• ×

التجربة السويدية في السودان.. صور لـ"إجازة أبوّة" فريدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية هل فكرت، كأب، في قضاء إجازة منزلية لتهتم فقط بأطفالك وتلعب معهم وتستمع إلى قصصهم الطفولية وترعاهم كما تفعل الأم؟ لو كنت مواطناً سويدياً فستكون هذه الإجازة مدفوعة الثمن وستجد التشجيع الحكومي لأخذ مزيد من الإجازات المنزلية.

اختار 6 آباء سودانيين تجسيد "النسخة السويدية" لمعرض صور فوتوغرافية: "آباء سويديون"، الذي تعتمد فكرته الأساسية على البقاء في المنزل مع أطفالهم 6 أشهر، ومشاركة أبنائهم نشاطاتهم اليومية لتوطيد العلاقة بينهم، بهدف إظهار المساواة بين الجنسين في الأبوة والأمومة وما يعنيه ذلك لكل من الأفراد والمجتمع.

وعلى الرغم من البقاء في المنزل والاعتناء بالأطفال لا يعتبر تقليداً سودانياً شائعاً، إلا أن عدداً من الآباء استجابوا لدعوة المصور السوداني إياس الهاشمي لتصوير النسخة السودانية للتجربة السويدية وعرضها في معرض مشترك مع المصور السويدي جون هافمان.

من جهته، اختار محمد بشاشة، المهندس الميكانيكي، أن يعيش التجربة السويدية. وعندما انخرط في اللعب مع ابنه اكتشف أنه بحاجة إلى اللعب مثل طفله.

وكتب بشاشة تجربته في سطور وأرفقها مع الصور في المعرض، وفيها أن "الطفل في سن معينة لا يحتاج سوى الحنان والقرب من والديه، وعندما أعود إلى البيت وألقاه في انتظاري وأشوف فرحته برجعتي ويقول (بابا جا) أعرف أنه في مرات كثيرة يبكي من الفرح برجعتي وعند تواجدي خارج الخرطوم أول كلمة أسمعها منه في التلفون (بابا تعال)".

أما علي حماد الذي مكث مع أطفاله الثلاثة، فقد لاحظ أن أطفاله يزدادون ثقة بأنفسهم عندما يشاركهم في الأنشطة اليومية. وقال حماد عن تجربته "وجودي المتواصل بالقرب منهم وتلبية احتياجاتهم المختلفة خلق صلة بيني وبينهم تماماً كالتي تربطهم بأمهم".

المصور الذي مكث ساعات طويلة مع الآباء الستة لتوثيق التجربة ولاقتناص لحظات السعادة والمرح على وجوه الأطفال اكتشف أن الآباء كانوا أكثر سعادة وأنهم في الواقع يحتاجون إلى البقاء مع الأطفال ربما أكثر من حاجة الأطفال أنفسهم.

لكن هل يمكن نقل التجربة السويدية إلى السودان؟

لا يتوقع طارق سليمان - الذي عاش التجربة السويدية – ذلك، لكنه خرج من تجربته بإنشاء شبكة خاصة بالآباء

وقال طارق لـ"العربية.نت" إنه اكتشف فرقاً "بين الوالد والأب وإن الثقافة التي تربى عليها لا توجد بها مرجعيات كثيرة عن دور الأب غير الرعاية المادية في التربية والسلوك".

والشبكة التي يعتزم طارق إطلاقها قريباً وتحمل اسم "يا بابا" تهتم فقط بالأب، وتسعى لجمع تجارب الآباء في التعامل مع أبنائهم وفق نصائح وإرشادات يقدمها خبراء في علم النفس والأسرة والمجتمع ومشاركات عامة من الآباء.

لكن الطريف في السويد، صاحبة التجربة نفسها ورغم "التعويض" المادي السخي والمكافأة الفريدة، أنه لا يستخدم سوى عدد قليل من آباء السويد جميع أيام إجازات الوالدين. فقط 14% من الآباء يختارون مشاركة الأيام بالتساوي.

ويشجع قانون الرعاية الاجتماعية في السويد الآباء والأمهات على البقاء في المنزل مع أطفالهم لمدة 480 يوماً مع تلقي "مخصص مالي" من الدولة من أجل تشجيع الرجال والنساء على مشاركة "إجازة الوالدين" على قدم المساواة ثم تقديم "مكافأة المساواة" وكلما زاد عدد الأيام بين الأمهات زادت المكافأة.
العربية نت


بواسطة : admin
 0  0  1959
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:43 مساءً الأحد 5 مايو 2024.