كمال الزين في نقد علمي لبرنامج "أغاني وأغاني" ـ 3 ـ حلقات كاملة ـ

السودانية الحلقة "10"
مقدمة مبتورة غير مرتبة ، كانت كلمات الاستاذ السر قدور و ضيف حلقة هذا المساء الاستاذ عبدالوهاب هلاوي ، ربما فوجئ الشاعر عبدالوهاب هلاوي نفسه بأن الاستاذ السر قدور سيجره إلى الحديث عّن الأغنية الوطنية و التي يعتبر الاستاذ عبدالوهاب هلاوي أحد الشعراء قليلي المساهمة في مجال الأغنية الوطنية و هو الذي كتب شعراً غنائياً يصعب إحصاءه و كتب حتى في عشق نادي المريخ ، و يبدو أنه لم يجد أنسب من جملة عنت له ( الشعر الوطني ضرورة من ضرورات الحياة ) ..
رغم أن الشاعر عبدالوهاب هلاوي هو صاحب كلمات رائعة الموسيقار يوسف الموصلي ( بلدنا نعلي شأنا ) ، إلا أنه كان أول المتفاجئين بجعل الأغنية الوطنية لافتةً لإستضافته ، مما جعله يتأتئ و يعجز عّن الكلام و يخونه التعبير ، رغم أن إستهلال الحلقة بهذه الاغنية يبدو أنه كان بمثابة رد إعتبار لشاعرها عبدالوهاب هلاوي ، بعد أن تم نسبها لسنوات طويلة للموسيقار يوسف الموصلي ..

حرام يا غالي تتبدل .. إحدى الأعمال التي جمعت الشاعر عبدالوهاب هلاوي مع الفنان الراحل عندليب السودان زيدان إبراهيم ، قام بأداءها الفنان جمال فرفور و لا أعتقد أن هنالك تعليقاً يستحق الذكر على أداء جمال فرفور ، فهو يؤدي بذات الأستاذية المتوهمة و الصوت الحاد المزعج .

مستحيل في يوم أخونك .. من كلمات ضيف شرف حلقة هذا المساء الشاعر عبدالوهاب هلاوي و التي قدمها للمستمعين الفنان الراحل خوجلي عثمان ، قدمها هذا المساء الفنان الشاب شكرالله عزالدين و الذي بدأ يتجه إلى ذات طريقة و طريق عاصم البنّا و فرفور و هو تسليمنا الأغنية بأقل مجهود يذكر ..
شكرالله عزالدين و منذ إطلالته مستلفاً صوت و أسلوب الفنان المتوقف عّن الغناء منذ سنوات النعيم بورسودان ، لم يبرح مكانه كأحد مقلدي النعيم بورسودان هو و عاطف السماني و آخرين ..

مين علمك يا فراش أعظم رومانسيات فن الغناء السوداني و التي جمعت بين هلاوي و زيدان و هي بلاشك العمل الأكثر أهميةً و الذي عرف الناس من خلاله الشاعر عبدالوهاب هلاوي ، فهي أشهر أعماله
إضافة إلى ( ملامة ) مصطفى سيد أحمد ..
مين علمك يا فراش قدمتها الفنانة إنصاف فتحي بهدوء و ثبات رغم أن دخولها لم يكن بمستوى أداءها ، إلا أنها عادت و تمالكت نفسها و أكملت الاغنية في ثبات لم يكن يشبه الدخول ..

الملامة .. كلمات عبدالوهاب هلاوي و ألحان الاستاذ يوسف السماني و التي جمعت بينهما و بين الراحل المقيم الفنان مصطفى سيد أحمد ..
كانت إمتحاناً عسيراً للفنان الشباب عبدالسلام حمد و الذي يحسب للفنان الشاب عبدالسلام حمد هو إصراره على أداء الأغنية رغم علمه بلاشك أن عشاق الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد لديهم حساسية مفرطة تجاه كل من يردد أغنياته ، تدفعهم عصبية ليست بالغريبة على جمهور الفنانين العظام .
أعتقد أن عبدالسلام حمد إستطاع إجتياز الإمتحان الأصعب في مسيرة مشاركاته هذا الموسم .

الملحن الرائع أحمد حميد .. سرني جداً إعطاءه حقه هذا المساء ، فهو أحد المبدعين الذين قدموا الكثير من الألحان المتميزة و لم ينل حظه من الذكر ..
قلبي ما بعرف يعادي .. كلمات عبدالوهاب هلاوي و ألحان أحمد حميد و التي وجدت حظها من الانتشار بصوت الراحل عبدالعظيم عبدالله ( حركة ) ، قدمها الفنان الشاب مهاب و عجز عّن مجاراة أداء العظيم عبدالعظيم حركة و الذي كان يؤديها متقمصاً كلماتها كلمة كلمة ..

الفنانة منى مجدي أختتمت حلقة هذا المساء بوصلة من الأداء الذي تحدثت عنه كثيراً و الذي أودّ تنبيه بعض الذين حولوا قضية الفن إلى قضية جندر و حرية إبداع في محاولة لتجييش عواطف دعاة التحرر من عنت العقود الماضية ، أودّ تنبيهم إلى أن المرأة السودانية ظلت ترفد الفن السوداني بمبدعاتٍ و متميزاتٍ و لن تتوقف قضية الفن على منى مجدي في وجود مواهب كثيرة جميعها شقت طريقها دون أن يكون وراءها حملات منظمة ، لن تجعل منها رمزاً نسوياً بمجانياتكم هذه ..
قضية الفن تحتاج إلى موهبة حقيقية ، و قضايا الجندر ميادينها أمامكم ، تهزم المرأة فيها كل يوم و تهضم حقوقها في ساحات القضاء على مرأي و مسمع منكم كل صباح ، الإساءة لمنتقدي منى مجدي لن تجعل منها فنانة و لن تهبها موهبة من العدم ، أرجو أن تتوقف حملة إرهاب منتقدي منى مجدي ، و لتعلموا أن تكميم الأفواه لم و لن يكون ثمرةً لما تفعلون ، و ستظل قضية الفن هي قضيتنا كمتابعين و مستمعين و لن تفلحوا في جرنا إلى الانشغال بقضية لا علاقة لها بقضية الفن ،مهما تعددت أساليبكم .

