• ×

مبارك الفاضل :بلاغ جهاز الأمن ضد الصادق المهدي لم أجد له تفسيراً

بخروج علي عثمان ونافع ..انتهت الإحتكارية ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية ** مثير للجدل في حله وترحاله. أحدثت عودته للسودان بعد فترة غياب حراكا سياسيا وإعلامياً، لقدرته على مخاطبة القضايا وانشغالات الناس. سعت إليه (اليوم التالي) لتستنطقه حول تطورات الساحة السياسية وسيل المياه المتدفقة من تحت الجسور؛ تابعنا رؤاه وتحليلاته حول الأوضاع في جنوب السودان، ومآلات الحوار الوطني ومستقبل الحكم في السودان، كما تحدثنا معه حول الحراك السياسي داخل حزب الأمة، وسعيه لخلق تحالفات جديدة لتوحيد أحزاب الأمة. مبارك الفاضل، العائد إلى البلاد بعد طول انقطاع اتهم الحكومة بمحاولات العزل السياسي وتشويه صورته وربطه بالعمل العسكري المسلح للجبهة الثورية، رغم إعلانه الالتزام بالعمل السياسي السلمي. وشنّ في هذا الحوار هجوما على الصادق المهدي، داعيا إلى تنحّيه ليفسح المجال لأجيال جديدة، كما قال إنّه يفضل أن يختتم الرئيس حياته السياسيّة، بعد 25 سنة حكماً، لقيادة عملية الإصلاح السياسي الشامل. الفاضل تحدث خلال الحوار عن ملابسات ضرب مصنع الشفاء، متّهما المدير الفني للمصنع بإبلاغ الأمريكان، كما نفى صلته بتحريض واشنطون لضرب مصنع آخر في جياد. وعبر عن ثقته في الجيش، مناديا بأن يقود الجيش الحوار وليس علي عثمان ونافع وغندور. معاً إلى مضابط الجلسة في حضرته:

* هل يثق سيد مبارك في مبادرة الحوار الوطني ويعتقد أنها يمكن أن تقود إلى سلام؟

- هناك فرصة، لكن الطريقة التي تم بها الحوار غير موفّقة، وجلسة 6 أبريل والطريقة التي اقترح بها الاستمرار في الحوار غير موفّقة، ولا تؤدّي إلى نتائج.

* لماذا بوجهة نظرك لا تؤدّي إلى نتائج؟

- الحوار يتطلب اتفاقا على آلية مشتركة ومستقلّة، ولابد أن يتفق الناس على ترتيبات لبناء الثقة، إضافة إلى التقديم لذلك بوقف الحرب، ثم يتم الاتفاق على الأجندة والترتيبات وغيرها، بعد أن يجتمعوا في داخل السودان أو خارجه. وطالما أن هناك آلية مستقلة إقليمية ودولية معنيّة بالسودان، يمكن أن تكون هي الآلية المستقلّة التي تسهّل وتتابع وتراقب الحوار، لضمان نتائجه؛ كالرئيس امبيكي، ومبعوث الأمم المتحدة هايلي منكريوس، ومبعوث اليوناميد بن شمباس.. هؤلاء الثلاثة يمكن أن يشكّلوا الآلية المستقلّة، ويمكن أن يكونوا مسهّلين للحوار بأوراق ودراسات حول مختلف القضايا. المقترح الذي قدمناه مع الحركة الشعبية في أديس أبابا أن ينعقد اجتماع في أديس أبابا، تدعو له هذه الآلية كل الأطراف ليتفقوا على الأجندة والإجراءات، بعدها يمكن أن ينعقد الاجتماع في الخرطوم.

