الحكومة السودانية تؤكد استعدادها لمفاوضات المنطقتين

 جدّدت الحكومة السودانية التأكيد على جاهزيتها لتلبية أي دعوة من الوساطة الأفريقية لبدء جولة مفاوضات، تمهد نحو التوقيع النهائي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال.

وتجمدت مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية التي ظلت تقاتل في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ العام 2011، بعد أن أخفقت نحو 12 جولة في الوصول الى تسوية، وتعقدت العملية السلمية أكثر مع الانشقاق الذي ضرب جسد الحركة المتمردة وانقسامها لفصيلين بزعامة كل من عبد العزيز الحلو ومالك عقار، حيث عقدت جولة يتيمة مع فصيل الحلو بمباركة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى دون أن تخلص الى نتائج إيجابية.

ونفى عضو وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين، الهادي عثمان أندو، في تصريح لـ "الشروق نت"، السبت تحديد ميقات لانطلاق جولة التفاوض القادمة بين الحكومة والحركة الشعبية، لكنه أكد جاهزية الوفد الحكومي متى ما قدمت الوساطة دعوتها، مشيراً إلى الأجواء المتفائلة بأن السلام بات وشيكاً في ظل المتغيرات الداخلية والإقليمية.

وتابع "الحكومة مستعدة لقبول أي دعوة، وهي حريصة على إنهاء ملف السلام في المنطقتين خاصة بعد التمديد المستمر لوقف العدائيات".

ونوه المسؤول الى أن قبول الحكومة بمقترح الأمم المتحدة الأخير بشأن فتح ممرات لإيصال المساعدات للمتأثرين بالحرب في مناطق سيطرة الحركة الشعبية، يُعزز من فرص إنعاش السلام.

ووافقت الحكومة السودانية الأسبوع المنصرم على مقترح من الأمم المتحدة لنقل المساعدات الى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وأوضحت انها في انتظار موافقة الطرف الآخر لكن الحركة لم تعلق على هذه الخطوة التي لاقت اشادة من الأمم المتحدة.

ودعا أندو الحركة الشعبية إلى الامتثال لرغبات المواطنين، والنظر إلى معاناتهم التي تمتد إلى نحو ثلاثة عقود، وأضاف "هناك قناعة كبيرة وسط مواطني المنطقتين خاصة جنوب كردفان بأن السلام لابد أن يتم".

ووصف خطوة الحكومة بالأمر الإيجابي والنقلة النوعية التي ستُحدث حراكاً مجتمعياً وسياسياً، مبيناً أن الملف الإنساني ظل عقبة في طريق التفاوض، حيث ظلت الحركة الشعبية تستخدمه كسلاح في وجه الحكومة والوساطة.

وأشار أندو إلى أنه بعد قبول الحكومة بالمقترح الأممي، لن يكون لدى الحركة مبررات لرفض بدء التفاوض الذي تجاوز كثيراً من العقبات خلال الجولات السابقة.