المتهمة بقتل زوجة مهدي الشريف لإبنها:"لو ما شهدت لي ح يقتلوني"

السودانية هندية الباقر
شهدتْ قاعة محكمة جنايات أم درمان وسط أمس في جلسة الاستماع لشهود الدفاع، في قضية زوجة رجل الأعمال الشهير مهدي الشريف، حدثاً مؤثراً أبكى الحاضرين. فعندما استدعى حاجب المحكمة الطفل ذي الاثني عشر ربيعاً ابن المتهمة بقتل زوجة الشريف إلى القاعة لسماع شهادته، انطلقت صرخة مدوية اهتزت لها جنبات القاعة أعقبها نداء من المتهمة لابنها (يا أحمد تعال سلم علي وعندها احتضنته وهي تبكي قائلة لو ما شهدت لي ح يقتلوني). كان الحاجز الخشبي يفصل بين الأم المتهمة وابنها الشاهد، دخل الحاضرون في همهات مسموعة وثارت جلبة أربكت القاضي إبراهيم إسماعيل الذي دخل في نوبة صمت. بعد دقائق أعلن القاضي تحديد جلسة مغلقة لسماع الطفل شاهد دفاع مسرح الحادث، على أن تكون بدون حضور المتهمات، على أن يرجأ الاستماع لشهادة اختصاصي التشريح جمال يوسف مدير مشرحة أم درمان. ونوه القاضي إلى أن الجلسة المغلقة ستكون بدون حضور المتهمتين بقتل زوجة الشريف .
وكان محامي الاتهام قد تقدم قبل حضور الشاهد ابن المتهمة بطلب للمحكمة لاستبعاد مستندٍ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تقبل شهادة الولد لوالده ولا الوالد لولده ولا الزوج لزوجته ولا الزوجة لزوجها ولا الأجير لمن استأجره)، موضحاً أن الشاهد المعلن أمام المحكمة طفل مطلوب كشاهد دفاع لوالدته. وأضاف مشيراً إلى أن ذلك سيعرضه إلى هزات نفسية وعصبية خاصة أن والده من أولياء دم ووالدته المتهمة. وجاء بنص من القرآن الكريم لقوله تعالى: ( وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ)، واعترض محامي الدفاع على الطلب الذي تقدم به الاتهام، كما أن المحكمة رفضت الطلب وحددت جلسة للسماع في مطلع الشهر الجاري على النحو الذي أعلنه قاضي المحكمة .
وتشير الوقائع تقدم الشاكي زوج المجني عليها مهدي الشريف إلى قسم شرطة المهندسين بأم درمان، مبلغاً عن جريمة قتل زوجته التي لقت حتفها داخل منزلها بأم درمان خنقاً والاستيلاء على بعض الأموال الخاصة بها. وعلى إثر ذلك هرعت الشرطة إلى مسرح الجريمة برفقة تيم من الأدلة الجنائية لعمل الإجراءات اللازمة، ومن ثم إحالة الجثة إلى المشرحة، وبعد تحريات تم القبض على زوجة ابن المرحومة وشقيقتها واتهامها بالقتل والمعاونة، ودون بلاغ في مواجهتهما تحت المادة (130) جنائي.
التيار