتاف؛ تبدأ بصفارة قصيرة يعقبها تصفيق مدوٍ ثم يبدأ الجميع صادحين بالهتافات الثورية في تناغم نادر المثال وسط زغاريد النساء.

وفي بري واجهت قوات الأمن يوما عصيبا؛ وتسببت السرعة الزائدة والقيادة الطائشة في اصطدام عربتي “تاتشر” اثناء مطاردتهما ومحاولاتهما دهس متظاهرين في أحد ميادين بري..

كما شهدت انقلاب عربة “تاتشر” تابعة للأمن أثناء محاولتها تخطي حاجز وضعه المتظاهرون بطريق داخل الحي بالرجوع إلى الخلف لكن العربة أفلتت منه وانقلبت في مجرى مائي صغير ولاذ سائقه المذعور بالفرار سريعا.

وتدوال ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور، لمتظاهرين في بري بعد عثورهم على وثيقة داخل العربة تحمل أسماءًا لضباط وأفراد يُعتقد أنها لأفراد القوة المفترض أن تكون على متنها.

وفي تطور جديد من نوعه نفّذ العاملون بشركة زين للاتصالات وقفة احتجاجية حاشدة أمام مقر الشركة بالمقرن، ورفعوا لافتات تطالب بالحرية والسلام، وأطلق سائقو العربات أبواق سياراتهم للتحية والثناء، وتعد الخطوة تطورًا نوعيًا في مسار الثورة السودانية التي دخلت الشهر الثالث. وتعد “زين” و “أم تي أن” أكبر مشغلين لقطاع الاتصالات بالسودان، حيث يتجاوز عدد مستخدمي شركة زين (13) مليون مشترك .
وعلى ذات النسق نظم العاملون بشركة إريكسون السودان وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة بالخرطوم.
جريدة التيار


بواسطة : admin
 0  0  896
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:08 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.