الخرطوم ..رجال يعملون داخل كوافير النساء

السودانية منذ أمد بعيد كانت هناك مهن تعتبر حكراً على النساء فقط، خاصة عندنا في السودان، للعادات والتقاليد التي تحكمنا والتي هي جزء من حياتنا الاجتماعية، إلا أن الشاهد مؤخراً انتقلت بعض هذه المهن الخاصة بالنساء إلى رجال، وربما في بادئ الأمر يخيل إليك أيها القارئي أن انتقال هذه المهن للرجال ربما من باب الاستثمار ليس إلا، وأنهم بعيدين كل البعد عن عالمها إلا أن ما يجعلك تصاب بالدهشة هو تواجد هؤلاء الرجال في صوالين التجميل الخاصة بالنساء، ورغم أن عدداً من النساء والفتيات يتخوفن من فكرة أن يقمن بقص شعرهن أو تصفيفه رجل، إلا أن هذا الأمر في طريقه للانحسار، ونستطيع القول إن هذا الحاجز انكسر من خلال الإقبال الكبير على هذه الصوالين.

إحدى الفتيات قالت حسب صحيفة آخر لحظة إنها قامت بقص شعرها على يد رجل متخصص ببحري، وهو صاحب صالون تجميل شهير، وهو يعتبر من أمهر الأيادي المتخصصة في القص العلاجي، وقالت إنها سمعت به من إحدى صديقاتها في الجامعة. وفي بادئ الأمر تخوفت من فكرة أن يقص شعرها رجل، ولكن بعد أن شاهدت شعر صديقتها، وكيف أنه بدأ في الطول تحمست للفكرة وذهبت، وقالت إنه محترم جداً، وأضافت بأنه في أغلب دول العالم هناك رجال متخصصون في العمل في صوالين التجميل النسائية (كوافير) لذلك لا غضاضة في هذا الأمر، خاصة وأن الغرض هو التجميل ليس إلا.

إحدى السيدات قالت: إن الأمر لم يعد بالغريب، فهناك عدد من الصوالين أصحابها من الرجال، ودافعت عنهم بأن هناك نساء أيضاً ولجن عالماً كان حكراً على الرجال فقط منذ أن نشأنا ورأت السيدة أن الرجال في هذه المهنة هم اتقن من النساء، كما أن يدهم سريعة وليس لديهم حقداً، موضحة أن هناك بعض الفتيات والسيدات العاملات في هذا المجال من أصحاب قلوب سوداء – على حد تعبيرها – وأحياناً يقصدن زيادة حرارة الاستشوار أو المكواة بغرض حرق الشعر، كما أن المتخصصات منهن في المكياج أحياناً يستمتعن (ببشتنة) السيدة لشيء في نفوسهن.

اتفقت معها في هذا الأمر رجاء التي قالت: إن الرجال سريعين في الإنجاز عكس بعض النساء اللائي يتحدثن أثناء العمل مع زملاتهن، وأيضاً الرد على التلفون وإهمال الزبونة، إلا أن الرجال يحترمون الوقت والزبائن.