• ×

الوزير المستقيل يكشف حقائق سوداوية عن الاقتصاد السوداني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية محمد أحمد الكباشي
في وقت يعلن فيه كثير من الوزراء والمسؤولين التمسك بالمناصب وآخرون يدافعون عن البقاء بحجة الاصلاح، دفع وزير الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية الشمالية د. عبد الرؤوف قرناص ممثل حزب الامة جناح مبارك الفاضل باستقالة شفاهية الي مجلس وزراء حكومة الولاية ابان انعقاده امس بحاضرة الولاية دنقلا. وقال قرناص في هذا الحوار مع (الإنتباهة) الذي اجرته معه عبر الهاتف امس، ان الازمة الاقتصادية التي تواجه البلاد عجزت الجهات المختصة عن ايجاد حلول لها، واضاف ان مشاركتهم كحزب في الحكومة باتت لا معنى لها في ظل الظروف الراهنة، واضاف انه لا يمكن ان يشاركوا في ظل سياسة التحرير التي قال انها افقرت الشعب السوداني، مبيناً ان الباب مفتوح امامهم للانسحاب بشكل كامل من الحكومة.. فإلى مضابط الحوار:

بدءاً ما هي اسباب الاستقالة التي تقدمتم بها؟
< هناك انسداد في الافق لايجاد حلول ناجعة للمشكلات الاقتصادية التي تواجه البلاد، وهذه الحلول تقدم باشكال اسعافية واحيانا امنية، ونرى ان هذا لا يقدم البلاد، والمدرسة الاقتصادية التي تشرف على كل هذا هي مدرسة واحدة، وللاسف كل السبل التي تنتهجها ادت الى هذا الفشل الذي تعيشه البلاد الآن.
هل يعني هذا ان المدرسة التي تعنيها فشلت في ايجاد الحل؟
< نعم عندما شاركت في الحكومة قبل عام ونصف العام كان سعر الدولار لا يتجاوز الـ (20) جنيهاً والآن يقترب من (80) جنيهاً، وهذا يعني ان فترتي بالحكومة التي تصل الى عام ونصف العام لم تكن لهذه المشاركة فيها معنى، وادت في النهاية الى خروج المواطنين الى الشارع، ووصل الامر الى ان يستجدى الموظف مرتبه من موظفي البنوك، وهذا لا بد ان يجد وقفة من كل الوان الطيف الحاكم والمحكوم والمعارضة ومن يقف علي الرصيف، وطرح السؤال لماذا وصلنا الى هذا الحال؟
وهناك نقطة مهمة وهي ان السودان هو الدولة الوحيدة التي لا تملك احتياطياً من النقد الاجنبي بعد (60) عاماً من الاستقلال.
والاهم من ذلك انه لا يوجد لدينا اصدقاء، والسودان لا بواكي له، والشعب يقف في صفوف الصرافات والمخابز والوقود، ولا اصدقاء يقفون معنا فقط نسمع شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، وفي ظل هذا الوضع لا نستطيع الاستمرار.
هل تمت الاستقالة بصورة شخصية ام من قبل الحزب؟
< حضرت امس الى الخرطوم واجتمعت مع رئيس الحزب وطرحت عليه رؤيتي، وشاركني في هذه الرؤية، وبارك الخطوة نفسها التنفيذي الوحيد في حزب السيد مبارك الفاضل المهدي، اما البقية فهم تشريعيون، وبعد ذلك ما يراه الحزب من خطوات بقائه في الحكومة او انسحابه يرجع الى المكتب القيادي وهو الذي يقرر ذلك.
الا تعني هذه الاستقالة اولى خطوات الانسحاب من الحكومة؟
< الآن باتت كل الابواب مشرعة حسب المستجدات على الساحة السياسية، لكن تسير في هذا الاتجاه وفي اقرب فرصة.
هل سيتم فتح باب معكم للتفاوض لاثنائكم عن الاستقالة؟
< لا نسعى للتفاوض للمشاركة بقدر ما نسعى الى الاجابة عن السؤال: لماذا وصلنا الى هذه المرحلة؟ ولا يمكن ان نشارك في ظل الاصرار على سياسة التحرير الاقتصادي التي ادت الى افقار الشعب السوداني، ونتساءل عن اختفاء وزارة التعاون تماماً وتجنب الحكومة ان تعيد هذه الوزارة التي كانت تملك الشعب السلع الاستهلاكية باسعار المنتجين، ونقول ان سياسة البيع المخفض هذه سياسة وهمية وورم وليست شحماً، وبالتالي نقول لا بد ان تكون لنا سياسة خارجية واصدقاء حقيقيون يضمدون جراحنا مثلما ان السودان من قبل شارك مشاركات كبرى في حرب (67) مع المصريين وفي حرب (48)، وفي كل الازمات العربية التي حدثت بذل السودان جهداً كبير مع اشقائه العرب، والآن لا اصدقاء لنا ويتفرجون علينا.