* لكن الحكومة لها تحفظات حول الاجتماع خارج السودان، خاصة وأن هناك كثيرا من المبادرات التي طرحت للاجتماع في الخارج، كالاتحاد الأوروبي مثلاً وغيره؟

- لابد أن يكون هناك اجتماع تحضيري خارج السودان في البداية، ليتم الاتفاق، وبعد الاتفاق يمكن أن تنتقل الاجتماعات إلى السودان، تحت رعاية وإدارة الآلية المستقلة هذه، لأن هناك ترتيبات تحتاج لحاملي السلاح، ولابد من إيقاف الحرب.. وناس صادرة عليهم أحكام بالإعدام في هذه الظروف لا أحد سيحضر، لذلك لابد من إيقاف الحرب، وإغاثة الناس، وفك الحظر على الحركة الشعبية كحزب سياسي، لخلق ظرف مواتٍ جديد، للاستفادة منه في تحقيق اختراق سياسي في الاتفاق، وهذا المبدأ لا يوجد من يختلف معه.

* إذاً، أين الاختلاف؟

- الاختلاف على المنهج وآليات إدارة الحوار. الطريقة التي تمّت هي عفوية وغير منظمة، يمكن تسميتها (بقولة خير) لكن لا يمكن اعتبارها مهراً أو عقداً أو يمكن أن تؤدّي إلى النتائج المطلوبة.

* وما هو المطلوب الآن؟

- المطلوب الاتفاق على الآلية والتحضير والترتيب ونمشي لقدام.

* كنت قريباً من مفاوضات أديس أبابا بين الحكومة وقطاع الشمال؛ القطاع يتحدث عن الحل الشامل والحكومة تتمسك بالتفاوض على المنطقتين فقط، ما هو رأيك؟

- المفاوضات لديها مرجعيّة قرار مجلس الأمن الدولي، ومجلس الأمن الأفريقي، وهذان القراران يتحدثان عن أن اتفاق 28 يونيو هو مرجعية هذه المفاوضات، وهو يتحدث عن حل شامل للأزمة السودانية، وهذا الاتفاق يتحدث بصورة واضحة عن مؤتمر دستوري لوضع ترتيبات لحل شامل لحل أزمة الحكم في السودان، لكن هذه كانت قادمة من اتفاق ثنائي للترتيب لحل جماعي. الحكومة رفضت الاتفاقية وظلت تتحدث عن الحل الثنائي، وهو يتعارض مع القرار، ومع قناعة الحركة الشعبية شمال، لأنّها اتخذت قراراً بأن لا تقبل أيّ حل ثنائي في المنطقتين، لأن المنطقتين مصيرهما مربوط بالحكم في الخرطوم، ولو أنهم قبلوا هذا الحديث فسيلغون كل نضالهم، ويرجعون للمربع الأول، وأن يعقدوا اتفاقا في ظل نظام شمولي، يقدم لهم تنازلات ومشاركات شكلية في الحكم في مناطقهم، وفي المركز، مثل ناس دارفور، لكن يظل القرار السياسي محتكرا لفئة، وتظل أجهزة الدولة ومواردها محتكرة عند فئة، بالتالي (لما يزهجوا) يحدث الخلاف مرة أخرى، ويعودون إلى المواجهة العسكرية. لذلك رفضوا الدخول في حل ثنائي في المنطقتين، بل هم مستعدون لمناقشة حل المنطقتين في إطار حل شامل للقضية السودانية، وليس لديهم مانع في تعديل مسار هذا الحوار، وغندور قال لهم أنتم لا يمكن أن تتحدثوا عن الحل الشامل نيابة عن الناس في الداخل، ونحن كذلك. وقال ياسر عرمان ليس لدينا مانع، ويمكن أن نتفق على حكم بيننا، ونجتمع لكي نتفق على الترتيبات، ونضعها كجزء من اتفاقيتنا هذه، وأنا وانت نحضر الآخرين ونتفق على ترتيبات المؤتمر الدستوري.

* والوفد الحكومي يرفض..

