لماذا هبط سعر الدولار بعد صعود جنوني؟

السودانية هدنة الدولار ..تجار لايحبذون هدم المعبد
هدنة الدولار تبدو غريبة جدا هذه الايام فالسعر الذي اقترب من 90جنيها قبل اسبوعين هبط بالتزامن مع الاحتجاجات الى 65جنيها وظل ثابتا في مكانه فيما تكتب بعض المواقع والصحف المقربة من الحكومة عن هبوط مفاجئ للدولار وارتفاع كبير لقيمة الجنيه .
من هم الذين يعملون في تجارة الدولار ؟
اجاب وزير الصناعة مطلع العام الحالي عن 10شخصيات تدير سوق العملات بقيمة 10مليار دولار حتى انهم يتفوقون على البنك المركزي نفسه .
لماذا ظل سعر الدولار في مكانه هذه الايام التي تشهد حراكا ثوريا في 30منطقة ومدينة سودانية الاجابة ان هؤلاء التجار فضلوا ان يحتفظوا بالمعبد وعدم هدمه بالمغامرة في رفع اسعار الدولار لان ارتفاع يؤدي الى جنون الاسواق والسلع بالتالي تصاعد وتيرة الاحتجاجات والاسراع باقتلاع النظام وتغيير معادلة الدولة نفسها فالتغيير القادم حتما يكسر تلك الامتيازات الصخمة التي تتغذى بها فئة محدودة السلطة تعلمهم تماما من هم وصرح مسؤولون انهم سيخوضون «حرب كسر العظام معهم » وعندما يطلقون الوعيد والويل فانهم يعلمون تماما من ينشطون في سوق العملات وتحالفاتهم العميقة لكنها مجرد تصريحات لن تقتلع «عش التجار » .
هذا «الكونسورتيوم الاقتصادي السياسي العميق » هو نفسه من يقوض مشاريع التنمية والانتاج فكلما لاحت قروض صرفتها الحكومة على شراء السلع المستوردة بالتالي تحولت الاجراءات الاقتصادية والاوضاع برمتها الى ماكينة تروس تدور حول نفسها لتشحن السلع المستوردة و«تلقط الدولارات » وتعيدها الى الخارج مع ارباح هائلة .
متى ماسنحت فرصة لتجار العملة «بتاعين اشجار الصمغ الكبيرة » لن يترددوا في القفز بالدولار الى مائة جنيه او يزيد حينها.

من صفحة الصحفي محمد سعيد حلفاوي