• ×

تفاصيل جديدة من مأساة غرق 4 من أسرة واحدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية الزين كندوة
قبل أن تجف دموع البكاء على حادث غرق أطفال مركب البحيرة بولاية نهر النيل فإذا بالحادثة تتجدد وتنتقل إلى ولاية شمال كردفان وبالتحديد بالقرب من جبل كردفان حيث فقد الصديق عربي أربعة من فلذات كبده.
الحادث المأساوي حدث لأسرة التاجر بسوق الذرة بمدينة الأبيض الصديق أحمد عربي علي، الذي يسكن حي المطار مربع (9) والذي تتكون أسرته من (8) أفراد، ووفقاً لـ (التيار) لتفاصيل قصة غرق الأشقاء الأربعة من شقيقهم الطالب بكلية طب الأسنان بجامعة كردفان أنس الذي أوضح أنهم طلبوا من والدهم إقامة رحلة أسرية محدودة على شرف وداع شقيقتهم هند (17) سنة التي تم قبولها بكلية الطب بولاية النيل الأبيض هذا العام ووافق والدهم وخرجت الأسرة بأكملها إلى جبل كردفان وحطت رحالها بالقرب من قرية يعقوب التي تقع جنوب الجبل والتي بها حفير كبير مسور ومضخة وتناولوا وجبة الإفطار والشاي.
وبعد ذلك طلب أشقاؤه الخروج إلى الحفير لالتقاط بعض الصور وبعد تحذيرات مشددة من والدهم بعدم الاقتراب من الحفير سمح لهم بالذهاب، وانخرط مع والده في إعداد الغداء ووالدتهم عواطف آدم سليمان الأستاذة بمدرسة أحمد إبراهيم بالمطار إلى جوارهم تقرأ أيات من كتاب الله.
وبعد وصلوهم إلى الحفير المسور ذي المدخل الواحد الذي يقع على مرمى حجر من موقع الأسرة أصر الإبن أسامة(15) سنة الطالب في الصف الثاني بمدرسة الرباط الثانوية على السباحة ونزل الماء وعندما ابتعد إلى داخل الحفير ظهرت عليه ملامح الغرق فاستنجد بأخواته فنزلت شقيقته نسيبة (22) سنة التي تدرس الهندسة الكيميائية بجامعة كردفان ولحقت بها شقيقته هند المحتفى بها ومن ثم سارة (13) سنة التلميذة بالصف السابع أساس، وحاول الأصغر أواب(8) الدخول ولكن سكان القرية الذين كانوا أول الواصلين إلى مكان الحادث منعوه فذهب فورا إلى والده وأخبره بغرق أخوته فهب الجميع إلى مكان الحادث فوجدوا الكل تحت الماء وبدأت محاولات الإنقاذ من أهل القرية.
وقال الصديق بعد أن ترحم على أرواح أبنائه متمنياً أن يلهمه الله الصبر. إن كل هذا الحادث تم في صمت تام فلم يصرخ الأبناء وأنهم كانوا بمسافة ليست بالبعيدة وصادف الحادث وجود نسوة بالقرب من الحفير فلم يسمعوا أية حركة وختم بقوله “القدر نافذ”، وأوضح أن أهل القرية استطاعوا أن ينتشلوا جثث بناته الـ(3) في نفس اليوم (الجمعة) ولكنهم أوقفوا البحث بعد غروب الشمس وواصلوا جهدهم لليوم الثاني لإخراج الغريق أسامة الذي تم انتشاله في اليوم الثاني، وشكر الصديق أهل القرية الذين قال إنهم ظلوا مرابطين لمدة يومين حتى انتشال جميع الجثث، لكنه لم يكن راضياً عن أداء قوات الدفاع المدني، مشيراً من خلال حديثه إلى ضعف إمكانياتهم المتعددة والمطلوبة لدرء مثل هذه الحوادث، مبيناً أن المساهمة الكبرى كانت لأهل القرية.
العميد شرطة حامد محمد العبيد أوضح أن قواته بعد أبلاغها مباشرةً كانت حضوراً في موقع الحدث بقيادة النقيب شرطة عبد الله آدم محمد مبيناً (أن لبس قواته للزي الملكي أضاع مجهودهم) ولكن جهودهم كانت وافرة في اليوم الأول والثاني أيضاً وخاصة في انتشال جثة الغريق أسامة الذي عثر عليه العريف شرطة إبراهيم بيلو في قاع الحفير الذي يبلغ (7)أمتار، وأكد بأن قواتهم أشرفت على جميع الجثث حتى مرحلة تسليمها للمشرحة، وأكد أن قواته مدربة تدريباًعالياً وأن أقل فرد منهم خبرته تجاوزت الـ(12) سنة.
وأثناء وجود (التيار) بصيوان العزاء حضر طلاب مدرسة الرباط الثانوية لمواساة الأسرة في فقد زميلهم أسامة وأكد زميله مرتضى عمر على دماثة خلق الفقيد وحسن معشره، متمنياً أن يتقبلهم الله قبولاً حسناً وأن يلزمهم وأسرته الصبر والسلوان.


بواسطة : admin
 0  0  3310
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:00 صباحًا الجمعة 3 مايو 2024.