- موقف الوفد الحكومي متأرجح، لأنه بدأ بالمنطقتين، والآن قبل أن يضمن أجزاء رئيسيّة من اتفاق 28 يونيو المقدمة والترتيبات السياسية والأمنية والإنسانية، والحرب لم تتوقف، ولم يتم الاتفاق عليها، لأن الحكومة تريد وقف إطلاق نار شامل، والحركة تقول إن ذلك يأتي نتيجة لاتفاق سياسي نهائي، لكن يمكن أن نوقف العدائيات لتيسير وصول مساعدات إنسانية، وفق أسس دولية، والوفد حكومي رافض باعتبار أنّها تتعارض مع السيادة، وتريد توزيع الإغاثة، وسيكون الخلاف في كيفية تنزيل الاتفاق الإطاري حول الحل الشامل، والحوار الدستوري إلى أرض الواقع، وإذا تم التوقيع على هذا الاتفاق، فسيحتاج إلى خمس سنوات ليتحوّل إلى اتفاق حقيقي، لأنه لا يوجد نفس الزخم والتدخل والضغوط الدولية التي حدثت في اتفاقية ميشاكوس، لذلك نقول إذا استطعنا تحريك الحوار بصورة جديدة، واتفقنا على الآلية المستقلة، وعلى اجتماع الترتيبات، وقبلت الحكومة بوقف العدائيات، وتوصيل الإغاثة، ورفع الحظر عن قيادات الحركة الشعبية؛ هذا سيعطي دفعه للمسارين لكي يلتحما، وتكون الحرب متوقفة، ويكون هناك تقدم في المسارين، ونستطيع تحقيق غايات الحوار الدستوري بصورة أسرع وأوفق.

* بأيّ صفة كنت موجودا في أديس داخل مقر المفاوضات؟

- أنا ذهبت كعضو في حزب الأمة، لأن الحزب لديه رؤية لهذه الحلول، وهي قديمة منذ اندلاع الأزمة، وذهبت لمعرفة الحاصل، وأجري مشاورات، وألتقي بوفد الحركة والوساطة الأفريقية الموجودة على جانبه. التقيت بعض أعضاء الوفد الحكومي، بالأخص في زيارتي الأخيرة، وتعرفت على آرائهم، وقلت رأينا في مؤتمر صحفي مشترك مع الحركة الشعبية شمال، أعلنا فيه اتفاقنا على الدفع بعملية الحوار، وكيف ندفع بعملية وقف الحرب.

* هل نتوقّع أن يحدث الجولة القادمة اختراق وتوقيع الاتفاق الإطاري؟

- في رأيي لن يحدث اختراق حتى ولو أكمل الوفد الحكومي الاتفاق الإطاري بهذا النفس، وهذه الخطوات، فالموضوع سيحتاج إلى خمس سنوات، وهذه المسألة تريد قوة دفع، وجرأة قرار يوقف الحرب، ويدفع بمسار الحل الشامل بصورة غير تقليدية. ولكي نستفيد من الجولة القادمة، التي ستكون روتينية، أقصى ما يمكن الاتفاق عليه هو الإطار، ولكي ينزّل إلى الواقع يحتاج إلى خمس سنوات كما ذكرت.

* ما هو رأيك في وجود امبيكي بالخرطوم ولقائه بأحزاب المعارضة بما فيها قوى الاجماع الوطني؟

- امبيكي يريد تحريك هذه الأطراف ويرى ما هو الموقف، ففي آخر اجتماع لمجلس الأمن الأفريقي تم تكليفه فيما يتعلق بالحل الشامل وتحدثوا عن مباركة خطوات الحوار الوطني التي أعلنها البشير وكلفوا امبيكي بالعمل على إنجاح هذا الحوار، وتكليفه أصبح مرتبطا بمبادرة الرئيس غير تكليفاته السابقة، ونحن اصلا طالبين امبيكي وهايلي منكريوس وبن شمباس بأن يكونوا هم الآلية المستقلة، غندور في اديس وافق عليهم كأشخاص لكن ليس كمؤسسات وقلنا له لا.. هم يمثلون مؤسسات لكن كأشخاص الأمر لا ينفع لكنه عمل خطوة متقدمة ووافق على مبدأ الآلية المستقلة.. والإنقاذ فاوضت في كل عواصم الدنيا فما الذي سينقصها إذا عقد اجتماع تحضيري في أديس أبابا يمهد لإنجاح الحوار الدستوري؟.

