الناقد كمال الزين عن أغاني وأغاني "2" :مني مجدي ينقصها كل شئ،مكارم عادت متماسكة

السودانية قيل أن أحدهم جاء إلى الموسيقار ( عبدالفتاح الله جابو ) حين كان يدرس الموسيقى تطوعاً بمركز شباب السجانة حين كان مجمعاً للمواهب ، الشاب الذي أتى مهندماً في كامل أناقة الفنان في ذلك الزمان ، إدعى أنه مغنيٍ بحاجة إلى من يُؤْمِن بموهبته ، و عليه جاء حاملاً البشرى للموسيقار الله جابو بميلاد فنان كبير في زمانٍ عزت فيه المواهب ، فرح به الموسيقار الله جابو و قال له ؛ غني يا إبني ..
فغنى الشاب عدة أغنيات ، سمعه الموسيقار عبدالفتاح الله جابو باهتمام ، و بعد أن أكمل الشاب و صلته الغنائية و بدأ يمسح عرقه المتصبب على جبينه بمنديل حريري على طريقة الفنانين الكبار ، سأل الموسيقار الله جابو :
ماهو رأيك في ما سمعت ..
صفق له الموسيقار الله جابو و قال له :
إنت فنان يا إبني و لكن ينقصك زمن و حفظ و صوت ..
هذه أشياء تنقصك و لكنك تملك جرأة لم أرها من قبل ..
منى مجدي .. ينقصها كل شيء لتصبح مغنية و لكنها تملك جرأة لم أرها من قبل في أدعياء الفن ، و قوة عينها في الغناء لمحمد وردي و هي تؤدي بطريقة مسرحية لا تتناسب مع تواضع صوتها و إنعدام مقدرتها على الوصول الى الحد الأدنى مما يسمى ( القبول ) ، تجعلني أحمد الله كثيراً على أن الله قبض روح محمد وردي قبل أن يرى هذا ..
أسوأ ما رأيته على شاشات التلفاز منذ أن عرف أهل السودان الغناء ..
و الطريف في الأمر أن أداءها المسرحي ( الأوفر ) لم يتوقف عند غناءها ، بل ظلت تمارسه حتى أثناء غناء الآخرين ..
هاتفني الصديق / عادل سالم و هو يشاهد إعادة الحلقة قبل موعد الامساك هنا في الدوحة بنصف ساعة تقريباً و سألني بطريقته الساخرة تلك :
دي منو دي الفرحانة دي ؟
و لم يترك لي فرصة للرد و كان تخريجه للأمر ، إنها جارة السر قدور و أبوها حلف عليهو طلاق يسوقا المولد ده ..
منى مجدي أول فنان يفرض نفسه على الشعب السوداني قوة عين كده..
طمئنت عادل سالم و أخبرته بكل أسف أنها ستواصل و ستهيل التراب على كل تراثنا الغنائي دون أن يطرف لها جفن ، فجرأتها هذه مقرونة ( بأم فريحانة ) التي تلازمها تجعلها ترى و تسمع نفسها على غير ما نسمع و نرى ... و الله المستعان ..
مامون سوار الدهب الذي لمع نجمه في الموسم السابق و أثار جدلاً غير منقطع ، نسبة لقوة صوته التي أتفق عليها الجميع ، لم يقدم جديداً بعد مضي عام ٍ كامل على ظهوره الأول ، يبدو أن مامون كان ( مقرش ) طوال العام الماضي ، فهو لازال غير قادر على توظيف صوته القوي ..
قام مامون بتقديم رائعة كرومة و أبو صلاح ( قلبي همالو ) بذات الصوت القوي الذي عرفناه العام الماضي و لكن على طريقة المبتدئين ، مامون بحاجة الى مران أكثر و توجيه أكثر فيما يلي توظيف الصوت القوي الذي يملك .

مكارم بشير .. بدت هذا الموسم أكثر تماسكاً و طورت من مقدراتها فيما يختص بسلامة مخارج الحروف حينما تغني قصائداً فصيحة ، و كانت أفضل كثيراً مما كانت عليه في الموسم السابق ..
عابها فقط سوء إختيارها للأزياء و هو الأمر الذي جعلها جزء من المقعد الذي تجلس عليه ، كما أن تصفيف شعرها لا يتناسب مع وجهها ، و هذه أخطاء يتحمل وزرها الانتاج أيضاً ، فهذا من صميم عملهم ...

الفنان الشاب مهاب عثمان .. في ظهوره للموسم الثاني على التوالي من خلال حلقات هذا الموسم ينطبق عليه قول أبي الطيب المتنبئ :
لم أر في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمام
فمهاب عثمان باستطاعته الفكاك من الغناء على طريقة جمال فرفور السهلة غير المكلفة و التي يكتفي من خلالها بإخراج أصوات حادة غير متنوعة و هي مدرسة إستلاف الجزء الحاد من صوت الكاشف و التي أبتدرها الفنان حسين شندي و تلقفها جمال فرفور ..
مهاب عثمان بصوته مساحات يمكنه اللعب عليها للفكاك من هذا الأسلوب الذي حال دون أن يكون جمال فرفور نفسه إضافة حقيقية في تاريخ الأغنية السودانية ..
الوجه الجديد .. أحدث المنضمين إلى شباب المغنين في البرنامج هذا الموسم
الفنان الشاب عمر عثمان .. وجوده و وجود منى مجدي جعل عنوان حلقة هذا اليوم : ( دراويش لاقو مداح ) ..
حيث أن عمر عثمان رغم جمال صوته لم يستطع التخلص من طريقة أداء المديح رغم إرتداءه زياً إفرنجياً و ساعة يد جديدة لم يمنع نفسه من تحسسها بين فينة و الأخرى إعجاباً بها .
عمر عثمان قدم رائعة عثمان حسين و الشاعر السر دوليب ( داوم على حبي ) بطريقة مداح الشيخ البرعي رغم أنه يستطيع تقديم الكثير إن عمل على فصل المادح عّن الفنان بداخله ..
لم يبذل مجهوداً يذكر في أداء الأغنية و لم يساعده كثيراً طغيان أسلوب المادح على الفنان ..
أعتقد أنه لم يقدم كل ما عنده بسبة قلة المران على الغناء ، و ربما لم يكلف نفسه عناء الاستماع الى الاغنية بصوت أبوعفان و أداءه المتنوع السهل الممتنع .
إن شاء الله نلتقي ،،،