الحلقة "11"
لابد للفنانة الشابة مكارم بشير من مراجعة نفسها و الاستعانة بأحد المتخصصين في علم الأصوات حتى يعيد صياغتها من جديد ، و يقوم بتعليمها كيفية التحكم في صوتها و توظيفه و إخضاعها لتمارين قاسية تتعلم من خلالها متى تطلع الى الجواب و متى تنزل الى القرار ..
مكارم بشير في كل مشاركاتها التي قدمت في أغلبها أغنيات عبقري الأغنية السودانية سيد خليفة ، كانت تقدم أداءً يصيبك بالحيرة ، بين جمال صوتها و بين سوء توظيفه ..

ثنائية مهاب عثمان و مامون سوار الدهب ، يبدو أنها أتت هكذا دون ترتيب و دون بروفات ، فخرجت فعلاً بِمَا يليق بوصف التجربة و التجريب .

الوافد الجديد للبرنامج و الوجه الجديد في حلقات هذا الموسم ، الفنان الشاب عمر عثمان ، بدأ يمتلك شيئاً من الثقة و يخرج عن توتر التجربة الاولى و رهبة الظهور الأول ، إلا أن صوته لا يزال يفتقد إلى ثبات المغنين .

يا جميل حلو ... إحدى روائع الراحل المقيم صالح الضي ، قدمتها الفنانة هدى عربي بمصاحبة الفنانة إنصاف فتحي ، و شكلتا ثنائياً متجانساً أوصل الاغنية إلى بر الأمان ..

الذي أعجبني في أداء الفنانة أنصاف فتحي هذا المساء هو خروجها عّن طريقتها التقليدية و مجاراتها للفنانة هدى عربي الأمر الذي جاء في صالح الأداء المشترك ...

يبدو أن الفنان جمال فرفور ترغمه أغنيات الفنان الراحل زيدان إبراهيم على ترك أسلوبه المعتاد و الغناء بصوت يخلو من الحدة المعتادة ..
أجمل حبيب للروح .. من كلمات الشاعر محمود أبو العلا ، و هي أغنية ذات طابع خاص لأنها من ألحان الفنان الراحل عوض شمبات القليلة و المتميزة بالطبع .

الفنان الشاب عبدالسلام حمد هو الرابح الأكبر من مشاركته هذا الموسم ، و التي مثلت نقلة في مسيرته من الهواية إلى الاحتراف .

الحلقة "12"
نبهتني الصديقة روزمين عثمان إلى أن نقلي لحديث الأخ عادل سالم الساخر عّن الفنانة منى مجدي ، تم فهمه لدى البعض على أن فيه إساءة لوالدها الكريم لذا وجب علي الإعتذار و التوضيح أن الأمر كان في إطار السخرية غير المقصود منها توجيه إهانة لها و لوالدها الكريم ، فلها و له العتبى و هذا إعتذار مني أصالة عّن نفسي و إنابة عّن الأخ عادل سالم نفسه صاحب الجملة التي أُسييي فهمًها كما علمت من الأخت الكريمة روزمين عثمان و لها جزيل الشكر و الإمتنان على التنبيه .
أما عّن أداءها هذا المساء ، فاعتقد أنه الأسوأ بين مشاركاتها السابقة السيئة في الأصل ...

ضيف حلقة هذا المساء الموسيقار و الملحن و الفنان المغني المعتزل الأستاذ أنس العاقب ، و كان يمكن أن تكون الحلقة أكثر روعة و تميزاً إن شملت الإستضافة البلابل ، لكانت حلقة إستثنائية
و فريدة من نوعها .

عاصم البنّا و جمال فرفور قدما وصلتهما الثنائية المعتادة ، و تفننا في ذبح رائعة عتيق و عبدالرحمن الريح ( ليلة و يالها من ليلة ) ، و هي أعظم أغنيات المناسبات .

الفنانة الشابة أفراح عصام ظلت خارج التصنيف و أكتفت بدور الضيفة الدائمة و يبدو أنها زهدت في فن الغناء و أكتفت بنجاحها كفتاة إعلانات .

الفنان الشاب عبدالسلام حمد ، قدم أداءً لا يشبه مشاركاته السابقة و كان متسرعاً على غير عادته .

صاحب الشعبية الكبيرة الواعد مامون سوار الدهب ظل ( غاطساً ) في مقعده واضعاً رأسه بين كتفيه ليخرج لنا ذات الصوت القوي الخالي من التطريب و التنوع ، ربما ظنًا منه أن هذا الأداء يجعله قريباً من أداء الراحل المقيم فخيم الصوت عبدالعزيز. محمد داوود .

مكارم بشير في ( ليل الشجن ) لم تستطع. مجاراة أداء البلابل المعطون شجناً .

جاءت الحلقة موثقاً لرجلين عظيمين ..
الاستاذ عزيز التوم ذلك الموظف الحكومي المبدع الذي عمل على خدمة الفن و الفنانين من خلال وظيفته الحكومية ، ليقدم الكثير و يذكر قليلاً في وسائل الاعلام .

و كذلك الراحل المقيم الفنان العاقب محمد حسن الذي يجب أن تخصص له حلقات و حلقات .