* هل استغربت من انسلاخ غازي صلاح الدين من المؤتمر الوطني وتكوين حزب منفصل؟ وكيف ترى مستقبله؟

* لم أستغرب لأنني متابع د. غازى وكانت لديه كتابات ومبادرات كثيرة حول كثير من القضايا فكان الأمر متوقعا بل أرى أن هذا الموقف تأخر كثيرا.. كان متوقعا قبل سنوات أن يكون هناك تمايز في الصفوف، لأنه عبر كثيرا عن ضيق السياسات والخط الماشي ووضع مذكرات كثيرة وعقد ندوات بمركز الشهيد الزبير، نحن حقيقة نريد لقوى الإصلاح في كل التيارات السياسية أن تلتقي لأننا لا نريد أن تتنازع الصفوف على أساس يساري وإسلامي وعلماني، نريد أن يلتقي الناس حول أجندة التغيير بصورة وطنية يتجاوزون بها هذه التقسيمات لأن الوطن يحتاج لوحدة كل الآراء والأفكار والتيارات حول برنامج للمستقبل ونأمل أن نعمل معاً في تشكيل جبهة للتغيير إلى جيل جديد، وللمصادفة نحن جيل واحد، وما قبلنا الجيل الذي جاء في الستينيات، فهذا جيل لم يحضر صراعات الستينيات، أرجوا ألا ينقل هذه الصراعات لمستقبل السياسة السودانية، ونتمنى أن يتجاوز هذه الصراعات، ويوحد الرؤى لإرساء استقرار ونظام جديد في السودان؛ يتم التداول السلمي فيه برؤية إصلاحية جديدة تتجاوز الصراعات الماضية في الساحة السياسية.

* سبق وأن دعوت الرئيس البشير لعدم الترشح مرة أخرى في الانتخابات القادمة..

- نحن نقول إنه بعد 25 سنة من الأفضل للرئيس أن يتذكره التاريخ بأنه قاد عملية مصالحة أنهت الحروب في السودان وأنجز انتقالا من الوضع الشمولي إلى وضع تعددي ديمقراطي وأسس لوضع جديد في السودان، وبدل يترشح ويذهب إلى الاتجاه الانقسامي الموجود الآن بعد 25 سنة خاصة بعد الصراع الدائر الآن داخل المؤتمر الوطني وبعد خروج الصقور الذين لديهم مصلحة حقيقية في استمرار الصراع، الرئيس يمثل المؤسسة العسكرية التي اضطرت لأن تحارب في كل الجبهات واستمرت منذ سنة 55 تحارب حروبا داخلية اشتعلت وتصاعدت في ظل الإنقاذ، فهو يمثل هذه المؤسسة وفي تقديري بعد 25 سنة الافضل أن يقود خطا مثل الذي نادى به الآن لمصالحة شاملة للانتقال بالسلطة إلى وضع ديمقراطي وإلى سلام شامل في السودان، هذا هو نداؤنا له.. وأن الأفضل ينزل في التاريخ مهما كان اختلافنا معه حول تقييم الـ25 عاما ودوره فيها إذا ختم حياته السياسية بهذا التوجه دون شرط يكون هناك أثر كبير على سيرته في التاريخ ومسار السودان.

* هل تعتقد أن علي عثمان ونافع خرجا بالفعل من الحكومة أم لا يزالان يديران الملفات من خلف الكواليس؟

- هما أقصيا (لأن الناس ديل هم يفهمون من خلال السلطة التنفيذية وما في حاجة في السودان اسمها سلطة حزبية)، السلطة الحزبية تأتي ثانوية للسلطة الدولة فالدولة هي التي تدير وليس الحزب خاصة في النظام الشمولي فأنت عندما تفقد منصب نائب أول ومساعد رئيس الجمهورية تكون فقدت السلطة (بالنسبة لزول كان نائب أول إنت الآن زول عادي لا بتحل ولا بتربط كان عندك المال والقرار وعندك الربط والتعيين انت الآن ليس لديك حاجة) حتى لو كنت مشاركا في أجهزة حزبية وغيرها فأنت أصبحت واحدا من جماعة ليس لديك قرار وهذا نظام شمولي القرار فيه كان محتكرا لفئة صغيرة كان علي عثمان في مقدمتها والآن بخروجه انتهت العملية.

