• ×

صحيفة عربية : الفيضانات تتسبب بتدمير شرق وغرب السودان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية «القدس العربي»: تعرضت مناطق في غرب وشرق السودان لسيول وفيضانات مدمرة، قضت على أكثر من عشرة أشخاص وجرفت 3000 منزل في منطقة النهود، غربي البلاد وأحدثت خسائر فادحة في كسلا شرقا وبربر في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم.
وتوقعت الهيئة العام للأرصاد الجوية في السودان أن تشهد معظم أجزاء البلاد أمطارا خلال الأيام المقبلة، متنبئة أن تكون الأمطار غزيرة في بعض المناطق خاصة شرق ووسط وجنوب وغرب البلاد.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت في كردفان غربا، في سيول وفيضانات دمّرت المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة النهود وقضت على أكثر من 15حيا في المدينة. وحسب شهود عيان فقد استمرت الأمطار أكثر من 15 ساعة وأدت لوفاة عشرة أشخاص وفقدان آخرين وأصبحت آلاف الأسر في العراء بعد أن تهدمت منازلهم كليا أو جزئيا.
ودمرت الأمطار أجزاء من سجن المدينة الأمر الذي أدى لهروب النزلاء حسب مواطنين، لكن الإدارة العامة للسجون في السودان نفت ذلك عبر بيان وأكدت وجود جميع النزلاء البالغ عددهم 300 نزيل. وأفاد مواطنون بتواصل هطول الأمطار حيث بلغت 153 ملمترا مما أدى لتأزم الموقف بإنهيار المدارس والمساجد ونفوق أعداد كبيرة من الأغنام والمواشي وتوقف المخابز والأسواق وقطعت السيول طريقا بريا لم يتم افتتاحه رسميا يربط مدينة أمدرمان بمدينة بارا.
وأطلقت جهات رسمية وشعبية حملة مساعدة المتضررين من جراء السيول والأمطار التي ضربت مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، حيث وجهت وزارة الصحة الولائية نداء استغاثة عبر بيان لها وناشدت كل الجهات بتقديم العون العاجل للمتضررين. وقال مواطنون إن حجم الدمار أكبر من الإمكانات المحلية منوهين لضرورة تدخل الحكومة المركزية. وعلى صعيد الدعم الشعبي بدأت العديد من منظمات المجتمع المدني في استقطاب الدعم وتحويله مباشرة للمتضررين.
وفي ولاية كسلا شرقي السودان دمرت السيول عشرات المنازل في حي مكرام، وذلك عقب فيضان وادي الأميري واجتياحه لثلاثة مربعات سكنية في المنطقة وبلغت الاستعدادات في مدينة كسلا أشدها بعد وصول نهر القاش الموسمي لأعلى فيضان له.
وحسب الجهات الرسمية للأرصاد فقد سجلت مناسيب نهر القاش هذا الأسبوع ارتفاعاً ملحوظاً في محطة «الكبري» عقب أمطار غزيرة شهدتها مدينة كسلا واستمرت نحو أكثر من ثماني ساعات. وسجل القاش مناسيب اقتربت من فيضانه في عام 2003 القياسية عندما اجتاح مدينة كسلا، التي تقع على بعد480 كلم جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم، ويتسبب فيضان القاش مع هطول الأمطار الغزيرة في إلحاق أضرار بالغة بمدينة كسلا في كل عام رغم وجود هيئة مستدامة تحمل اسم هيئة ترويض القاش.
وقال المهندس حسب النبي موسي محمد وكيل الري في السودان إن التحضيرات الجيدة التي قامت بها وزارة الموارد المائية والري والكهرباء خلال الثلاث سنوات الماضية أدت لتجنب مخاطر فيضان القاش التي كانت تحدث في السنوات الماضية. وكشف في تصريح صحافي عن تأهيل وتقوية كافة الجسور على طول نهر القاش من دخوله للسودان وصولا إلى الدلتا بجانب تنفيذ كافة العراضات على طول مجرى النهر وإكساء الجسور التي تقدر بعشرات الكيلومترات، مع تأهيل القناطر وقنوات مشروع القاش الزراعي. وأضاف أن أعمال الصيانة والتأهيل بدأت منذ وقت مبكر مما أسهم في إنفاذ كافة محاور الخطة الموضوعة استعدادا لفيضان هذا العام.
