السودانية دولة من؟ وطن من؟
ليس هناك من حديث يفضح أكذوبة ( التداول السلمي للسلطة) مثل حديث علي عثمان هذا؟ و الإفادة الثانية أن هذه الكتائب التي لا يعرفها ( سواد الناس ) هي كتائب خفية و هي ليست من جسم الدولة الظاهر و لا من مؤسساتها المعلومة وهو ما يعني أن نظام الحكم القائم مستغن عن مؤسسات الدولة بما ليس منها وبما لا يعرفه مواطنو هذه الدولة. و الإفادة الثالثة أن الدولة بهذا المعنى صارت ملكا لجماعة مستبدة بقوتها و هي تحرسها حراسة المرء أملاكه و عزيز مقتنياته.
و الخلاصة الخطيرة في هذا الحديث أن هناك دولة موازية للدولة الظاهرة وهي تنشئ من ( التنظيمات ) المستعدة للقتال على نحو يشكل خروجا على القانون الذي أناط موضوع الحماية للوطن و المواطنين بمؤسسات معلومة هي الجيش و الشرطة.
لقد انتهى علي عثمان بفكرة الدولة التي هي ( الشراكة) في الوطن الى محض ( سلطان مستبد) يطلب من ( الرعايا) الولاء و الطاعة و إلا خرجت إليهم (كتائب الظل)تردهم الى حياة القطيع.
لقد وفر علي عثمان للثائرين لتغيير النظام من الحجج و الطاقة و العزم ما يكفي لتغيير كل ديكتاتورية على وجه الأرض.
فيسبوك