* أقوى اتهام ضدك يقولون إن السبب الرئيس لإخراجك من الحكومة وفض الشراكة معك أنك حاولت أن تخلق تحالفا ثلاثيا بينكم وقرنق والبشير والسعي لتجاوز الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني مما عده البعض خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وخطيئة لا يمكن غفرانها؟

- (ضحك) أنا ما حصّلت قرنق.. أنا خرجت قبل ذلك، لكن فكرتنا كانت أنّ السلام مهم جدا لدفع عملية التحول الديمقراطي، وإنهاء احتكار السلطة بواسطة فئة من الإسلاميين، وبالتالي شجعنا فكرة السلام وشجعنا فكرة التفاهم بين قرنق والبشير، وأنا كنت في لندن، وبعد أن رجعت اتصل بي قرنق وأنا هناك والتقيته. أهم حاجة قرنق قال لي "أديني قرايتك لهذه القصة وانت كنت جوة الحاصل شنو؟" أعطيته رؤية إيجابية عن البشير، وقلت له هذا الرجل كعسكري يمكن التعاون معه في إطار التغيير والسلام. فقال لي سألتقي به رغم أنني ممتنع عن لقائه لكن سألتقيه بواسطة موسيفيني وسأخبرك برأيي بعد ما ألتقيه إن كنت متفقا أو مختلفا معك.

* وبعد أن تم اللقاء هل اتفق اختلف معك أم؟

- هو التقى به في كمبالا، وقال لي أنا موافق على تحليلك، ووصلت لنفس النتيجة، ويمكن التعامل معه باعتبار أن الآخرين ديل ناس معصلجين، ولديهم تعصب لفكرهم وحزبهم وهذا رجل عسكري يريد تحقيق السلام، والبيحارب هو الجيش، وتقبله للآخر والتغيير يكون أفضل وأسهل من زول متمترس حزبيا وفكريا في موقفه، فكانت هناك أفكار مثل هذه يتحدث الناس عنها، ويتداولون فيها في ذلك الوقت. لكن الفكرة كانت السلام. الغرب يقدم السلام على الديمقراطية وهذا كان خلافنا مع الصادق المهدي عشان تساهم في السلام ادفع بملف التحول الديمقراطي لأن السلام الغرب يقدمه على الديمقراطية وسيعمل السلام من خلال هذا النظام وليس من خلال نظام انتقالي أو ديمقراطي كان رأيه أن الغرب سيأتي بالديمقراطية وإذا ما تقبل الغرب المبادرة الليبية المصرية وراهن على هذه القصة وكتاباته موجوده وكتاباتنا موجوده (عشان ما نتغالط) وفضل أن لا يستفيد من اتفاق جيبوتي ولا يشارك في السلطة ويشارك في عملية التغيير الديمقراطي قبل السلام، وأنا كنت في الأوراق التي اكتبها في إطار التفاوض مع الوطني في الفتره من 2000 الى2002 أفصل بين القوات المسلحة والحركة الإسلامية وحزب الأمة وهم كانوا يتضايقون من هذا الكلام ويريدون أن يركبوا في ظهر القوات المسلحة.. اتذكر أن علي عثمان أرسل مع واحد وسأل "ليه مبارك يريد أن يفصلنا من بعض نحن حاجة واحدة؟" فقلت له "لما يأتي لابس عسكري وأشوف الدبابير بتاعته بعدين ممكن أضعه مع الجيش لكن أنا شايف ناس لابسين مدني وهو زول مدني حزبي".