ووصف حسب النبي فيضان هذا العام بغير المسبوق والذي وصل إلى أقصى المناسيب مسجلا 507.10 متر فوق سطح البحر حيث سجل أعلى منسوب في الأعوام 2003 وعام 2007 بواقع 507.40 متر فوق سطح البحر. وقال لولا التحضيرات الجيدة التي قامت بها وحدة ترويض القاش التابعة لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء، لحدث ما لا يحمد عقباه، وأن التحضيرات التي تمت جنبت مدينة كسلا مصير الفيضانات السابقة.
وعلى غير المعتاد دمرت سيول وفيضانات مناطق غرب مدينة بربر التي تقع في ولاية نهر النيل شمال السودان، حيث اجتاحت سيول مصحوبة بأمطار قرى ومناطق عديدة وأدت إلى خسائر فادحة وغرق كل المحصولات الصيفية التي يعتمد عليها أهل المنطقة في غذائهم ومعاشهم. كما جرفت السيول العديد من المنازل وأدت لإغلاق مصادر مياه الشرب وإنقطاع التيار الكهربائي، وحسب مواطنين من المنطقة فإنها أصبحت معزولة بسبب عدم توفر وسائل المواصلات.
وترأس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية السوداني ورئيس المجلس القومي للدفاع المدني اجتماع لجنة متابعة أحداث خريف هذا العام ووقف على حجم الأضرار جراء الأمطار التي شهدتها بعض المناطق في ولايات غرب كردفان وكسلا وأجزاء من ولاية الخرطوم، وأكد المجتمعون على ضرورة تنسيق الجهود بين كافة مكونات اللجنة داخل المركز وعلى مستوى الولايات وتوفير كل المعينات والاحتياجات العاجلة للمتضررين في تلك الولايات.
وقال الفريق شرطة (حقوقي) د.هاشم حسين عبد المجيد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني الأمين العام للمجلس، في تصريحات صحافية إن المجلس القومي للدفاع المدني والهلال الأحمر ومفوضية العون الإنساني ومنظمة سند الخيرية ومنظمة الزبير الخيرية إلى جانب ديوان الزكاة، قدموا مساعدات عاجلة للمتضررين تمثلت في بعض المواد الغذائية والملابس والمشمعات والإيواءات.
على صعيد متصل سيرت مفوضية العون الإنساني قافلة مساعدات إنسانية للمتضررين من السيول والأمطار في ولايتي كسلا وغرب كردفان.
وقال مفوض العون الإنساني في السودان أحمد محمد آدم إن القافلة تأتي في إطار اهتمام المفوضية بمتضرري السيول والأمطار، مشيرا إلى أن المفوضية شكلت غرفة للطوارئ في كل ولاية للتعامل مباشرة والاستجابة السريعة للمتضررين.
وأوضح أن القافلة تشتمل على مواد غذائية ومواد إيواء مؤكدا أن الجهود ستتواصل لتقديم العون لبقية الولايات المتضررة وذلك عبر تنسيق جهود الشركاء لإغاثة المناطق المتضررة والاستعداد للقادم خاصة أن التوقعات تشير إلى هطول المزيد من الأمطار الغزيرة مبينا أن المفوضية تعمل ضمن منظومة حكومية وشركاء من القطاع الخاص والعام لتقديم الدعم والاستجابة الإنسانية للمتضررين.
وأبان مفوض العون الإنساني أن المفوضية جسم تنسيقي يعمل على توفير المعلومات والبيانات وتنسيق الجهود لتكون الاستجابة متناغمة ومتناسبة مع حجم الضرر والاحتياجات الأخرى، لافتا إلى تشكيل غرف مشتركة تقوم بإصدار تقارير يومية عن الأوضاع. وأعلن الاتحاد الأوروبي، الأحد، تقديم مساهمة للسودان بمبلغ 106 ملايين يورو (126 مليون دولار) لتلبية احتياجات المتأثرين بالكوارث الطبيعية في البلاد.


بواسطة : admin
 0  0  1226
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:42 صباحًا الإثنين 20 مايو 2024.