• ×

بيان بنك السودان "المضروب" ..والفقرة "الثعلبية"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية كمال كرار

بعد ان صار الجنيه السوداني ورقة ساكت لا تشتري حتى كيس التسالي .. تذكر بنك السودان فجاة مسؤوليته عن حماية العملة الوطنية وتحقيق استقرار سعر صرفها والمساعدة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي كما ذكر في بيانه العجيب الغريب ..
وقال انه ومن خلال متابعاته - اين وكيف ؟؟- فقد تبين له انتشار كميات كبيرة من فئة الخمسين جنيها مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات الفنية.. الأمر الذي أدى الى زيادة السيولة بشكل واضح، وتسبب - مع عوامل أخرى وبصورة واضحة - في انفلات الأسعار وأثر بصورة مباشرة في حياة المواطنين اليومية .
لقد صحا البنك من نومة اهل الكهف ..فوجد عملته مزورة وغير ذات قيمة .. ووجد الاسعار منفلتة .والسيولة زائدة ..وكانه لم يكن السبب في زيادة هذه الكتلة النقدية ..وهو يطبع الاوراق للحكومة على سبيل الاستدانة ..الموجودة فقط على الورق ..لكنها دين هالك لا يسدد في اي وقت ..
ونفيد سدنة بنك السودان علما بان الذين لهم ادنى ادراك بالاقتصاد يعرفون ان اي زيادة للكتلة النقدية عن معدل النمو تعني تضخما اكيدا .. وتعني بالعربي كدة زيادة الاسعار ..وهذه الزيادة بلغت 40% بنهاية 2017.. بأمر البنك العجوز ..
ومن بعد هذه الهرجلة التي تسمي سياسة نقدية يقول البنك انه اكتشف عملات من فئة الخمسين جنيه مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات .. ومعناها مزورة .. ومعناها ان البنك نفسه لم يضع مواصفات فنية للعملة تحميها من التزوير ..ومعناها ان السلطات التي من مسؤوليتها مكافحة تزوير العملات مقصرة في عملها او نائمة ومتناومة .. ومعناها .. ان العملة السودانية غير مبرئة للذمة ..وورقة ساكت .. ويمكن لاي صاحب دكان ان يمتنع عن استلام ورقة الخمسين بناء علي البيان العجيب .. اما الحرامية الذين يطلق عليهم لقب مستثمرين فلا بد انهم الان يحزمون حقائبهم ويتوجهون للمطار بعد ان حولوا قروشهم السودانية المزورة الي دولارات .. او ذهب . او جنيه استرليني. ولسان حالهم يقول - دا جنيه طبيعي اصلو ما مزور-

وبيت القصيد في البيان تلك الفقرة الثعلبية التي تقول ان المصارف التجارية وفروعها مستمرة في استلام العملات من فئة الخمسين جنيها من جمهور المواطنين وتوريدها وحفظها في حساباتهم وتمكينهم من استخدام أرصدتهم عبر وسائل الدفع المختلفة.... والبنوك ستتولي ايضا تسهيل فتح الحسابات لمن ليس لهم ...
يا للكرم الحاتمي .. لم يبق الا القول بان هنالك هدية مع كل توريدة .. ولو كانت كورة مديدة .
المجنون وحده هو الذي سيصدق ان ودائعه المصرفية سترد له عند الطلب .. وهذه الصفوف امام الصرافات تؤكد ان اموال الناس في جيب عباس واللبيب بالاشارة يفهم ..
وللتذكير فان انفلات الاسعار لم تتسبب فيه ورقة الخمسين المفترى عليها .. بل نتيجة سياسات البنك ووزارة المالية وحدث ولا حرج ..رفع قيمة الدولار الجمركي بواقع 260%.. تعويم الجنيه ورفع سعر الدولار التاشيري من 6.9 الي 18 جنيه ..ثم 31 جنيه .. وفي السوق الاسود 40 .. وزيادة الضرائب والرسوم ..وتغطية عجز الموازنة بطباعة النقود والسندات ..ومع كل تلك الفوضى تصدر البيانات ..بعد ان اكلت البنوك الجنيهات .
ذكرتني الصديقة بيحا بالمونولوج الشهير .. شبشب دكتور شول .. تمنو كم 50 جنيه ..؟ انذاك لم تكن الورقة مزورة وكانت تكفي لشراء عجل او خروف .. الان لا تشتري ربع كيلو لحمة من سوق اب روف
هيا الي الانتفاضة ... يا ايها الشعب العنيد.


بواسطة : admin
 0  0  985
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:23 مساءً الإثنين 29 أبريل 2024.