أرى أن النظام فيه فئتان: جيش وحركة إسلامية والترابي (قدر ما حاول مع البشير عشان يقلع البدلة العسكرية البشير رفض) إذن النظام ظل مكونا من القوات المسلحة والحركة الإسلامية وهذا الفصل كان مع علي عثمان غير مريح هو ما قال لي مباشرة لكن رسل لي مع زول وكما قلت الجيش هو في مقدمة السلطة والحركة الإسلامية لديها مصلحة ولا تستطيع أن تتحدث معي وفمها مليان موية.

* لذلك طالبت بمشاركة الجيش في الحوار؟

- الجيش لديه مصلحة في عملية التغيير لماذا لا يقود الحوار؟ العسكريون من البشير ومن معه هم الذين يقودون الحوار لا أن يقوده غندور وعلي عثمان ولا نافع (ديل كلهم لديهم مصالح) وهذا الحديث استقبل استقبالا معقولا ومنطقيا والآن في قمة السلطة الرئيس ونائبه الأول الاثنان عسكريان بجانب وزير الدفاع المناصب الثلاثة الرئيسية لدى القوات المسلحة.. إذن أفضل وأريح لي أن يقود الجيش الحوار مع الحركة السياسية باعتبار أنه هو الذي جاء بهذا النظام.. الإسلاميون مستفيدون ولديهم مصالح ولن يتركوها بسهولة، بالتالي قلنا هم أقل استجابه لإنهاء احتكار السلطة، لكن العسكريين يرون المشاكل أمامهم والجيش في النهاية مطلوب منه حماية الحدود وحماية الأمن القومي والأوضاع بالتالي رؤيته للمخاطر تكون أكثر وضوحا وليست لديهم المكاسب الموجودة بالنسبه لهؤلاء الجماعة وهم أكثر استعدادا للاتفاق.

* كانت هناك أنباء تم تداولها بكثافة من خلال وسائط التواصل الإجتماعي عن اجتماع بين الصادق وعبد الرحمن ومحمد عطا وطالبوا عطا باعتقالك ولم يجد الطلب قبولا.. ما صحة ذلك؟

- أنا ما عارف حاجة عن الاجتماع ولكن قرأته في أجهزة الإعلام لكن المفهوم قبل ما أطلع يوجد جناح في حزب الأمة لديه علاقة بالنظام يحرض ضدنا في إطار الصراع الموجود لتعويق مسيرتنا، كانت لدي ندوة في كوستي في الدار مشى رئيس الحزب هناك بإيعاز من ناس صديق إسماعيل لناس الأمن قبل سنتين لمنع الندوة وتم استجوابي بواسطة الأمن قبل خروجي وفعلا في جناح يحاول يستنصر بالأمن لكن ليست لدي فكرة عن الاجتماع.

* هل تمت مضايقتك من قبل الأمن بعد عودتك؟

- أبدا لا توجد مضايقات.

* ما رأيك في بلاغ جهاز الأمن ضد الصادق المهدي بسبب نقده لقوات الدعم السريع؟

- لم أجد له تفسيرا، إذا كانت خطوة متفقا عليها فما عندها قيمة وإذا كانت غير متفق عليها وتمت أراها خصما على جهاز الأمن والنظام لأنهم أثاروا صراعا مع شخص يساندهم، فالصادق المهدي من كثرة تصريحاته أصبح الناس لا يقرأون كلامه ويتابعونه فهم بالتالي لفتوا أنظار الناس لكلام مافي زول انتبه له، إذن في تقديرى كما قلت إذا كانت خطوة متفقا عليها فليس لها معنى وإذا كانت غبنا من الإنقاذ ضد الصادق فليس لديها قيمة لأنه أقرب الناس لهم ولده في السلطة وأولاده معهم في الأجهزة ليس لدي لها تفسير فهي أقرب للمسرحية وليس فيها منطق..

