• ×

الشرق الأوسط : الشعبي يقود مبادرة لتنحي البشير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية الشرق الاوسط

علمت «الشرق الأوسط» أن الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج
محمد، دعا قرابة 40 من الإسلاميين المنتشرين في أنحاء العالم، معارضين وموالين
وأكاديميين وعاملين في منظمات دولية، وبينهم قادة حركات مسلحة محسوبون عليهم،
وتقدم لهم بمبادرة تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير وتقديم تنازلات جدية تتيح
لما أطلقوا عليه «التيار الإسلامي» موطئ قدم في مستقبل البلاد السياسي.

وأسس الراحل الدكتور حسن عبد الله الترابي، عراب الإسلاميين السودانيين ومهندس
انقلاب الإنقاذ، «حزب المؤتمر الشعبي» عقب انشقاق حزب المؤتمر الوطني الحاكم
سنة 1999، فيما عرف محلياً بـ«مفاصلة الإسلاميين».

واتخذ حزب المؤتمر الشعبي مواقف معارضة، أدت إلى اعتقال الأب الروحي للانقلاب
الدكتور الترابي وعدد من قادة الحزب، قبل أن يعود الحزب إلى حضن النظام عبر
بوابة ما عرف بـ«الحوار الوطني» قبل أقل من عام، وكان تبرير الترابي وقتها أن
المعارضة السودانية لم تُدِن إسقاط حكم الإخوان وأحداث «رابعة» في مصر.

وبعد وفاة الترابي آلت زعامة الحزب إلى خليفته علي الحاج محمد، الذي استمر في
تأييده النظام والمشاركة في حكومة «الوفاق الوطني»، بعدد من نواب البرلمان
والوزراء، ولا يزال نائب الترابي السابق والقيادي بالحزب إبراهيم السنوسي يشغل
منصب «مساعد» الرئيس البشير.

وشارك أعضاء من الحزب في المظاهرات الأخيرة، بل وأصيب أحد كوادره الشابة
بالرصاص واعتقل آخرون، رغم وجود حزبهم ومشاركته في الحكومة، بيد أن تيارات
واسعة داخل الحزب تمارس ضغوطاً عنيفة على قيادة الحزب للانسحاب من الحكومة
والإعلان دون لبس انحيازه للمظاهرات الشبابية.

وقبل أيام، أعلنت الأمانة العدلية بالحزب موقفاً مناوئاً لاستمرار في الحكومة،
وهددت بفض الشراكة ودعت عضوية الحزب إلى الانخراط في المظاهرات، وطلبت قيادات
الحزب رفضاً واضحاً لما أطلقت عليه «الظلم الواقع على الشعب، واستمرار
الخروقات في حقه»، وإلى إيقاف مقترح تعديل الدستور الذي يمكّن البشير من دورة
رئاسية ثالثة.

وبحسب مصدر «الشرق الأوسط»، فإن اجتماع «برلين» الذي جاء بمبادرة من الحاج،
أكد على تقديم مبادرة عاجلة بـ«إزاحة» البشير عن السلطة، للحيلولة دون إقصاء
الإسلاميين حال نجاح الحراك الشعبي الذي ينتظم البلاد، وقال: «إذ نجحت الثورة
بمسارها الحالي وشعاراتها، سيتم إقصاء الإسلاميين».

ووصف اجتماع برلين قيادات الثورة بأنهم «(من جيل صغير)، يمكن أن يظل حارساً
لفكرته لأربعة أجيال على الأقل، وإن الإسلاميين حال فشلهم في معالجة عاجلة
سيصبحون خارج المشهد السياسي لثلاثة أجيال على الأقل». وشددت مبادرة «برلين»
على أن إزاحة البشير عن الحكم، يمكن أن تكون «موطئ قدم للإسلاميين في مستقبل
البلاد السياسي».

وبحسب المصدر، دعا أكاديميون إسلاميون، كانوا ضمن الاجتماع إلى «الاعتراف بفشل
تجربة الإسلاميين في الحكم، وإعادة النظر في منهجهم وآليتهم»، وتابعوا: «لقد
فشل مشروع الترابي، وإن أي حملة علاقات عامة لإعادة تسويقه مجدداً من دون موقف
جدي ستواجه الفشل».

وواجه الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، انتقادات عنيفة من المجتمعين،
وحمّلوه المسؤولية عما أطلقوا عليه «استشراء الكراهية للإسلاميين»؛ بسبب صمته
عن اغتيال المتظاهرين واستخدام العنف المفرط ضدهم، وإطلاق الرصاص والغاز
المدمع على المنازل والمساجد والمشافي.


بواسطة : admin
 0  0  1269
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:06 صباحًا الجمعة 3 مايو 2024.