بغض النظر عن التظاهرات كان بوسعكم ان تبادروا بالاستقالة لذات الاسباب؟
< كنا بصدد تقييم الموقف منذ ان جاءت الوزارة الجديدة، ونرى انه لا حلول ايجابية تلوح في الافق، وكنا حريصين على المشاركة الايجابية وابداء النصج والحلول، وسعينا سعياً كبيراً جداً بالذات في حكومة الولاية الشمالية، وهي للأمانة من الحكومات المنسجمة تماماً وتعمل بفريق واحد، وهنا لا بد ان اشيد بهم، فالوالي السابق الاخ علي العوض ومن بعده الاخ ياسر يوسف لا يتعاملون مع الوزراء بالصفة السياسية، لكن في النهاية الولاية تتأثر بالسياسة الاقتصادية الكلية للدولة التي يدفع ثمنها المواطن.
بمعنى انه ليس لديكم خلاف مع حكومة الولاية؟
< ابداً بالعكس تربطني علاقات طيبة جداً بالوالي والاخوة الوزراء السابقين واللاحقين، وعملت معهم بروح الفريق الواحد، واستطعنا ان نحقق انجازات كبيرة جداً في المجالات المختلفة في الولاية، لكن المواطن يتأثر بالسياسة الكلية وخطأ بنك السودان يدفع ثمنه المواطن السوداني وهناك اخطاء المدرسة الاقتصادية.
هل انتم راضون عن الفترة؟
< شخصياً ارى ان ما قدمته دون طموحاتي، وحضرت الي الوزارة مشاركاً في هذه الحكومة، فقد درست في مصر وعملت بالمملكة العربية السعودية وزرت عدة بلدان اوروبية واسيوية ووقفت على مستوى الخدمات بهذه البلدان، وتمنيت ان انقل مثل هذه التجارب الناجحة، والولاية الشمالية حظيت بأن يتم دعمها من ابنائها بالمهجر، وهؤلاء اسسوا بها مرافق صحية كبيرة جداً، لكن التضخم اكل كل مدخرات الحكومة، وهذا ما اقعد الخدمات الصحية عن ان تفي بالتزاماتها، لكن سعينا سعياً حثيثاً لأن نحسن الاداء في وزارة الصحة لكن هذا لم يكن طموحاتنا.
ماذا بعد الاستقالة؟
< نحن كحزب موجودون في الساحة السياسية، ولا بد ان نتحرك ايجاباً، والمؤتمر الوطني اعترف بوجود الازمة، والشعب خرج الى الشارع وعبر عن الازمة، ولا بد ان يجلس الجميع وتجرب مدارس مختلفة عن المدرسة التي تسيطر على الاقتصاد الآن، وايضا في ناحية السياسة نسأل: لماذا لا اصدقاء لنا ولماذا لا نتملك رصيداً من النقد الاجنبي؟ ولماذا نترك محاصيلنا لمضاربات السماسرة للدرجة التي يصل فيها سعر قنطار السمسم الى (4) ملايين جنيه، وتنسحب الشركات من السودان وتذهب الي اثيوبيا، فأين الأمن الاقتصادي من كل هذا؟ ولماذا يتم تهريب الذهب ويحرم منه المواطن حيث ننتج (100) طن من الذهب؟ واين تذهب هذه الكمية؟ ولماذا فقط نستحوذ على 30% فقط منها ولا ندري اين تذهب وقيمتها حوالى (4) مليارات دولار؟ ولا بد ان يسأل البعض هذه الاسئلة ولماذا يحدث كل هذا في السودان؟
هل نشاط الحزب داعم لما يحدث من حراك؟
< نحن ندعم الحراك الشعبي لأن هذا الامر مسموح به بحسب القانون والدستور، وقال سيدنا عمر في ما معناه اذا نحن لم نؤمن للناس امنهم ومعاشهم فلا داعي لأن نحكمهم. وهذا مطلب اساسي. وندعو كل الطيف السياسي في الحكومة وفي المعارضة الى ان ينظروا بكل شفافية ومصداقية الى مشكلات الشعب السوداني، وان يتوافقوا على ان تكون هناك فعلاً حكومة انتقالية مهما كان شكلها، حتى تعبر بالأزمة وتنادي بأن السودان قدم لكل الشعوب التي من حولنا، وهناك مساهمتنا في اعمار الخليج، وابناؤنا انتشروا في الأرض وعمروها.

الانتباهة


بواسطة : admin
 0  0  1851
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:24 صباحًا الجمعة 26 أبريل 2024.