* وما هو رأيك في القوات مثار البلاغ؟

- طبعا رأينا في القضايا دى واضح وأن الحرب يجب أن تتوقف لأن لها بعدا شعبيا وغيره والتوسع في قضية الصراع الأهلي مسألة لن تأتي بنتائج وستدمر النسيج الاجتماعي وموارد السودان وفي النهاية لن يكون لها مردود سياسي ولن يكسب منها أي طرف لا يوجد حل عسكري.

* وأخيرا ما هو مستقبل مبارك الفاضل السياسي بعد مطالبة الصادق لك بالابتعاد عن الحزب؟

- هذا رأيه الشخصي ولن يقرر لحزب الأمة.. نعم هو رئيسه لكن فترته انتهت.. الصادق في آخر مرحل حياته السياسية بحكم السن والواقع بعد خمسين سنة في رئاسة الحزب والآن هو يدخل على سن الـ80 وهي مرحلة تعتبر منتهية في الحزب نحن نريد منه أن ينهي حياته السياسية بتكريم واحترام، معترفون بما قدمه ونترك للتاريخ أن يحكم على تجربته لن نحكم عليه نحن لكن حزب الأمة كحزب وجد قبل أن يبلغ الصادق المهدي الرشد وكان عمره 15 سنة فهذه هي مسيرة الحزب ولابد أن يكون مثله ومثل العظماء الذين سبقوه لن يكون أفضل من الإمام عبدالرحمن ولا محمد أحمد محجوب ولا عبد الله خليل ولا والده الإمام الصديق جميعهم انتقلوا والحزب استمر وهو ملكية على الشيوع وأنا مؤسس فيه في مرحلته من 85 عندما أعيد تشكيله من جديد وأنا عضو مناضل فيه من سنه 69 وأنا طالب فالصادق أنا قابلته في النضال وهو يردد كثيرا أنه من صنع مبارك.

* وهل صحيح هو صنعك؟

- غير صحيح هو فوجئ عندما التقيته وهو في إقامة جبرية في بورتسودان واستطعت أن أتسلل له وأنا عضو في الجبهة الوطنية جئت إليه بمسودة من الجبهة لكي يعلق عليها وأنا طالب في الثانوي فوجئ بأن أحد أقربائه كادر سري وشغال في الجبهة الوطنية وشريك لحسن نور الدائم والشريف الهندي وأنا جايي بوثيقة خطيرة زي دي قدرت اصلوا في بيته المحتجز فيه ومكثت معه ثلاثة أيام بعدها سنة 74 ونحن في الجامعة ووجدنا شغالين في العمل السياسي مع الجبهة الوطنية وبعدها توثقت علاقتنا في إطار العمل وليس في إطار الأسرة ولدينا سجل طويل من النضال في الحزب فالصادق لديه خلاف معنا ومع تقدم السن أصبح لا يحتمل الخلاف فيذهب لقول إن هذا ليس حزب أمة والباب يفوت جمل وكله كلام غضب وأناس كثيرون أخذوه عليه.

* هل يمكن أن يكون هناك تحالف بينك وإبراهيم الأمين وتكونا حزبا آخر؟

- لا.. نحن ماشين في تجاه توحيد حزب الأمة عملنا ميثاق الوحدة والتغيير والآن كل التيارات منخرطة في حوارات حول هذا الميثاق. لدينا حوالي ألف شخصية يمثلون رموز الحزب في أنحاء السودان ابتعدوا، لدينا الآن جهد لأن نتواصل معهم ليعودوا إلى الحزب وسنجمع كل هؤلاء الناس حتى الصادق سنعمل معه حوارات في أن ينضم إلى مسيرة الوحدة لأن الأجهزة الموجودة الآن أجهزة معطوبة وانتهت، فكلنا نريد أن نتوافق على أجهزة انتقالية وموعد لانعقاد المؤتمر العام بعدها ينتخب المؤتمر العام من يريد حتى وإن انتخب الصادق مرة أخرى فلينتخب ولكن ليس لدينا فيتو على شخص نحن نريد وحدة الحزب ونريد التغيير والاتفاق على وحدة الخط السياسي.
اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  988
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:42 مساءً الثلاثاء 7 مايو 2024.