كمال الزين عن أغاني وأغاني "3" : شكر الله حضوره مثل غيابه،عبد السلام امكانياته مهولة ولكن!

السودانية في البدء أودّ الاعتذار لكل من خالفني الرأي حول الفنانة الشابة منى مجدي ، للذين يدافعون عنها بوصفها إبنة المحامي و للذين يدافعون عنها بوصفها إبنة عازف الإيقاع ، و للحقيقة أنا لا أعرف الأول كما لم أتشرف بمعرفة الثاني ، أعتذر لهم إن لم يرقهم رأي حول أداءها ( الأوفر ) ، و الذي وصفه الصديق / عادل سالم بأداء ( الفرحانة ) ، و أعتقد أن عليها مشاهدة الحلقة و الاستماع و مشاهدة نفسها بحيادية و يقيني أنها ستتفق معنا في أن صوتها لا يتناسب مع أداءها الذي إن أغلقت الصوت و أكتفت بمشاهدة التعابير الحركية و التمثيلية لظنت هي أيضاً أن ( القبة تحتها فكي ) .
عليه فإن إختلاف الرأي لا يفسد قضية الأذواق و لا يجعل من الأمر حكماً على موهبتها التي ترون و ما رأيت
و في كل الأحوال لا سيعنى إلا أن أتمنى لها التوفيق و السداد و أن أكون مخطئاً في حكمي .

فيما يتعلق بالفنان الشاب عمر عثمان و الذي يتمتع بجماهيرية لا بأس بها قبيل إطلالته الاولى عبر حلقات هذا الموسم ، لكل متابعيه و محبيه التقدير و الإعزاز ، إلا أن عليه التخلص من أسلوب المادح في أداء بعض الأغنيات و هي أمر ليس بالسهل و يحتاج منه إلى المزيد من الاستماع و المران و هو بلا شك صاحب صوت قوي مميز و يرجى منه الكثير .
و للذين قارنوا بينه و بين الفنان خالد محجوب ( الصحافة ) ، لقد ظلمتم خالداً فهو فنان قبل أن يتجه إلى أداء المدائح النبوية مثله مثل الراحل محمود عبدالعزيز تماهياً مع سياسة الدولة التي شجعت الإنشاد الديني عبر قنوات متخصصة ، تحول المادح إلى فنان يختلف تماماً عّن تحول الفنان إلى مادح ، فالاصل يطغى دائماً ، و أن يؤدي الفنان المدائح النبوية بإسلوب الفنان خيراً من أن يغني المادح بأسلوب المداح ، خاصة حين يؤدي أغنيات خالدة و راسخة في ذاكرة و وجدان الشعب السوداني بصوت عظيم ٍ كعثمان حسين .
فات علي بالأمس أن أعلق على أداء الفنان شكرالله عزالدين و للحقيقة لم يقتني شيء فقد كان حضوره مثل غيابه .

الفنان عاصم البنّا رغم تجربته التي تعادل الفنان الشاب عبدالسلام حمد عمراً ، إلا أنه قام بأداء أغنية ( الفي دلالو ) ، و كأنه حمد الريح ركضاً و ( سكاً ) للأغنية و لم ينقصه سوى ( النهير ) ، يبدو أن الفنان لدينا يكتفي بالظهور و يزهد في تطوير ذاته .

حينما يتحدث السر أحمد قدور عّن نفسه ، فلا جناح عليه و لا تثريب ..
السر قدور ظاهرة من ظواهر فن الغناء السوداني ، كلمةً و لحناً ، و بين السر قدور الذي كتب دلال العاقب محمد حسن و السر قدور الذي كتب دلال كمال ترباس ( سايق دلالو علي ) و السر قدور الذي يكتب الان دلال إنصاف فتحي ، يتضح ذلك البون الشاسع بين ماضي و حاضر الاغنية السودانية و التي تدحرجت بلا شك من حيث الكلمة و اللحن و المضامين ، إنصاف فتحي تجدني غير مفضل لصوتها و غير معجب بلونيتها التي تتأرجح بين غناء البنات و الغناء الحديث ، رغم أنها يمكن أن توصف بأفضل السيئين ، ربما لأنني لا أميل إلى مدرسة الصوت الحاد و لونية سمية حسن و مثيلاتها ..

مامون سوارالدهب .. تم تعميده كمعسم شرعي لغناء الحقيبة ، و الذي يتمعن في جمال الصوت الذي يملكه هذا الفتى ، يتحسر على الطريقة التي يغني بها ، حابساً صوته بين جنبات التأرجح بين فن الغناء الشعبي و الحديث و أسلوب الحقيبة الأصيل ، يبدو أن الفتى تم إستهلاكه في حفلات و مشاركات طوال العام الماضي بحيث أنه لم يُعطى الفرصة الكافية لإيجاد نفسه .

الفنان الشاب مهاب عثمان .. تحرر قليلاً من الأسلوب الفرفوري ليقع في شراك أسلوب حسين شندي الذي لا يختلف عنه كثيراً إلا في مستوى حدة الأصوات ، و ليته حاول أداء رائعة عبدالرحمن الريح و عوض الجاك ( يا جميل يامدلل ) دون محاولة إستلاف صوت فرفور الحاد أو صوت حسين شندي الاأقل حدة ، يا جميل يا مدلل إحدى الامدرمانيات الغنائية الخالدة و لم ينقذها من حدة أصوات مهاب عثمان سوى صوت إنصاف فتحي و التي لعبت دور الكورس فأجادت لدرجة أنني تذكرت صوت الرضية سعد و هي تغني خلف العظماء على أثير هنا أم درمان .

الشاب الواعد عبدالسلام حمد .. يمكن لهذا الشاب أن يكرر ظاهرة عمر أحمد و إبراهيم عبدالجليل ، شريطة أن يغني في المناطق العالية و أن يعطى أغانٍ تسبقها رميات و أن يبتعد الغناء في السلالم الدنيا فهو صاحب مقدرات مهولة إن قام باداء رمية دون موسيقى أو غنى في المناطق العالية ..
عبدالسلام حمد عليه إطلاق حنجرته بالغناء حد الصراخ ، فصوته لن يكون مزعجاً و لن يخونه فهو بلا حدود .
من مبلغٍ عني جمال فرفور بأن هذه البزة بهذا اللون لا تليق بذوي البشرة السوداء خاصة و أنه فنان و أناقة الفنان لا بد أن تتناسب مع ذائقة مستمعيه و مشاهديه ، ليس أكثر حدة من صوته المزعج حين يحاول الغناء في المناطق العالية إلا حدة لون أزياءه و أثرها على المشاهد .

إن شاء الله نلتقي ،،،